كثيرا منا يخاف الولوج إلى عالم الحقيقة المر ، ويدعي الضلال والتيه ، فقط خوفا من حقيقة مرسومة أمام عينيه ، يراها على هيئة كاريكاتير فكاهي ، ممزوج ، بالحقائق المرة ، التي لطالما خفنا منها ،، نعم .. خوفنا يزيد يوما بعد يوم ..وعصرنا المتخبط بين شعاب التيه والظلال ، يظل يرسم الخطوط كما كانت .. ويتبع تعرجاتها المعتوهة !!
منعت الأقلام من الحديث .. وكتمت الأفواه .. ورصدت الكاريكاتيرات .. تحت إطار من التهديد المستبد!!
وإذا حاول أحد منا الخروج عن هذه القاعدة المرسومة .. القاعدة المرة ..وجهت إليه أصابع الاتهام ..فيصبح بين ليلة وضحاها ، الصديق عدوا ..والأخ غريبا .. والناس مجانين .. في عالمه المتشتت !
نعم .. هم كذلك مجانين ..لأنهم أعجبهم الجبن ..فرضوه لأنفسهم ..واستعبدهم الخوف ..فأعجبهم ..وألجموا أنفسهم بلجام من علامات الاستفهام الغائرة !!
هل أضحك على حقيقتنا المرة أم أبكي ؟؟ إذا فليبكي كل شخص عرف نفسه المقصود في هذه الكلمات على نفسه كثيرا .. ولكن .. إن طال عليه الزمن .. فلا يتبرم.. ويناشد الآخرين ، ويقول: أنا مظلوم .. لأنك أنت من ظلمت نفسك ..ورضيت العيش بالهوان فعشه ..كثيرون هم هكذا ..ينادون بتغيير الفساد، ولا يعلمون أنهم صانعوه .. وهم بأيديهم ساندوه ، في قلبوهم أسكنوه !!
خوفا .. واعتدنا نحن على الخوف !!
ومن منا ينكر الخوف الذي يجول ويصول بأعماقه .. عاشها الشابي في لحظاته فأنكر مجتمعه .. فلم يأبه به أحد ..إلى أن واراه الثرى .. فعرف الناس قيمته ، وبدوا يتغنون بقصيدته .. ( إذا الشعب يوما أراد الحياة .. فلابد أن يستجيب القدر)
ولكننا شعب لا يريد الحياة ..قد أعجبه طول الممات ..فمات مغلوبا على أمره .. وإن حاولنا الحديث .. منعنا ..ممن لهم يد وممن لهم أفواه .. ومن أهلنا قوبلنا بالرفض .. فلمن يلجأ من يتلظي جوفه ، بنار الغيرة على مجتمعه المتهالك .. الذي حرم نفسه الحياة .. وبعدها ينادي : مظلوم مظلوم ..
عش في ظلامك ..فأنت شعب ميت لا محالة !!
المفضلات