رد: خريجي مسندم في احتفال جامعة السطان قابوس بتخريج الدفعة ( 23 ) 2012 م
فرحة خريج
الحمد لله الذي علم بالقلم ،علم الإنسان ما لم يعلم، حبب إلينا العلم ، وأمر نبيه _عليه السلام_ بالتعلم وطلب العلم ، قال تعالى في كتابه العزيز " اقرأ باسم ربك الذي خلق" أول آية أرسلها المولى مع جبريل للمصطفى عليه السلام، وقال صلى الله عليه وسلم " من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة"
عملنا ، درسنا ،فأنتجنا ، وحصلنا على ما نبتغي طبيعي أن تكون هذه عبارات كل خريج ، يقف في لحظة ما على منصة التخرج ، يستلم ما أنتجه بعرق جبينه ، كد واجتهاد ومثابرة لسنوات طويلة ، يفارق به صرحا علميا ،قد علمه الكثير ، يفارق أناس أحبهم وقضى معهم سنوات عمره الدراسية، يودع كتبه التي ما سأم منها قط ،و ما تأفف ، حياة الدراسة حياة لها مزيج خاص من كل الممارسات الشعورية والخلجات النفسية التي يعيشها الفرد ، فلا يشعر بها إلا حين يفارقها آخذا معه ذكرياته الجميلة ، وأيامه المرسومة بذاكرته فلا يود نسيانها ولا هو قادر على استردادها .
جامعة السلطان حلم راود الكثيرين ولم ينله إلا من سعى وطمح إليها ، من مثابرة واجتهاد، تخرج منها الكثيرون ، فمنهم من حمل شهادة عمل يسترزق منها، والأغلبية العظمى من جعل هذه السنوات من عمره ، هي انطلاقة إبداع جديدة في حياته المهنية والخاصة ، فنرى أحدهم بكل وجهة هو محب سائر ، فلكل منا هدف ، ولن نصبوا إليه إلا بالممارسة العملية ، والصبر الممزوج بسعادة الإنجاز
ولكل منا مع هذه السبل المتاحة عقبات تؤجل مسيرنا المعهود ، في طريقنا الذي رسمناه لأنفسنا ، عقبات أسرية، نفسية ، كذلك الاجتماعية منها ، فليس بطريق الاجتهاد سوى التعب والنصب ،" وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا"
كذلك هي حياة الدراسة، ممزوجة بدموع الأقلام الزرقاء ، وكراسات ما مل صاحبها من النظر إليها ليل نهار، فليله مع وريقاته المجببة إلى قلبه، ولا يسعد إلا حين يرى العلامات التي ترضي نفسه الطموحة، الطامحة إلى المعالي، السامية إلى أعلا المراتب، كثيرة هي قصصهم التي لا يفتأ كل منا من سردها ، تحكي أياما ، وشهورا وسنوات لكل ثانية بالجامعة حكاية ، ولكل لحظة قصة يستطيع أن يسردها لأقرانه وأصدقاء ، ولصفوف الدراسة حكايات ،وللمركز الثقافي الذي تردد عليه ، فأثقل بالبحوث رجليه التي أرهقها صعودا ونزولا ، ولعينيه الباحثة بين ثنايا الكتب العلمية قصة أخرى ، ولأساتذته ألف حكاية وحكاية ، فلهم كل الفضل علي ، أساتذة بعلمهم.. يسعون لنشره ، بلا كلل أو ضجر .
سنوات تمضي وتعقبها سنوات، إلا أنها تظل من أجمل الأيام الدراسية التي يمر بها الشخص في حياته المليئة بالتجارب والخبرات ، فسلام لك جامعتي، وسلام لأناس علموني ، ولو كان حرفا ، سأظل أذكره .