الحمد لله العزيز الحكيم والصلاة والسلام على البشير النذير سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد : اخواني واخواتي أحييكم بتحية الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله
تعلمون جميعا أننا مقبلون على انتخابات مجلس الشورى وهذه الفترة من وجهة نظر الكثيرين تختلف عن سابقاتها بسبب ما حدث من تغيرات واصلاحات حيث يتنافس فيها عدد كبير من المترشحين.
وكل يدعي وصلا بليلى
نعم يحق للمترشح أن يقوم بحملته حسب ما أتاح له القانون يتجه شرقا وغربا لكسب ثقة الناخب وجمع أصواتهم
ولكن ما يجري في البلاد من البعض من تحريض وتشهير ونشر للإشاعات ، وتهويل لموضوع الشورى
وكأننا مقبلون على حرب
إنه لأمر محزن
نعم إن الأمر محزن حيث أننا نجد إلى الآن من يدعوا إلى الجاهلية المنتنة والعصبية القبلية التى هي بالأساس سبب التخلف في المنطقة والدوران بها عكس عقارب الساعة في الوقت الذي نحتاج فيه إلى تكاتف الجهود والتعاون من أجل مصلحة البلاد الخروج بها من هذا النفق المظلم.
وهناك فئة متواجدون في كل زمان ومكان في شرق البلاد وغربها لكن المحزن في الأمر أن هناك أناس كنا نعتبرهم من العقلاء والفضلاء صدقوا كل ما يقال و وقعوا في المحظور، و المجال لا يتسع لذكر الكثير مما انتشر ، ولكن من أمثلة ذلك ايها القارئ الكريم انتشار رسائل عبر الجوال مفادها أن أهل المنطقة الفلانية يطعنون في نسب فلان وينتقصون من قدر المترشح الفلاني وعشيرة فلان والخوض في أمور لا صحة لها و لا تستند إلى دليل ، غير أنها الفتنة التى تؤدي بنا الى نتائج لا تحمد عقباها .
فإني أرى من يروج لهذه الرسائل وشبيهاتها من الإشاعات وينشرها ما هو إلا شيطان يريد أن يوقع بين أهل المنطقة العداوة والبغضاء. والعاقل لا يتهم أقوام بفعل شخص منحرف كيف لنا أن نتهم عشيرة لمجرد سماعنا جاهلاً منهم مثلا قال كلمة بعمد أو بغير، عمد هذا من الإجحاف والظلم. قال الله تعالى : ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ).
ومن المعلوم أن التثبت من الأخبار مطلب شرعي
لقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) . وفي قراءة أخرى ( فتثبتوا ) وعن حفص بن عاصم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ) رواه مسلم في المقدمة 6 صحيح الجامع 4482 .
"قَالَ النَّوَوِيّ : فَإِنَّهُ يَسْمَع فِي الْعَادَة الصِّدْق وَالْكَذِب فَإِذَا حَدَّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ فَقَدْ كَذَبَ لإِخْبَارِهِ بِمَا لَمْ يَكُنْ , وَالْكَذِب الإِخْبَار عَنْ الشَّيْء بِخِلَافِ مَا هُوَ وَلا يُشْتَرَط فِيهِ التَّعَمُّد " .
أيها القارئ الكريم
إني أرى الناس في المنطقة من وجهة نظري انقسموا إلى أربع فئات :
- فئة ابتعدت وتركت الناس يصولون ويموجون غير مكترثة بما يجري من حولها ......!!!!
- وفئة تهتم بأمور العشيرة والقبيلة وتراهم في كل محفل بطبيعتهم القبلية وفيهم الخير الكثير حيث انهم يتواصلون مع العشائر الاخرى في الأفراح والأتراح وهذه الفئة المتأثرة بالاشاعات اكثر من غيرها لانهم في تجمعات كبيرة هنا وهناك ويغلب على اكثرهم العصبية القبلية.
- و فئة تختفي وتظهر تحرض الفئة الأولى ، فالأولى لا تبالي بما يقال لها وتبتعد اكثر ...!!
وتأتى للثانية فتنشر أفكارها فيصدقون أقوالهم وإن كانت الأفكار ظاهرها الصلاح ولكن باطنها تأجيج الخلاف والتفرقة ونشر العداوة بين فئات المجتمع ، كل هم هذه الفئة نشر الإشاعات والتنقص من قدر الرجال ولا ألوم الفئة الثانية في تصديقهم لأن هؤلاء بارعون في طرح أفكارهم ذات الصبغة القبلية والذباب لا يقع الا على الجرح .
