في إفطار النبي (صلى الله عليه وسلم )
عن أنس قال "كان رسول الله( صلى الله عليه وسلم ) يفطر على رطبات قبل أن يصلي فإن لم تكن رطبات فتمرات فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء"·
وفي الجامع الصغير "كان محمد( صلى الله عليه وسلم ) يعجبه أن يفطر على الرطب مادام الرطب وعلى التمر إذا لم يكن رطب ويختم بهن ويجعلهن وتراً: ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً" وكان أحب التمر إليه العجوة"· وقيل انه صلوات الله عليه في غير رمضان يستحب إذا أفطر أن يكون على لبن وفي رمضان كان لا يصلي المغرب حتى يفطر على التمر" فقد كان يقول رسول الإنسانية( صلى الله عليه وسلم ) "خير تمراتكم البرني يذهب بالداء ولا داء فيه" وقال "نعم غذاء المؤمن الحفنة من التمر" وبين لأصحابه الحكمة من الافطار على التمر لانتفاع الجسم بالحلو فيه وعلى الخصوص القوة الباصرة وفي تمر المدينة ترياق لكل السموم ودواء لكل الهموم ببركة سيد العالم صلوات الله وسلامه عليه فإذا كان البصر يضعف بالصوم فالتمر مقو له وان كانت المعدة تصاب بأي ضرر من الصوم فالتمر يطهرها ويذهب عنها المرض والداء·
وحض( صلى الله عليه وسلم ) على الفطر بالتمر فإن لم يجد الصائم فعلى الماء" وهذا من كمال شفقته على أمته ونصحهم فإن اعطاء الطبيعة الشيء الحلو مع خلو المعدة أدعى إلى قبوله وانتفاع القوى به·
وأعطى محمد صلوات الله عليه وسلم القدوة للمؤمنين فقال "يعطي الله هذا الثواب "الجنة" من فطر صائماً على تمرة أو على شربة ماء أو مذقة لبن·· فليس العطاء بمحدد انما يمكن للفقير أيضاً ان يحققه لينال ثواب الشهر الكريم وأوضح لهم انه من سقى صائماً سقاه الله من حوضه شربة لا يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة·
كان عليه الصلاة والسلام يقول عند افطاره [ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله تعالى] وعن ابن امامه رضي عنه ان رسول الله( صلى الله عليه وسلم ) كان اذا رفعت مائدته قال "الحمد لله كثيراً طيباً مباركاً فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا" وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال "قال رسول الله( صلى الله عليه وسلم ) ان الرجل ليضع طعامه فما يرفع حتى يغفر له" قالوا يا رسول الله وما ذاك؟ قال "يقول بسم الله إذا وضع طعامه وإذا رفع قال الحمد لله كثيراً"·
وعن أنس ابن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله( صلى الله عليه وسلم ) إذا أفطر عند قوم دعا لهم فقال "أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة"·
ويذكر ان الرسول صلوات الله عليه وسلم لم يرفض دعوة عند أي مسلم مهما كان فما كان يعنيه على ماذا يفطر بل كان يسعد بدعوة فقير ليعلم الناس ان لكل من أفطر مسلماً له ثواب لا يختلف بين غني وفقير كل على قدرته وتحدث ابن القيم عن فطر الرسول على التمر أو الماء وهذا من كمال شفقته على أمته وبين لهم ان في قوله ذلك أن الماء يكفي لبل العروق واذهاب الظمأ والجوع·· وتلا حديثه "من فطر صائماً كان له مثل اجره غير انه لا ينقص من اجر الصائم شيئاً"·
وروى ابن خزيمة عن سلمان الفارسي رضي الله عنه انه قال "خطبنا رسول الله وقال "أيها الناس قد اظلكم شهر عظيم مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر جعل الله صيامه فريضة من أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة وشهر المواساة وشهر يزاد فيه رزق المؤمن من فطر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل اجره من غير ان ينقص من اجره شيء
رمضان مبارك~~
