القذافي يهدد الثوار بالحرب والإعدام
القذافي يهدد الثوار بالحرب والإعدام
http://www.aljazeera.net/mritems/ima...43707_1_34.jpg
شن الزعيم الليبي معمر القذافي -في ثاني ظهور تلفزيوني له- هجوما شرسا على المطالبين برحيله، وهدد بخوض حرب استئصال على من نعتهم بالجرذان والمأجورين، وتوعدهم بعقوبة الإعدام مستنزلا عليهم لعنة الله، وداعيا أنصاره لمواجهتهم في الشوارع وتنظيف ليبيا منهم بيتا بيتا.
وقال القذافي في خطابه إنه سيقاتل إلى آخر قطرة من دمه فهو "صخرة صماء تحطمت عليها أميركا"، ولن يتنحى لأنه "قائد ثورة والثورة تعني التضحية دائما وأبدا حتى نهاية العمر"، مضيفا "أنا لو عندي منصب أو كنت رئيسا لكنت لوحت الاستقالة على وجوهكم، لكن أنا ما عندي شيء أستقيل منه".
وأضفى القذافي على نفسه نعوت العظمة وألقاب الزعامة قائلا "أنا المجاهد الأكبر.. معمّر القذافي مجد، تاريخ، مقاومة، وتحرر... القذافي ليس رئيساً ورجلاً عادياً لنقتله بالسم... هذا مجد لا تفرط فيه ليبيا ولا الشعب الليبي ولا الشعب العربي والإسلامي".
استجداء الشعب
http://www.aljazeera.net/mritems/ima...43792_1_23.jpg
الليبيون في بنغازي ألقوا بأحذيتهم أثناء بث خطاب القذافي
لكنه في المقابل نعت المطالبين برحيله بأنهم جرذان ومأجورون يرتزقون من المخابرات الأجنبية، ثم زاد في وصفهم ما كان ابنه سيف الإسلام قاله عنهم سابقا من أنهم مدمنو مخدرات وحبوب هلوسة جلبوا العار لأهلهم وعشائرهم وقبائلهم.
وهدد القذافي في خطابه بإعدام كل من يستخدم القوة ضد سلطة الدولة، داعيا محبيه إلى الخروج رجالا ونساء وأطفالا من بيوتهم للقبض على "الجرذان، فأنتم ملايين وهم لا يتجاوزون مائة"، وطالب أهاليهم باعتقالهم وتسليمهم للشرطة.
وفيما بدا استجداء للشارع لنصرته، عاب القذافي على أنصاره خوفهم من المتظاهرين، قائلا "ما هذا الرعب من عصابات مثل الجرذان... اخرجوا من بيوتكم وداهموهم في أوكارهم... اقبضوا على الجرذان، أمنوا الشوارع... وتذكروا ما قامت به الثورة من جلاء الأميركيين والإنجليز والنهر الصناعي وعودة النفط لليبيين".
التهديد بالإعدام
وأشار إلى أن هناك إرهاباً في بنغازي يجرى الآن بعد أن سلم السلاح إلى أطفال غرر بهم وقدمت لهم حبوب الهلوسة والأموال، وهاجموا الثكنات وأحرقوا الملفات التي تدينهم، واستولوا على الدبابات والسلاح لترهيب سكان المدينة التي قال إنه بناها بيديه.
ورغم التصدي الدموي للمحتجين "الذي جلب انتقادات دولية للقذافي فإنه أشار إلى أنه "لم يستخدم القوة بعد... والقوة تساند الشعب الليبي، وإذا وصلت الأمور لاستخدام القوة فسنستخدمها وفقا للقانون الدولي والدستور والقوانين الليبية... ما زلت لم آمر بالرصاص بعد، ولكن عندما يصدر الأمر باستعمال القوة فسنكون أهلها".
