القرنية المخروطية قل لي إلى أين المسير ؟
القرنية المخروطية قل لي إلى أين المسير ؟
--------------------------------------------------------------------------------
لا تكاد تمر على عيادة دون أن أرى فيها مريضاً يعاني من قرنية مخروطية، أو اشتباه قرنية مخروطية .. إنها حالة شائعة أكثر مما نتصور .. وحرصاً على إيصال معلومة مبسطة ومتكاملة إلى أكبر عدد من المرضى، فإنّنا نود من خلال هذا التقرير تناول الجوانب الثلاثة التالية:
1 - وصف الحالة. 2 - علاقتها مع الليزك. 3 - الحلول المتاحة.
الوصف
القرنية هي ذلك الجزء الشفاف نصف الكروي الذي يكون أول من يستقبل الضوء، قبل نفاذه إلى داخل العين .. ولأسباب غير معروفة على وجه الدقة، إلى حد الآن، هناك نسبة لا بأس بها من الناس (5 %) لديها الاستعداد لأن يتغير شكل قرنيتها، من شكل شبه كروي إلى شكل مخروطي.
الشكل شبه الكروي شكل متناسق هندسياً، ويسمح بتجميع الضوء داخل العين في نقطة واحدة، وبالتالي الرؤية بوضوح.
أما الشكل المخروطي فيؤدي إلى تشتت الضوء بصورة غير منتظمة داخل العين، وبالتالي عدم وضوح الرؤية.
القرنية المخروطية درجات، وبالتالي تختلف الأعراض والشكوى، حسب شدة المرض ومدى تفاقمه، فهناك اشتباه قرنية مخروطية (f.f.kc) وهي أخف الدرجات، وفي هذه الحالة لا يكتشف المرض إلاّ بتصوير القرنية. وربما اشتكى المريض من أعراض خفيفة، تزداد ليلا أو ربما ظهرت المشكلة على شكل انحراف (استيجماتيزم).
وفي مقابل هذه الحالة الخفيفة، هناك أقصى درجات المرض، وهي أن تكون القرنية مخروطية جداً، بحيث نستطيع أن نراها بالعين المجردة، وذلك بالنظر إلى العين من جهة الجنب، وربما ترك المرض عتامات أوبياضات في مركز القرنية. وفي هذه الحالة تكون الرؤية ضعيفة جدًا ولا يصلح لعلاجها إلاّ زراعة القرنية.
وهناك مراحل متوسطة لا نريد الخوض في تفاصيلها، تكون أكثر من مجرد اشتباه (يكون عدم الانتظام أكثر وبالتالي الإنحراف أكثر)، ولكنها لا تصل إلى درجة وجود عتامات أو الحاجة إلى زراعة القرنية. ويعتقد أنّ المريض يُولَد ومعه الاستعداد لهذا المرض.
وفي سن الشباب قد يتفاقم المرض ويتسارع، ولا نستطيع حتى الآن معرفة ما الذي يجعل القرنية تتطور من قرنية كامنة، إلى قرنية مخروطية متقدمة، بينما بعض القرنيات تبقى كاملة دون أي تغيير.
العلاقة مع الليزك
كما أسلفنا فإنّ أنسجة القرنية المخروطية هي أنسجة ضعيفة قابلة للانثناء على شكل مخروط، وبالتالي التأثير على جودة الرؤية ومستواها لدى صاحبها، وأيّ تدخل جراحي في هذه الأنسجة قد يؤدي إلى تسارع المرض، وبالتالي انتقالها من درجة خفيفة إلى متوسطة ثم شديدة، ولذلك هناك إجماع من كل المختصين أنّ عملية الليزك وما يصاحبها من قطع داخل القرنية، قد يؤدي إلى تفاقم المرض. ولذلك ننصح الراغبين في إجراء عملية الليزك، التأكد من عدم وجود قرنية مخروطية .. وتُعتبر القرنية المخروطية هي المضاعفة الأكبر بعد عملية الليزك.
* الحلول المتاحة لأصحاب القرنية المخروطية:
- سهولة الاستعمال ومتوفرة في كل مكان.
- تصحيح كامل النقص.
- العملية نسبياً سهلة ويمكن في أي وقت سحب الحلقات.
- حل جذري لمشكلة القرنية المخروطية.
- سهولة العلاج وانخفاض نسبه المضاعفات.
- لا تستطيع النظارات تصحيح كامل النقص.
- صعوبة الاستعمال وقد لا يمكن تركيبها للنقص الكبير جداً.
- الحلقات لا توقف تطور المرض لدى الأشخاص الذين تتطور حالتهم لمراحل متقدمة.
- العملية تحتاج ترتيبات صعبة نسبياً مثل الحصول على القرنية وإجراء الزراعة خلال أيام من الحصول على القرنية.
- لا تستخدم في العادة إلاّ لمضاعفات عمليات الليزك.
- الرؤية بالنظارة مشوشة ولكنها قد تكون حلاً مثالياً للنقص الصغير والمتوسط خصوصاً إذا كان المريض لا يستطيع لبس العدسات.
- في الغالب الرؤية بالعدسات ممتازة ولكن هناك نسبة لا تستطيع التعود على لبسها.
- لا تصلح هذه العمليات لحالات القرنية المخروطية.
- هناك أكثر من نوع من الحلقات (فيرارا وانتاكس) ونتائجها متقاربة.
- زراعة القرنية الكاملة pkp هي الأشهر، وهناك من يفضل زراعة القرنية شبه الكاملة lkp
- في العادة العلاج السطحي لا يجرى إلاّ للقرنية المخروطية الناتجة عن عملية ليزك سابقة.
د. وليد الطويرقي
استشاري طب وجراحة العيون
مركز النخبة الطبي الجراحي
