توظيف المحاكاة الحاسوبية في تدريس علم الفلك
توظيف المحاكاة الحاسوبية في تدريس علم الفلك
الناظر للوهلة الأولى لموضوع المحاكاة الحاسوبية قد يعتريه شي من الغموض أو إن صح التعبير شي من الفضول لمعنى هذه الكلمة فماهي المحاكاة؟ وماأهميتها؟ وما علاقتها بالعملية التعليمية بشكل عام وتدريس الفلك بشكل خاص؟.
فالمحاكاة الحاسوبية كما عرفها توفيق (2003: 251) على أنها :"نموذج أو مثال لموقف من الحياة الواقعية يستند كل مشارك فيها على دور معين يستهدف تدريبه على حل المشكلات واتخاذ القرارات واكتساب المهارات".ويعرفها أمبوسعيدي والبلوشي (2009: 673) بأنها:" محاولة لتقريب ما يصعب عمله أو حدوثه إلى الحياة الواقعية للطلبة".
ويتضح مما سبق أن المحاكاة الحاسوبية هي تقليد أو تمثيل للظواهر التي تحدث في الطبيعة وتقريبها إلى بيئة الطالب ليسهل عليه تعلمها واستيعابها والتفكير في أسبابها ونتائجها، وتعد المحاكاة الحاسوبية أحد التطبيقات الحاسوبية التفاعلية التي تم إدخالها في التعليم حيث وظفت في تدريس الكثير من الموضوعات في تخصصات مختلفة كمحاكاة تعليم الصلاة ، ومحاكاةالمناخ والظواهر المرتبطة به، و محاكاةتعلم الطيران وغيرها.
ولما كان علم الفلك من العلوم الطبيعية المهمة في حياة الإنسان ويؤثر في كثير من العلوم الأخرى(المناخ، الزراعة، وغيرها)، ومرتبط بالكثير من الظاهرات الطبيعية التي يعيشها الطالب أو يسمع عنها كظاهرة الخسوف والكسوف، وظاهرة الانقلابين الصيفي والشتوي، فمحاكاة مثل هذه الظواهر يعد أمر ضروري للمتعلم لاسيما في المراحل التعليمية الدنيا( المرحلة الإبتدائية)، فعند عرض الظاهرةبشكل مرئي من خلال وسائط متعددة (صور –أفلام محاكاة تفاعلية) تترسخ الظاهرة وطريقة تكونها وأبعادها في ذهن المتعلم لاسيما أن التعليم المرئي أقوى تأثيرا من التعليم السمعي .
وهناك العديد من الدراسات السابقة التي أكدت فاعلية المحاكاة الحاسوبية في تحصيل الطلبةمنها دراسة (الخزيري ،2008 ؛ والحياوي وصالح ،2011) والتي أشارت نتائجهما إلى ارتفاع مستوى التحصيل في الفيزياء والفلك لدى طلاب المجموعات التجريبية الآتي طبقت عليهما برامج المحاكاة الحاسوبية أكثر من المجموعات الضابطة والآتي درست بالطريقة المعتادة.
فمناهج العلوم المطبقة في مدارس السلطنة تتضمن بعضها موضوعات عن الفلك سواء كانت الإشارة إليها كفقرة داخل درس أو درس داخل وحدة أو وحدة دراسية كاملة لاسيما منهج العلوم للصفين الخامس والتاسع على سبيل المثال. فطريقة تقديم مثل هذه الموضوعات عن طريق برامج المحاكاة الحاسوبية تتيح للمتعلم أفقا أوسع في فهم الظاهرة، كما تثير لديه رغبة قوية في التعلم من خلال ما يحدث من تفاعل إيجابي بين المتعلم والظاهرة المعروضة من خلال أجهزة الحاسب الآلي فيتعلم الطالب وفقا لمستواه التعليمي دون خوف أو فشل، وبإستطاعته إعادة عرض الظاهرة أكثر من مرة حتى يستوعبها ، كما أن تكرار عرض الظاهرة يعدل من فهمه للتصورات البديلة للظاهرة قبل أن يتعلمهاأو تعلمها بطريقة تقليدية لم يستوعب تفاصيلها بشكل كبير، ويقصد بالتصورات البديله هنا التفسيرات غير المقبولةعن الظواهر مثل:تفسير تعاقب الليل والنهار ،وشكل المنظومة الشمسية، والحسوف والكسوف وغيرها . ففي دراسة أجرتها الهنائي(2005) أظهرت نتائجها تدني مستوى فهم الطلبة المعلمينفي سلطنةعمان في اختبار المفاهيم الفلكية، وعدم قدرة الكثير منهم على تقديم التفسير العلمي الصحيح للعديد من الظواهر الفلكية .
فالمحاكاة الحاسوبية لها أهمية كبيرة في حياة المتعلم والمعلم والعملية التعليمية على حد السواء وتمكن جميع الأطراف من تحقيق الأهداف المرجوة إذا ما وظفت بالطريقة الصحيحة، ووفرت لها البيئة التعليمية المناسبة من وسائل تكنولوجية متطورة .....
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..