واستشهد القذافي -في معرض تبريره لقانونية استخدام القوة المفرطة- بما فعله الرئيس الروسي الأسبق بوريس يلتسن حين طوق مجلس الدوما (البرلمان) بالدبابات، وقصفه على مرأى ومسمع من العالم الذي لم يعترض على هذه الخطوة.
إمارات إسلامية
وتكرارا لما قاله ابنه في خطاب سابق من أن إمارتين إسلاميتين قامتا في ليبيا الآن، قال القذافي إن البديل عنه وعن نظامه قيام إمارات تابعة لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ووجود ليبيا "لا تريد العز والثورة وتريد الدروشة واللحى والعمائم".
وقال القذافي إن ليبيا قد تصبح مثل الصومال والعراق تحتلها القوات الأميركية التي لن تسمح بإقامة أمارات إسلامية في مدنها الشرقية أو في شمال أفريقيا، داعيا أتباعه إلى الزحف على مدينة درنة (شرق) لأن من يحكمها الآن هم من أتباع بن لادن.
كما لعب على وتر الحرب القبلية، قائلا إن الاستمرار في الاحتجاجات سيؤدي إلى حرب أهلية لا قبيلة تحكم قبيلة "نحن قبائل مسلحة وبإمكاننا التمرد وهذا يقودنا إلى حرب أهلية"، وخوف من الفوضى إذا ما وصل "الجرذان" إلى النفط لتعود البلاد إلى ظلام عام 1953.
وعود بالإصلاح
وبعد أن هدد معارضيه قال القذافي إنه لا مانع عنده من أن يضع الشعب الليبي دستورا أو أي منظومة أخرى لتنظيم الحياة في البلاد، لأن سلطة الشعب تصنع القانون"، وإذا لم تكن لدى الشعب ثقة باللجان الشعبية فليمسك البترول بنفسه ويأخذ حصته منه، دون أن يبين كيف ذلك.
وألمح القذافي إلى قطر وقناة الجزيرة عندما أشار إلى "قنوات قذرة تشوه صورة ليبيا أمام العالم"، وأضاف "بارك الله فيكم يا إخوتنا في قطر، هذه آخرة الخبز والملح بيننا".
وختم القذافي خطابه وهو يدق على المنضدة أمامه صائحا "قد تندمون ساعة لا ينفع الندم، من أنتم، دقت ساعة العمل، دقت ساعة الزحف، دقت ساعة الانتصار. لا رجوع. إلى الأمام إلى الأمام إلى الأمام، ثورة ثورة".
يشار إلى أن القذافي قبل أن يلقي خطابه يوم الثلاثاء ظهر صباحا في بث لمدة 22 ثانية يكذب فيه شائعة فراره إلى فنزويلا، كما ألقى نجله سيف الإسلام خطابا يوم الاثنين استعمل في "العصا والعصا"، كما يقول مراقبون.
قبائل ليبية تنقلب على القذافي
قبائل ليبية تنقلب على القذافي
ما فتئ النظام الليبي يزداد تصدعا مع تواصل الاحتجاجات التي انطلقت قبل سبعة أيام مطالبة برحيل الزعيم معمر القذافي، وتوالي الانتقادات والإدانات الدولية لاستعمال النظام الحاكم للقوة في قمع المتظاهرين مما أدى إلى سقوط مئات القتلى.
فإلى جانب الانشقاقات في صفوف السلك الدبلوماسي والمؤسسة العسكرية والأمنية وبقية أجهزة الحكم في البلاد، أقدمت عدد من القبائل في البلاد على سحب ولائها للعقيد القذافي الذي بدا أمس مصرا على البقاء في السلطة.
فقد عبر كبار مشايخ مدينة الزنتان الليبية عن فقدانهم للثقة في شخص العقيد القذافي بعد كلمته التي ألقاها بالأمس، مؤكدين على وحدة القبائل الليبية وداعين عموم الشعب الليبي إلى الوقوف في وجهه ودعم الثورة.
