مسندم … عناق الماء والحجر
جبل حارم أعلى قمة بالمحافظة ومدحاء الولاية الوحيدة المعتمدة على الري بالأفلاج
http://www.musandam.net/wp-content/u.../2010/09/1.jpg
الشواطئ الصخرية تتداخل مع البحر لتشكل أخوارا ذات مناظر رائعة الجمال
http://www.musandam.net/wp-content/u...2010/09/31.jpg
زارها ـ علي بن صالح السليمي:
تعتبر محافظة مسندم من المحافظات المهمة في السلطنة وتقع في أقصى الشمال وتغطي ما يقارب (3000) كم من المساحة الإجمالية للسلطنة ، ويبلغ عدد سكانها ما يقارب من 30.000 نسمة ، ويقطن معظم السكان في العاصمة الإدارية للمحافظة وهي (ولاية خصب) ، كما يتبع هذه المحافظة بالإضافة إلى ولاية خصب كل من ولاية بخاء ودباء البيعة ومدحاء حيث تتباين كل من هذه الولايات في تكويناتها الجغرافية ومواقعها الطبيعية المختلفة , وتعتبر مدحاء الولاية الوحيدة بمحافظة مسندم التي تعتمد على نظام الافلاج في الري. * سلسلة جبال الحجر: تمتد سلسلة جبال الحجر البالغ طولها حوالي 640 كم من رأس الحد في الجنوب إلى مسندم في الشمال, وتنتهي هذه السلسلة عند رؤوس الجبال والتي تتداخل مع البحر، وتشكل الجبال الجزء الأكبر من محافظة مسندم فيما تعتبر قمة جبل حارم التي يبلغ ارتفاعها 2087 مترا تقريبا أعلى قمة في محافظة مسندم، ويوجد عبر هذه السلسلة الجبلية طريق منحدر يمتد بشكل متعرج بين الجبال الشاهقة ويصل الأودية.
* الشواطئ الصخرية: تمتاز هذه المحافظة بشواطئها الصخرية التي تتداخل مع البحر مشكلة اخوارا ذات مناظر رائعة الجمال، بينما تجد على ضفاف الوديان المتعرجة قرى صغيرة مأهولة يمكن الوصول إليها عن طريق البحر فقط مثل ليما وبيروت وكمزار.
* طبيعة الحياة الجبلية: وقد جعلت الطبيعة القاسية والحياة الجبلية لمحافظة مسندم من سكانها أناسا ذوي درجة عالية من البراعة في العيش رغم قسوة الطبيعة وتجد هؤلاء السكان وخصوصا الذين يقطنون المناطق الجبلية ينتقلون في الصيف الى السهول لحصاد التمور وصيد الأسماك، كما يضفي ركوب القوارب والسفن التقليدية متعة لا توصف , فيما يمكن لهواة الغوص في الشواطئ المرجانية الجميلة الاستمتاع بهوايتهم, بالإضافة إلى ذلك يوجد هناك العديد من الآثار القديمة والمواقع الأثرية للحضارات القديمة التي قامت في المنطقة وتتمثل هذه الآثار في المقابر والرسوم البدائية على الصخور.
* الاماكن السياحية: لا شك ان افضل طريقة لمشاهدة روعة مسندم على الطبيعة هي المرور بها عن طريق البحر حيث لا يمكن لهذه الرحلة السياحية للمنطقة ان تكتمل الا عن طريق استخدام زورق، ومن اجل ذلك تقوم مكاتب السياحة والسفر بتنظيم رحلات بحرية ليوم كامل او نصف يوم في سفن تقليدية ولأي عدد من السياح, وهناك خيار آخر للتمتع بمشاهدة الطبيعة البحرية لهذه المنطقة وذلك عن طريق مرافقة احد الصيادين في زوارقهم السريعة.
ومن أبرز هذه المناطق الجميلة:
(قانة): وهي احدى القرى التي تعانق الجرف القريب من خور شم ويتم الوصول اليها عن طريق البحر وتبدو البيوت الصخرية الموجودة فيها كأنها في الجرف نفسه، اما الزوارق التي تعبر المنطقة فتراها تتوهج عند انعكاس اشعة الشمس عليها، ويعتمد معظم اهالي القرية في معيشتهم على مهنة الصيد.
