بسم الله الرحمن الرحيم
يقول ويكيبيديا عن الإنتخابات :
(( الانتخابات هي عملية صنع القرار، والتي يقوم بها الشعب باختيار فرد منهم لمنصب رسمى. هذه هي الطريقة المعتادة التي تتبعها الديمقراطية الحديثة لملء المقاعد في المجلس التشريعي، وأحيانا في السلطة التنفيذيةوالسلطة القضائية، والحكم المحلي والإقليمي. كما تستخدم هذه العملية أيضا في كثير من الأماكن في القطاع الخاص ومنظمات الأعمال من النوادي والجمعيات الطوعية والشركات. ))
تتكرر ان شاء الله عملية الإنتخابات بعد يومين ، و شخصياً كنت و ما زلت أتابع و منذ سنوات عن كثب هذا الصراع على المنصب من أجلس تحقيق مصلحة البلد !
و تتفاوت الآراء ما بين نجاح هذه العملية و ما بين رأي آخر يعزو اشعالها للخلافات في المناطق خاصة بعيدة الأطراف عن المدن الرئيسية لأسباب كثيرة ، و ما بين متمادي يكيل كل نتائج الفشل لهذه التجربة المتجددة .
و نرى مختلف المرشحين من يتوجه إلى مخاطبة الناخبين على أُسس مناطقية و عشائرية فيجتمع اليوم مع القبيلة الفلانية ، و غداً مع المنطقة الفلانية و تحولت الدائرة الإنتخابية إلى اقطاعات بين المناطق و الفخائذ... فما مبرر ذلك ؟ و هل هو شيء مقبول إذا كنا نرفض عصبية الإنتخابات !؟
أرى شخصياً أننا ما زلنا بعيدون نوعاً ما لتحقق الإنتخابات إختيار الأكفء و لربما نحتاج لنظام جديد يقفز بالعملية لمرحلة ما بعد التأسيس. و مع سماعنا للمنادين بإبعاد العصبية المناطقية و اخراجها من دائرة أسس الإنتخاب إلا أننا نرى العكس هو الحاصل على الأرض !؟
فكل من ينادي بهذه العبارة هو أيضاً ممن اختار زميله بالعمل ، أو صديقه ، أو شريكه بالمشاريع ، أو شخص من منطقته ، أو عشيرته و من يواليها !؟ و لي مثال ذلك لجنة الشورى في مسندم.نت المكونة من ثلاث أشخاص لكلِ منهم مرشحه من منطقته و عشيرته أو صديقه و معارفه ! فهل هي الصدف إذاً ؟
و جدير بالتقدير هو ما تقوم به اللجان المنظمة لإنتخابات مجلس الشورى في مختلف مناطق عُمان من دور توعوي للجميع ، بالإضافة إلى أنه لا أحد قد يشكك بنتائج الإنتخاب مثل ما يحدث في الدول النامية ، و هو شيء يعكس الإهتمام من أعلى المستويات لتحقيق ذلك في انتخابات مجلس الشورى العمانية و يجعلنا نفخر به.
و رأيي الشخصي أننا ما زلنا بحاجة إلى دور أكبر لتحويل هذه الإنتخابات لتحقق الهدف المعلن القائم من ورائها ، و عن تأثر الإنتخابات في ولايات مسندم بالطوائف و المناطق فهو راجع بالأساس إلى أسباب أرى منها :
- غياب الأحزاب السياسية التي يندرج فيها عامة الناس ليبدون فيها توجهاتهم و آرائهم ، لتتمحور حوله طبيعة البشر النزعوية للمنافسة. ( بعد معرفة حكمها و جوازه )
- مع ضعف الصلاحيات الممنوحة من قبل السلطات لهذا العضو في المجالس الماضية هو ما جعل أن يتحول مجلس الشورى إلى مجلس تشريفي يتم التنافس عليه لأغراض مناطقية و قبائلية لتنال ذلك مما يضعف من العمل الإنتخابي ، و لو كانت الصلاحيات أكبر لزاد ذلك من اهتمام الناس لإختيار الأكفء.
- قلة الوعي بالعملية الإنتخابية كونها جديدة معنا ، و لذلك تتخذ الدولة مبدأ التدريج للنهوض بذلك و الشعب بحاجة الآن لجرعة أكبر من ذلك.
- عدم وجود الهيئات الشبابية الرسمية التي قد تساهم لبلورة الإختيار الأمثل.
و لذلك أدعو الجميع أن يتحول اهتمامنا في الأيام الأخيرة إلى التعامل الإيجابي مع حيثيات ما ذكرت ، و لنحاول تقريب الناخبين حتى إذا اختلفوا في الإختيار .
و لنعمل سوياً غداً لخدمة ولايتنا و محافظتنا و أهلنا و شبابها بعد مضي هذه الأيام. و لنتابع العضو بعد هذا اليوم و نجلس معه و نقترح و نراقب لنشكل هذا التقييم بعد نهاية الفترة القادمة لما يخدم العملية من جديد ، لا أن نبتعد لنعود مرة أخرى بعد 4 سنوات لنعيد الكرة .
و عن الإنتخاب الفردي المعمول به معنا يؤكد ويكبيديا - الموسوعة الحرة - عن عيوبه فيقول :
(( من عيوبه الأساسية أن هذا النظام بنزعته الطبيعية نحو الفردية تبرز العصبيات وينشط دور العائلات ويقوم المال بدور حاسم في نجاح المرشح ومن هنا تزداد فرص رجال الأعمال وأصحاب الملايين في دخول البرلمان وإصدار التشريعات التي تحمي مصالحهم .... ))
و السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
ميسر علي
13 اكتوبر 2011
المفضلات