وهددت قبائل الزنتان بتسيير مزيد من قوى الثوار من مدينة الزنتان إلى طرابلس لمساندة المحتجين وفك الحصار المضروب على المدينة ونصرة أهلها.
كما لوحت تلك القبائل -في بيان حصلت الجزيرة نت على نسخة منه- بقطع إمدادات النفط والغاز إلى أوروبا والعالم في حالة عدم تنحي معمر القذافي ونظامه الفاسد وتسليم ليبيا للشعب.
وفي ضربة أخرى لنظام القذافي المستند لولاء القبائل، دعا الوالي السابق لقبيلة أولاد سليمان الشيخ غيث سيف النصر في بيان بثه عبر قناة الجزيرة أبناء قبيلته وقبائل الجنوب إلى أن يبادروا بالانضمام إلى أبناء وطنهم وأن "يتخلصوا من هذا الطاغية وهذا الظالم".
وكان أعضاء بارزون من قبيلة ورفلة التي تعد من كبرى القبائل في البلاد أصدروا بيانات يرفضون فيها بقاء القذافي في السلطة وحثوه على مغادرة ليبيا، كما أعلنت قبيلة ترهون بدورها التبرؤ من القذافي.
في غضون ذلك لا يزال التذبذب غالبا على موقف قبيلة القذاذفة التي ينتمي إليها القذافي واعتمد عليها منذ زمن طويل في جلب العناصر إلى النخبة من الوحدات العسكرية وضمان أمنه الشخصي وأمن حكومته.
ورغم ذلك التذبذب فإن عددا من قيادات قبيلة القذاذفة في مدينة بنغازي -التي أصبحت حرة إلى جانب عدد من مدن شرق البلاد- قد سحبوا البساط من تحت القذافي.
كما أعلنت قبيلة ترهون بدورها التبرؤ من القذافي، وقال المتحدث باسم القبيلة عبد الحكيم أبو زويدة للجزيرة نت إن شيوخ قبيلته، التي تشكل ثلث سكان العاصمة طرابلس، أعلنوا تبرؤهم من النظام وانضمام القبيلة للمتظاهرين ضد "الطاغية"، ودعوا أبناء القبيلة للانضمام إلى الثورة.
ويرى محللون أن التركيبة القبلية في ليبيا هي التي يمكن أن يكون بيدها تحديد مآل الأحداث الجارية في البلاد خلافا لما حصل في مصر وتونس حيث عاد القول الفصل للنخبة العسكرية في تحديد مصير الثورة.
قوات القذافي تهاجم الزاوية ومصراتة
قوات القذافي تهاجم الزاوية ومصراتة
http://www.aljazeera.net/mritems/ima...44018_1_23.jpg
جثث لرجال أمن قيل إنهم تعرضوا للإعدام بعد رفضهم أوامر بقمع وقتل المتظاهرين
قتل 16 شخصا وأصيب أكثر من أربعين آخرين في اقتحام نفذته قوات موالية للزعيم الليبي معمر القذافي لمدينة الزاوية غرب العاصمة طرابلس. كما هاجمت قوات أخرى تجمعات لمحتجين يسيطرون على مدينة مصراتة شرق العاصمة الليبية وقتلت عددا منهم.
وبحسب شهود فإن "كتائب القذافي" هاجمت المعتصمين بميدان الشهداء صباح اليوم بأسلحة ثقيلة، مما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى.
وروى الأستاذ الجامعي خالد عمار للجزيرة في اتصال هاتفي من المدينة كيف تصدى أهاليها بصدورهم العارية لمهاجمين يستقلون 30 سيارة تويوتا كروزر يطلقون أسلحة مضادة للدروع. وأكد أن 16 شخصا قتلوا في "المجزرة" وأصيب 40 آخرون بجروح خطيرة ومتوسطة "أما الجروح البسيطة فحدث عنها ولا حرج". وأفاد مقتل أحد المهاجمين وأسر ثلاثة بينهم جزائري.