جزيرة (مقلب): هي عبارة عن تجمع مكون من عشرة مساكن مبنية في المرتفعات الجبلية ويعتمد الاهالي في معيشتهم على تربية المواشي وصيد الاسماك وبإمكان السائح المشي على الاقدام في هذه القرية لمشاهدة المناظر الساحرة عن قرب كما يمكن الوصول الى القرية المجاورة المسماة (حبلين) ومن الافضل الاستعانة بمرشد سياحي لهذه الزيارة.
خور عب علي: يقع هذا الخور عند مخرج مضيق خصب ويعتبر اعمق اخوار في المنطقة التي تتميز بشواطئها السحرية النقية، ويجعل هدوء المياه ووفرة الاسماك في المنطقة فرصة لمحبي الصيد، وهناك (جزيرة الغنم) التي تقع على مضيق هرمز حيث كانت في فترة من الزمن مركزا للمراقبة ايام الحرب العالمية الثانية، أما الان فهي قاعدة لقوارب البحرية السلطانية العمانية.
قرية (كمزار): تعتبر اقصى قرية عمانية وتقع في اقصى شمال مسندم وعدد سكانها يصل الى ثلاثة آلاف نسمة حيث يعتبر هذا عددا كبيرا بالمقارنة مع غيرها من القرى الصغيرة وهناك علاقات تاريخية طويلة بينها وبين ايران عن طريق البحر، وان وصولك الى (كمزار) قد يكون مفاجئا لك حيث تدخل الى خليج صغير يوصلك الى مضيق بحري واسع في مياه القرية الزرقاء، وتظهر القرية بشكل صغير محاطة بجبال وعرة تبدو وكأنها تحاصر المنطقة لتسقط في البحر، وقد كانت ولاتزال من اكثر القرى ازدحاما على خطوط التجارة الدولية.
قرية (ليما): بين قرى هذه المحافظة تبرز قرية (ليما) الواقعة في ولاية خصب والتي تعد بعزلتها موقعا تجتمع فيه مقومات فريدة لجذب الحركة السياحية اليها، وهي عبارة عن قرية صغيرة يفصلها عن ولاية خصب قمم جبلية وعرة لذا فإن اهم وسيلة للوصول لهذه القرية تتم عن طريق الرحلات البحرية باستخدام القوارب الصغيرة اضافة الى الرحلات الجوية التي يوفرها سلاح الجو السلطاني لخدمة اهالي القرية، حيث تمر بك العديد من المشاهد البحرية التي تخلد في ذكراك اروع اللقطات للطبيعة الساحرة حيث التكوينات الصخرية للسلسلة الجبلية التي تطل مباشرة على مياه البحر والطيور التي تحلق فوق المياه الزرقاء على طول المسافة بين خصب وليما، وما يميز قرية (ليما) وجود صناعات فخارية وحرف جميلة ومن بين تلك الصناعات (الجرز) وهي عبارة عن عصا يتكون طرفها من قطعة معدنية تشكل رأس العصا ويطلق عليها محليا اسم الجرز بالاضافة الى القطعة الخشبية التي تصنع عادة من خشب السدر او المزج وهي من الاشجار التي تنمو في البيئة المحلية ، بالاضافة الى (صناعة الطبول) والتي تعتبر من الحرف التي يمارسها اهالي قرية ليما وكسبت شهرة من حيث جودة صناعتها، وصناعة اخرى وهي (صناعة السيوف) وصناعة (البيشك) او ما تعرف بالسكين وهذان السلاح التقليدي لرجال المحافظة، ولا ننسى ان نذكر ان بقرية (ليما) آثار قديمة التي بنيت عليها المساكن من الحجارة.
وادي الروضة وهضبتها: عندما تأخذ طريقك الى هضبة الروضة تجد عدة مواقع وهي ادلة اضافية على وجود تجمعات قديمة، وفي فصل الربيع والامطار تبدو المناظر اكثر جمالا كأنها مزيج من روائح عطرية لزهور الغابات والاعشاب حيث تنغمر بعض حيوانات الرعي وسط الاعشاب في بعض المواسم نتيجة لكثافة وارتفاع طول هذه الحشائش ، كما تضيف اشجار السدر لهذه المنطقة الظلال الوارفة التي يتخذ منها السائح اماكن للتخييم والاستراحة.
http://www.musandam.net/wp-content/u.../2010/09/4.jpg
بيت القفل: هو عبارة عن بيت صغير مبني من حجر محلي مستطيل الشكل ومسقوف بشجر السمر المغطى بخلطة من الحصى والطين وبعض انواع الحجارة، وسمي هذا البيت بهذا الاسم لوجود نظام قفل خاص به ويوجد به قفلان حتى يمكن التحكم بالبيت بشكل اكبر ولحفظ البضائع بالداخل عند مغادرة صاحب البيت في فصل الصيف الى السواحل، حيث يوجد في هذا البيت الجرار الفخارية الكبيرة ويتم ادخالها الى داخل البيت اثناء عملية البناء وذلك لكبر حجمها حيث فيها تخزين التمور.