- وفئة اخرى رابعة تتعدد وجوههم و لا تعلم أين اتجاههم احترفوا النفاق فلا يكاد يخلو عشيرة او منطقة منهم ولقد احترت في وصفهم لأنهم سبب كل بلية يريدون أن تسير الامور على ما يحبون ، وان هلك الناس اجمعين. فلو لم يكن هؤلاء ، لكان الناس في خير كثير ، يوهمون كل من جاءهم بأنهم اتباعه و اعوانه ، تجدهم يجاملون في كل أحوالهم فهم في القمة أي قمة قمة النفاق.
فلابد للعقلاء الجلوس معاً والحوار لوضع الحلول المناسبة وحصر الفئة المفسدة و إلا سوف نظل في هذا النفق المظلم الذى لا يعود بالخير لا على البلاد ولا على العباد ، لابد من الضغط على موضع الجرح حتى يتم تطهيره.
ولابد أن نتذكر جميعا كيف كان لإجتماع الشباب من جميع الأطياف في النادي الثقافي من دور في جمع المطالب التى تنفع البلاد حتى وصلت الى أصحاب القرار ، ولم يكن لأحد من أصحاب المناصب دور في ذلك ، وليس المقصد التنقص من قدر أحد ولكن كان الدور للشباب وحدهم لأنهم اجتمعوا على نية صادقة فالعامل الأساسي لتوصيل المطالب للجهات الرسمية حتى يتم تنفيذها هم الشباب الواعي والمثقف. ولا أبالغ في ذلك وعضو الشورى ليس الا جانب من احدى الجوانب و وسيلة يمكن استغلالها من اجل المصلحة العامة وليس كما يسوغ له البعض على انه صاحب الدور الأهم في المجتمع .
فلماذا تفرق الشباب وأصبح البعض لا هم له الا الشورى وكأن يوم الشورى هي نهاية العالم بالنسبة له !
ان فوز أي من المترشحين يا اخواني الكرام لا يعني شيئا ابدا في الاخير فهو يمثل الولاية شرقها وغربها ، مهما كان اسمه او انتمائه لن يغير شئ ما دامت الافكار متحجرة وكلَ متقوقع في حدود منطقته لابد لكم من التحرر من افكار الجاهلية والتعاون على الخير حتى يتحقق ما طالبتم به ايها الشباب ووافقكم عليه الصغير والكبير والا فسوف تظلون في هذا النفق المظلم.
اخيرا اقول
ليس كل ما ينشر صحيح
فعن أبي قلابة قال : قال أبو مسعود لأبي عبد الله أو قال أبو عبد الله لأبي مسعود : ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في زعموا ؟ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " بئس مطية الرجل زعموا " السلسلة الصحيحة 866 .
ويقول الحسن البصري : "المؤمن وقاف حتى يتبين" .
وقال عمر رضي الله عنه : ( إياكم والفتن فإن وقع اللسان فيها مثل وقع السيف ).
اخواني هناك من يريد اشعال الفتنة بنشر هذه الاشاعات بينكم ولا اتهم اناس بعينهم فلربما يكون صاحب الفتنة اقرب مما تظنون او يكون ابعد مما تظنون .
اني ارى من وجهة نظري ومن باب النصيحة ان يلزم الانسان بيته ويبتعد عن الإنتخابات القادمة ، فإن الأمر لا خير من وراءه يرجى
بسبب التعصب الموجود والعقول المتحجرة والتفكير الضيق لدى الكثيرين حتى أصبح الشورى خيره يخص صاحبه وشره يعم الجميع.
فرغم المحاولات الأخيرة من البعض فلم أقتنع بتثبيت بطاقتي ، واحتفظت بصوتي وابرأ ذمتي أمام الله سبحانه من هذه الفتنة.
فأرجوا السموحة من الإخوان المترشحين ، وأتمنى التوفيق للجميع.
والله أعلم واحكم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد على آله وصحبه.
أخوكم :
احمد الشيخ بعد الزيارة الاخيرة للمنطقة
الاحد 14 / 10 / 1432 هــ
المفضلات