وروى شاهد عيان أن الهجوم استهدف نحو ألف معتصم كانوا يواصلون اعتصامهم في ميدان الزاوية للمطالبة برحيل العقيد معمر القذافي.
إصرار أكثر
وقال الشاهد إن الهجوم وقع في الساعة الثامنة صباح اليوم عندما كان أكثرية المتظاهرين قد توجهوا إلى منازلهم بعد ليلة من الاعتصام. وحسب الشاهد فإن نحو ثلاثمائة من كتائب القذافي هاجموا المعتصمين باستخدام أسلحة ثقيلة. وأضاف للجزيرة أن سكان المدينة انتفضوا بعد هذه المجزرة وخرجوا إلى الشوارع وقد أصبحوا أكثر إصرارا على رحيل القذافي.
وذكر شاهد العيان علاء الزاوي –الذي كان يتحدث للجزيرة من ساحة الشهداء بالزاوية- أن 40 ألف متظاهر كانوا لا يزالون حتى بعد ظهر اليوم يسيطرون على المدينة ويعتصمون بميدانها بعد دحر المهاجمين. وأشار شاهد عيان آخر إلى وجود تجمع للمرتزقة في مكان يبعد سبعة كيلومترات عن المدينة.
في هذه الأثناء هاجمت قوات من "كتائب القذافي" تجمعات لمحتجين يسيطرون على مدينة مصراتة شرق العاصمة الليبية وقتلت عددا منهم. وقال شاهد عيان لوكالة رويترز إن القتال دار قرب مطار مصراتة، لكن المدينة بقيت تحت سيطرة الثوار.
وفي تطور آخر قالت وكالة رويترز إن لجانا شعبية سيطرت على مدينة زوارة غرب طرابلس، وكانت المدينة ذات الأغلبية الأمازيغية قد شهدت مظاهرات حاشدة ضد القذافي.
وقد بث موقع الفيسبوك شريط مواجهات عنيفة بين متظاهرين وقوات الأمن الليبية في غرب ليبيا وسمعت في الشريط أصوات إطلاق نار. كما بث الموقع صور إطلاق نار عنيف على المتظاهرين في العاصمة الليبية طرابلس. وسمع في التسجيل صوت يقول إن مطلقي النار قتلوا أحد المتظاهرين.
رعب في طرابلس
وفيما يتعلق بالأوضاع بالعاصمة طرابلس قال الصحفي عبد الله عبد الرحمن للجزيرة، إن أكثر ما يثير رعب سكان طرابلس هو أصوات إطلاق النار والمدفعية التي تملأ أرجاء المدينة، بالإضافة لتردد أنباء عن محاصرة كتائب مسلحة لقرى ومناطق قريبة من المدينة.
وأوضح عبد الرحمن أن الكتائب المسلحة وعناصر اللجان الثورية تنتشر بالمدينة في أوقات النهار، لكن تحركها في الليل ينحصر بالشوارع الرئيسية وتتجنب دخول الأحياء الداخلية التي يلجأ فيها الأهالي إلى السلاح الأبيض لحماية أنفسهم وممتلكاتهم.
وأكد عبد الرحمن أن أهالي طرابلس يتداولون بكثرة أنباء عن مهاجمة المرتزقة للمستشفيات حيث يقومون بسرقة جثث قتلى المواجهات ويخفونها بأماكن مجهولة كما يقومون بخطف الجرحى.
توضيح الحقائق
http://www.aljazeera.net/mritems/ima...44148_1_23.jpg
وعلى صعيد متصل قال سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي إن ليبيا ستكون مفتوحة اعتبارا من اليوم أمام كل الصحفيين من جميع أنحاء العالم لنقل مجريات الأوضاع وتوضيح الحقائق حسب تعبيره.