سهل (السي): عندما تتجه الى الاسفل نحو خصب تمر على منطقة زراعية هي (السي) التي يكسوها اللون الاخضر في فصل الربيع ، حيث تعتبر منطقة مناسبة للتنزه، وهناك كهوف تستخدم حتى الان كمساكن في فصل الشتاء التي تظهر صعوبة طبيعة هذه المنطقة، وقد تم التغلب على مشكلة المياه في هذا السهل عن طريق الصهاريج وتقوم الحكومة بتوزيع المياه مجانا بشكل منتظم ، كما تقوم وكالات السياحة والسفر بتوفير مرشدين لهذا الغرض. خور نجد ووادي وسل أعلى: تجد هناك لوحة لخور نجد وسل أعلى على الجانب الايمن ويأخذك الطريق الممهد الى منطقة بالقرب من ميدان الرماية العسكرية ومن هناك تتجه يسارا ثم تستمر في طريقك الى الجانب الجبلي وعندما تقف على مرتفعات هذه التلال سوف تشاهد منظرا بانوراميا لخور نجد حيث تنتشر بعض الاشجار البرية والعديد من انواع الطيور البحرية.
الخالدية: تجد في منطقة الخالدية نمو اشجار متنوعة مثل السدر والغاف والسمر مما يجعل المكان اشبه بمنظر غابة تجذب مختلف انواع الطيور والفراشات اضافة الى كونه المكان المثالي لرعي المواشي لكثرة اعشابه ، وسكان هذه المنطقة بارعون في المحافظة على مواردها الطبيعية حيث يوجد نظام تقليدي يسمى بالحمية وهي عبارة عن نظام لرعي المواشي يهدف الى التوازن في استغلال الموارد الطبيعية من الاعشاب وكذلك وجود الاشجار المتنوعة التي تتوسط الاعشاب الخضراء.
قدا وطوي: ان المنظر الخلاب لهذه القرية الذي يتبادر اليك وانت قادم من المرتفعات الجبلية جدير بأن يبقى في مخيلتك ويمكن ان ترى في الخور القريب منها القوارب الخشبية التي تستعمل لصيد الاسماك متراصة على الشاطئ في تناسق تام فيما تتلاطم مياه البحر الزرقاء في المضيق بهدوء وسكينة تبدو وكأنها مياه عذبة، حيث ان القرية محاطة بأشجار النخيل.
بخا: تعد بخا مدينة واسعة تقع على الخليج على شكل هلال وتطل من هذه المدينة قلعة كبيرة اعيد ترميمها في عام 1990، ومن الاماكن التي يمكن مشاهدتها في بخا برج المراقبة والذي يبدو على شكل ثمرة كمثرى ويعتقد ان بناؤه بهذا الشكل كان لأنه اكثر مقاومة من الاشكال التقيدية للابراج، وهناك ثمة مساحات واسعة مليئة بالحصباء والسمر ولا يوجد في هذه المنطقة سوى مسكن واحد الا انها تعتبر موقعا مناسبا للتخييم نتيجة طبية ارضها الصخرية.
ولاية دباء البيعة: تقع في الجنوب الشرقي من محافظة مسندم على بعد حوالي (112) كم من ولاية خصب، كما تعتبر احد الاسواق القديمة التي اشتهرت قبل الاسلام وتحفها من الشمال السلاسل الجبلية التي تربطها بباقي اجزاء المحافظة، ومن اهم القرى فيها خب الشامسي والطوية وتواهي وكرشا وقرون الصيد والخبة، ويعتبر الميناء الذي يتوسط هذه الولاية مركز الحركة التجارية.[/COLOR]
http://www.musandam.net/wp-content/u.../2010/09/2.jpg
ولاية مدحاء: تقع الولاية في الجزء الشمالي من المحافظة، ومن اهم القرى فيها حجر بني حميد والصاروج وسعد وغيرها من القرى التي تتوزع بين ربوعها المختلفة، ومن اهم ما يميز الزيارة لهذه الولاية (متحف مدحاء) الذي يعتبر احد المتاحف الخاصة لاحد مواطني الولاية.
منقول من الواجهة العربية لموقع مسندم.نت
