الهوية الفكرية التائهة .. وصناديق السعادة المفقودة

الهوية الفكرية التائهة .. وصناديق السعادة المفقودة ( ح1)
بابتسامة تهكمية ساخرة .. رمقت بنظراتها الدوغمائية زميلاتها وهن يغادرن ساحة الطابور إلى مقاعد الدراسة .. أخذت طريقها وهي تهمس لصديقتها بصوت ارستقراطي بارد - وفي جيبها رزمة من الأوراق النقدية التي أحضرتها في سرية تامة- وفي معصمها أسوارة جميلة اتحد بريقها مع شعاع الشمس الذهبي :
- انظري إلى تلكم البائسات يحضرن كل يوم إلى المدرسة من أجل حفنة من المال .. هه ما رأيك أن أنثر رزمتي هذه في ساحة الطابور ؟
- ماذا ؟!! .. هل أنت مجنونة ؟
- ماذا بك ؟! سألجم فاه تلك العجوز الشمطاء لئلا تقف في طريقي مرة أخرى.
- يا لك من متمردة جريئة .. ولكن تلك التي تدعين أنها عجوز هي مديرة المدرسة ، فكيف تقولين ذلك عنها ؟! ينبغي أن نحترم من هم أكبر منا سنا ، مهما لاقينا منهم
- حقا ؟ اسمعي .. ضعي الاحترام في صندوق وألقه في اليم ، عزيزتي ما عاد لهذه الكلمة معنى .. فقد ذهبت في مهب الريح .. لا أدري من أي عالم أنت؟
في هذه الأثناء تمر الأستاذة بسمة مسرعة بيدها أدواتها الهندسية، متوجهة لحصتها الأولى .. ألقت التحية على عجالة، فقد لفت انتباهها اندماج البنتين في الحوار والتأخر في الذهاب إلى غرفة الصف.
- صباح الخير يا حلوات
- صباح الخير أستاذة ( ترد ريم بارتباك ) ، كيف حالك أستاذة؟
- بخير والحمد لله ، كيف حالك ريم وأنت نرجس؟
- بخير ، أستاذة حصتك ممتعة للغاية ، متى موعد حصتك؟
- شكرا يا نرجس .. اممم ، أنتم 8 / 4 ؟ حصتنا الثالثة بإذن الله ، الآن عندي 8 / 5 ، هيا أسرعن إلى غرفة صفكما.
ذهبت البنتان إلى غرفة الصف بعد تأخر دام لمدة خمس دقائق وهن يتجولن في الممرات قبل التوجه مباشرة إلى الصف.
- قفي عند الباب ! لماذا التأخر ؟
- أستاذة نعتذر ، تعبت نرجس وكنا في غرفة الصحة.
( بصوت خافت ) وشوشت نرجس : لماذا تكذبين يا ريم ؟؟ أنا لست مريضة
- ماذا يضيرك لو كذبتي مرة .. فتلك كذبة بيضاء
- ويحك وهل للكذب ألوان؟!
- هه .. طبعا .. سأخبرك فيما بعد عن الكذبة الوردية والبنفسجية و ...
صرخت أستاذة الحصة الأولى بغضب :
-وتتحاورن أمامي رغم كل ذلك التأخير .. بماذا تتمتمين أنت وهي؟
-لا شيء أستاذة
-ادخلن هيا ، كل واحدة في مقعدها .. ولا أريد أن أسمع همسا

يتبع ...

*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..