وأضاف في تصريحات بثها التلفزيون الليبي الرسمي أن التحدي أمام الصحفيين الذين سيأتون إلى ليبيا بالمئات يتمثل في الكشف عن أي مكان تعرض للقصف الجوي الذي ادعت وسائل الإعلام أنه نُفذ ضد عدد من أحياء طرابلس حسب تعبيره.
وفي حين أعلنت السلطات الليبية أنها تعد لجولة للبعثات الأوروبية في شوارع العاصمة "لدحض الشائعات التي تروجها وسائل الإعلام المغرضة"، حسب وصفها، نشرت الجزيرة صورا تظهر جثثا لرجال بزي الأمن ملقاة على الشوارع قيل إنهم تعرضوا للإعدام بعد رفضهم الانصياع للأوامر بقمع وقتل المتظاهرين الليبيين. وتظهر الصور الجثث وهي مكبلة الأيدي وعليها آثار استهداف الرصاص للرأس مباشرة.
من جهتها أكدت مصادر حقوقية أن مرتزقة من أوكرانيا وصربيا يقودون طائرات لقصف مدنيين في ليبيا.
المصدر:الجزيرة+وكالات
القذافي: القاعدة تتلاعب بالليبيين
القذافي: القاعدة تتلاعب بالليبيين
http://www.aljazeera.net/mritems/ima...44165_1_34.jpg
اتهم الزعيم الليبي معمر القذافي في خطاب اليوم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بالتلاعب بالليبيين المطالبين برحيله، مطالبا إياهم بنزع سلاح المحتجين الذين سيطروا على مناطق واسعة من البلاد.
وقال القذافي في اتصال هاتفي للتلفزيون الليبي، تحدث خلاله بنبرة هادئة مقارنة بخطابه الأخير الذي ظهر فيه أكثر توترا، إن بن لادن هو العدو الذي يتلاعب بالناس وإن القاعدة تسعى لإقامة دولة إسلامية في ليبيا، معتبرًا أنها تتحكم في المتظاهرين المطالبين بإسقاط حكمه. ودعا الليبيين إلى إطاعة ولي الأمر وعدم اتباع "عملاء بن لادن المجرم" والإصغاء إليهم.
ودعا القذافي إلى الهدوء معتبرا أنه ليس مسؤولا عما يجري من تخريب وتدمير وأن السلطة بيد الشعب ولجانه الثورية. وأشار إلى أنه لا يملك سلطة فعلية وإنما سلطة أدبية وأنه سلم السلطة لليبيين منذ 1977. واستشهد بملكة بريطانيا وملك تايلند اللذين لا يحكمان فعليا بل أن منصبهما شرفي معنوي منذ عشرات السنين.
وقدم تعازيه للقتلى من رجال الأمن الذين سقطوا في المواجهات التي تشهدها بلاده منذ 17 من الشهر الجاري، لكنه جدد اتهامه للمحتجين على نظامه بتعاطي حبوب الهلوسة (المخدرة)، التي قال إن تنظيم القاعدة يوزعها عليهم.
ووصف ما يحدث في الزاوية التي سقط فيها اليوم عشرة قتلى وتبعد نحو 60 كلم غرب العاصمة طرابلس، بـ"المهزلة"، وقال لأهاليها "إذا أردتم أن تعيشوا هذه الظاهرة فأنتم أحرار.. تقتلوا بعضكم.. لكن المنطقة تتبرأ منكم".
وفي اتصال مع الجزيرة قال وزير العدل الليبي المستقيل مصطفى عبد الجليل تعليقا على الخطاب، إنه لا وجود للقاعدة أو لأي منظمات أو جماعات إرهابية في ليبيا وإن القذافي أصبح غير قادر على الخروج من قصره في العزيزية بأحواز العاصمة طرابلس، وأن الأمر الآن صار بيد الشعب.
