عندما تحب الحياة .. تخرج أنفاسك وهي تتراقص من الفرحة .. تبادر يداك وقدماك إلى كل خير وهي في قمة الرضا والسعادة .. عندما تتسع حدقتك وهي تنظر إلى كل شي جميل ومدهش في هذه الحياة .. عندما يفرح والدك لحصولك على درجات امتياز وتفوق دراسي يفتخر به .. عندما تشعر أن أصدقاءك أثرب إليك من أنفاسك وأن كلمة عدو ليس لها مكان في قاموسك.. عندما تنثر الزهور رحيقها وعبيرها على وجنتك والعصافير تجد ملاذها على كتفيك والمياه تتغلغل بين أصابع قدميك .. حينها تشعر أنك ملكت ما في العالم من زهور وعصافير ومياه !! حينما تقف في قمة جبل وتشعر بأن الصخور قد كونت لك جسرا تمشي عليه.. والهواء قد استرسل بين خصلات شعرك ليرسم به لوحة رائعة من سنابل ذهبية متمايلة.
وفجــــــأة
تحل عليك عاصفة من التغييرات .. موجة قوية تقلب حياتك رأسا على عقب .. تحول ألوان الطيف التي كنت تعيشها إلى سواد .. فتصبح كارها للحياة أنفاسك لم تعد تتراقص كالسابق .. قدماك ويداك شلتا عن الحركة .. ذهب بصرك .. انهار تعليمك .. تبدلت كلمة صديق إلى عدو.. الزهور تحولت إلى أشواك .. والطيور إلى نسور .. تنهش لحم أكتافك .. والمياه باتت دماء سوداء قاتمة متثاقلة الجريان .. والهواء المسترسل بين خصلاتك أصبح نيرانا تتلذذ بتعذيبك .. والخصلات سهام تغرس نفسها في كل مكان في جسدك.
هنا قف لحظة
نعم قف وأنت بهذه الحالة .. هنا لابد أن ندرك أن الحياة ليست كلها سعادة .. وليست كلها تعاسة .. بل إن هناك موجة تغييرات تحدث لك وللحياة .. وهذه التغييرات إما أن تنقلك من سعادة إلى تعاسة أو من تعاسة إلى سعادة .. فتصبح إما : موجة تغييرا تختفي على أسوارها السعادة .. أوموجة تغييرات على أسوارها التعاسة .. هذه الحياة.
إخوتي الأعزاء و أخواتي العزيزات .. هذه السطور أوجهها إلى كل شخص حلت عليه موجة تغييرات قلبت حياته من سعادة إلى تعاسة .. فخارت قواه .. وتثاقلت خطاه .. ويئس من الحياة.
الحياة وجهان .. ولابد لنا من المرور على الوجهين .. سعادة وتعاسة .. ويجب أن نجعل من كل موجة تغيير درجة تزيد من قوتنا وليس العكس.
بقلم : زهرة البنفسج
