انظروا إلى قيمة المعلم العماني في نظر الغير..

المعلم العماني .... أستاذ الخليج بلا منازع

كاتب سعودي

بحثت بين أزقة الناس..وعلى جنبات دير الآلهة..وبين جدران حوانيت السكارى والماجنين..ازدواجية أو براثن القول لمعلم شهد له التاريخ الإنساني بالفحش والبغضاء فلم أجد...كل ما وجدته قسطا عظيما من الثناء...وصوتا رخيما بالقول الحسن...وتمجيدا لمقامه وعطائه...كم أغبطك أيها المعلم...فيك التاريخ، والجغرافيا، والعلوم،والطب،ولغات العالم،والدين،وحسناء اللغة العربية،وطرب الموسيقى،وسحر الريشة، تتقاذف بين أحضان العلوم والمعرفة... تتقاطر من وجنتيك شآبيب الهيبة والجلال... ذكرتك إرساليات اليهود بأنك ابن موسى الكليم... ومجدتك تحاريف الإنجيل بأنك نور عيسى الوقور... وعظمك نبي المسلمين بتقليدك زمام رسالة القداسة... كم أتمنى ذات يوم أن أقتنص مقامك... وأذل شأنك...لأكتب بعد حين أرجوزة النصر عليك...ما يدمي عيني أنني لم أجد ثلة من القوم ينهش لحمك... ويتاجر بمقامك...لكن..سمعت طراطيش أنباء عن بلاد في الجزيرة العربية أستطيع فيها أن أبني مشروعي...
هرولت بفكري وجسدي إلى أرض عمان...سمعتهم يمجدون تاريخها وعلمائها..وسمعتهم كذلك يفاخرون بانجازاتها ومدنيتها..لكنني أيضا سمعت بأن للمعلم فيها مقام مجهول...تقربت منها بترو وتؤده...مجتمع فاحش بالهجوم والسباب والقذف على معلميهم..يصفونهم بأنهم مصاصي دماء أموال الفقراء والمعدمين...يلطخون وجوههم بسمات القبح والظلمات...يرون أن معلمي بني جلدتهم خونة ولا يشكرون وطنهم ولا سلطانهم على نعيم عطائه...يعلمون الأجيال براثن الخلق وسوء المعرفة...فاحش الثراء وبطر العطاء... وفي زاوية أخرى رجال الأمن مجيشة لقطع قلوبهم وأكل أكبادهم...يرونهن شرارة العصيان وخلخلة الأمن...يعتبرونهم مراهقين وأصحاب جنحات لابد من ضربهم وسحقهم...لا يستحقون كرامة ولا مكانة.. يحملونه مصائب الوطن والمواطن...تنتظرهم الزنانين وصحائف الدعوى...وفي الزاوية البعيدة قرارات ادارية....ومحاسبات قضائية وجزائية نامت دهرا من السنين لتستيقظ على رقبة المعلم الحقير...نتائج فاضحة على المستوى المحلي والعالمي سبب فشلها المعلم...مطالب اصلاحه فساد...ونقاشه لبناء التعليم هلاك للعباد...يهان ويستهان فتنعم مؤسسته بسبات وأمان...

لم أجد في العالم كله مقاما مزريا...وتنكيلا متعمدا...وتشويها فاضحا...وقتلا نهارا جهارا..واستحقارا مخزيا...وبؤسا ويئسا مريرا...للمعلم كما أراه في عمان..التي كنا نضرب بها المثل في كثير من القضايا التي غابت عن ساحتنا الخليجية وبقت في عمان..

سيدي المعلم العماني

أرفع لك شماغي إجلالا وتقديرا لمقامك الرفيع وخلقك النبيل...وثق تماما أن الاصرار هو سبيل النجاح..فلا تركن للمثبطين..فقد أثبت خلال 23 يوما من الصمود أنك رقما صعبا في منظومة التعليم...وأنك شمسا تنير للمجتمع نور الحياة البهيج...وبحجم استغرابي من الهجمة الشرسة عليك من الوزارة أو المجتمع أو الجهات الأمنية والجزائية... إلا أنني فخور بك كنموذج فريد في قطرنا الخليجي الذي يقرأ ويتابع ويشارك في منظومة الإصلاح التعليمي.
22/10/2013


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..