وكان القذافي قد شن في خطاب متلفز الثلاثاء هجوما شرسا على المطالبين برحيله، وهدد بخوض حرب استئصال على من نعتهم بالجرذان والمأجورين، وتوعدهم بعقوبة الإعدام مستنزلا عليهم لعنة الله، وداعيا أنصاره إلى مواجهتهم في الشوارع وتنظيف ليبيا منهم بيتا بيتا.
قذاف الدم ينشق عن نظام القذافي
قذاف الدم ينشق عن نظام القذافي
http://www.aljazeera.net/mritems/ima...44216_1_34.jpg
أعلن أحمد قذاف الدم الممثل الشخصي للزعيم الليبي معمر القذافي ومنسق العلاقات الليبية المصرية انشقاقه عن النظام، في أحدث تطور من هذا النوع منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظام العقيد في 17 فبراير/شباط الجاري.
وقال مدير مكتب الجزيرة في القاهرة عبد الفتاح فايد إن قذاف الدم قد قدم اليوم استقالته من منصبه وطلب اللجوء السياسي إلى مصر، وأوضح أن الإعلان تم من قبل مكتبه الإعلامي في اتصال مع مكتب الجزيرة في القاهرة.
وأشار المصدر نفسه إلى أن قذاف الدم اتخذ قراره بعد مشاورات ومتابعة لما يجري على الأرض، وأنه دعا إلى "جعل ليبيا فوق الجميع والتوقف عن سفك الدماء".
ومضى المصدر قائلا إن قذاف الدم أبدى اعتراضه على الطريقة التي يتم التعامل بها مع الشعب الليبي، وإنه يستعد لتسيير قوافل إغاثة إلى بلاده. وشدد على أنه سيعد بنفسه بيانا في وقت لاحق يوزع على وسائل الإعلام.
وكان وزيرا الداخلية عبد الفتاح العبيدي والعدل مصطفى محمد عبد الجليل قد أعلنا انشقاقهما في وقت سابق عن النظام والتحاقهما بالثائرين عليه، في إطار الاحتجاجات المتواصلة من كبار المسؤولين والدبلوماسيين والضباط على استخدام القوة لإخماد احتجاجات الليبيين على النظام.
وكان قذاف الدم -وهو ابن عم العقيد القذافي ومسؤول مجلس العلاقات المصرية الليبية- غادر القاهرة الخميس إلى دمشق في إطار جولة عربية وعاد منها لاحقا ثم كشف عن قرار استقالته.
حالة ارتباك
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أنه كان قد تسبب بحالة ارتباك في مطار القاهرة الدولي بعد أن طلب تغيير وجهة سفر طائرته من هدفها المعلن ليبيا باتجاه دمشق، وهو ما أدى إلى تأخر إقلاع الطائرة تسعين دقيقة للحصول على التصاريح الخاصة، واضطر للانتظار في صالة كبار الزوار بالمطار.
ورفضت سلطات مطار القاهرة لاحقا السماح لقذاف الدم بالمغادرة بعد اكتشافها مسدسا في حقيبته الخاصة أثناء فحص أمتعته بواسطة جهاز الفحص بالأشعة في مدخل الصالة، وتم تسليم السلاح إلى أحد أعضاء السفارة الليبية بالقاهرة.
وقال قذاف الدم قبل مغادرته القاهرة إنه سيقوم بجولة في عدة دول عربية لاستعراض آخر تطورات الوضع في ليبيا. وأضاف "لا صحة للبيانات والتقارير التي تصل من طرفي النزاع في ليبيا، وكل فريق يزور حقيقة الوضع. كما أنه لا صحة لما تردد عن وجودي في مصر لتجنيد أفراد قبائل أولاد علي لمقاومة المتظاهرين في ليبيا.
وأكد أن الشعبين المصري والليبي تربطهما "علاقات أزلية" وأنه "لا داعي لبث الفرقة والخلاف بينهما"
المصدر:الجزيرة
انضمام الجيش إلى المحتجين في تاجوراء
قتلى وجرحى في مواجهات طرابلس
قتل عدد من الليبيين وجرح آخرون اليوم في مواجهات ببعض أحياء العاصمة طرابلس بين مناصري العقيد معمر القذافي ومناوئيه الذين خرجوا في مظاهرات احتجاجية بعد صلاة الجمعة وجددوا مطالباتهم برحيله.
وقال شهود عيان للجزيرة إن شخصين على الأقل قتلا وأصيب آخرون بجروح في أحياء فشلوم وزاوية الدهماني وبن عاشور والسياحية. وأضافت المصادر سماعها إطلاق نار كثيفا حاليا في أحياء بن عاشور وفشلوم وشارع الجمهورية وسوق الجمعة في طرابلس.
وقال شاهد عيان من طرابلس يدعى نزار كعوان إنه كان في ميدان الجزائر الشهير بطرابلس حيث خرج آلاف المصلين للتظاهر والتنديد بالخطبة الموحدة التي ألقاها أئمة المساجد وكانت معدة مسبقا من قبل السلطات.
وقال في اتصال مع الجزيرة إن المتظاهرين هتفوا "بالروح والدم نفديك يا بنغازي" قبل أن يفاجؤوا بإطلاق كثيف للرصاص الحي من سيارة باغتتهم، مؤكدا سقوط عدد من القتلى والجرحى. وعبر عن خشيته من ارتكاب مجزرة بسبب دخول الكتائب الأمنية للبيوت تعقبا للمحتجين.
وقال كعوان إن طرابلس كلها محاصرة وسط عمليات كر وفر بين المحتجين وقوات الأمن في شارع الزاوية تحديدا، حيث استدعيت قوات كبيرة من الكتائب والدعم المركزي. وأكد أن منطقة فشلوم مقفلة وقد سقط فيها عدد من الشهداء، مشيرا إلى أن الكتائب الأمنية ما زالت تحاول اقتحامها.
في هذه الأثناء تواترت أنباء عن انضمام قاعدة "معيتيقية" الجوية في طرابلس إلى الثوار، وأعلن التمرد فيها على القذافي. كما علمت الجزيرة بانضمام قوات من الجيش إلى المحتجين في تاجوراء المتاخمة لطرابلس وتحركهم باتجاه الساحة الخضراء أهم ميدان في العاصمة.
صدوا هجمات
http://www.aljazeera.net/mritems/ima...44343_1_23.jpg
وبينما تصاعدت المظاهرات في مدن "محررة" شرق البلاد، نجح المحتجون في الاحتفاظ بسيطرتهم على مدينتيْ الزاوية ومصراتة القريبتين من طرابلس، وصدوا هجمات مضادة نفذتها في الساعات الماضية القوات الموالية للقذافي.
وتواصل الكتائب الأمنية مساعيها للسيطرة على المدن المجاورة للعاصمة. وقد شنت تلك القوات هجوما الليلة الماضية على مدينة الزاوية، إلا أن سكانها تمكنوا من صده، وفق ما أفاد به شهود عيان.
وقالت مصادر للجزيرة إن المعارك أدت إلى سقوط نحو مائة قتيل، حيث جرى تبادل لإطلاق النار في شوارع المدينة، كما تم إشعال النيران في عدة مبان بينها مقر للشرطة.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن شهود عيان أن عددا من الأهالي كانوا يحملون بنادق صيد للدفاع عن المحتجين، وأشاروا إلى أن المهاجمين استخدموا الرشاشات المضادة للطائرات لقصف منارة المسجد.
ومن جانبها نقلت وكالة رويترز عن شهود عيان أنه لم يعد هناك وجود لقوات الأمن الليبية داخل مدينة الزاوية.
وبث التلفزيون الليبي اتصالا هاتفيا نسبه للقذافي -وإن شكك البعض في صحة ذلك- حيث قدم المتحدث تعازيه في القتلى ووصفهم "بأبناء ليبيا"، كما دعا إلى الهدوء، واتهم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بتدبير الانتفاضة عليه، كما كرر اتهاماته للمحتجين بأنهم ممن يتناولون "حبوب الهلوسة".
وعلى غرار ما حدث في الزاوية الواقعة على بعد 50 كلم غرب طرابلس، شهدت مصراتة الواقعة على بعد 200 كلم شرق العاصمة نجاحا في التصدي لهجوم شنته القوات الحكومية.
مصراتة تتصدى
http://www.aljazeera.net/mritems/ima...44356_1_23.jpg
قوات من الشرطة الليبية التحقت
بالمحتجين في طبرق
ونقلت وكالة رويترز عن شهود عيان أن الهجوم على مصراتة قام به اللواء رقم 32 الذي يقوده خميس نجل القذافي، والذي يعد -حسب الوكالة- من أقوى ثلاث وحدات لحماية النظام، حيث يتكون من نحو عشرة آلاف فرد ويتسم أفراده بأنهم مسلحون بشكل أفضل، كما أنهم أكثر ولاء للقذافي من باقي وحدات الجيش.
وذكر موقع صحيفة "قورينا" أن إحدى الكتائب الأمنية شنت هجوما على مطار مصراتة، غير أن المتظاهرين تصدوا لها وأجبروها على الهرب، ثم شكلوا لجنة من الشباب للمحافظة على المطار من المرتزقة والكتائب الأمنية، في حين دعا رائد في سلاح الجو الليبي الطيارين الليبيين إلى النزول في مطار مصراتة بعد سيطرة الثوار عليه.
وكان الثوار قد أعلنوا الأربعاء سيطرتهم على مصراتة وكذلك مدينة زوارة، وذلك بعدما أحكموا سيطرتهم على معظم المناطق في شرق البلاد، وفي مقدمتها بنغازي ثانية المدن الليبية الكبرى بعد طرابلس.
وتقول وكالة رويترز إنه بعد أربعة عقود من القمع أدت إلى تلاشي المعارضة المنظمة، لم تتضح بعد طبيعة الجهات الحاكمة الجديدة في المدن الشرقية، ولم يكن هناك الكثير من المؤشرات على وجود إسلاميين متشددين بين جموع المحامين والأطباء وزعماء القبائل وضباط الجيش الذين شكلوا لجانا شعبية لإعادة النظام.
وفي تسجيل حصري حصلت عليه الجزيرة، نفى القيادي السابق في الجماعة الليبية المقاتلة عبد الحكيم الحصادي ما جاء في خطاب القذافي من اتهامات له عن نيته إقامة إمارة إسلامية في مدينة درنة بشرق ليبيا.
ومن جهة أخرى، نقل مراسل الجزيرة من مدينة طبرق مشاهد توضح جسامة الاعتداءات التي تعرض لها المتظاهرون على أيدي المسلحين التابعين للقذافي، قبل أن تخرج المدينة عن سيطرة النظام.
كما بثت الجزيرة صورا تظهر انضمام بعض عناصر الجيش إلى الثوار في مدينة الزاوية يوم أمس، وكذلك إعلان عناصر من الجيش والشرطة في منطقة أجدابيا انضمامها إلى الثوار.
اعتقال مرتزقة
وفي مدينة البيضاء نجح الثوار في اعتقال عدد من المرتزقة كانوا يقاتلون إلى جانب القوات الحكومية، حيث تم وضعهم تحت الحراسة في بعض المدارس، إضافة إلى عناصر من قوات الأمن الليبية، حسبما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
ومع تردد تقارير عن نشر القذافي وأبنائه قوات مرتزقة أفريقية ورجال قبائل موالين لهم، قال وزير ليبي سابق استقال من حكومة القذافي هذا الأسبوع إن العقيد سيفعل ما فعله الزعيم النازي هتلر وينتحر.
المصدر:الجزيرة+وكالات