في خطبة الجمعة بجامع الشرجة بولاية خصبتناول الشيخ عبدالله بن عبدالقادر الكمالي إمام و خطيب في احدى جوامع ولاية خصب في خطبة الجمعة يوم أمس 30 ربيع الثاني 1433 هـ أسباب الثورات العربية و ربط هذا بأسباب أهمها استبداد و ظلم واجه الفقراء الذين ثاروا ضد الظلم ، و رابطاً ذلك بأسباب مرتبطة بالمجتمع و عجز العلماء و هوان الرعية مشيراًً أن ذلك هو ما أدى أن يثور الرعية و العامة على من صم الآذان عن كل ما يقال.
الكمالي : الحكام في تلك الأماكن التي ثار أتباعها صموا آذانهم عن كل ما يقال و عصبوا أعينهم عن أحوال الرعية
و لقد تحدث الكمالي في خطبة الجمعة 23 مارس 2012 في جامع الشرجة و الذي تم افتتاحه منذ فترة قريبة عن الثورة العربية و كيف بها أثرت على كثير من حياة الشعوب في العالم العربي و الإسلامي ، متحدثاً عن أدوار و قضايا ساهمت في حدوث بما عرف بالثورات ، داعياً إلى الأخذ بالأسباب و عدم الإتكال.
و ذكر الكمالي في خطبته عن بعض مما كان له دور في إثارة العامة و شجب عواطفهم بـبعض ما ذكر (( ".... الذين لا هم لهم إلا تكديس الثروات و امتصاص دماء الأمة ، و سحق العاجز و الضعيف و منع إيصال الخيرات و الصدقات و الزكوات و محاربة الفقير في لقمة عيشه . حينما تنفرد يد القوي على الضعيف فلا يبقى هناك إيمان و لا رادع ، و لا آمر بالمعروف و لا ناه عن المنكر . فما الذي تنتظره الأمة سوى أن يشهر الجائع سيفه .
حينما يحارب الضعفاء في لقمة عيشهم فلا يجد الإنسان لا كسوة و لا بيت يقيه حر الصيف و يمنع عنه برد الشتاء فما الذي يمنعه من حمل السيف إما أن يموت و إما أن يحقق ما يقيم به أوده ، فالعالم الإسلامي الذي تشهد بلدانه هذه الإنتكاسات إنما كان هناك استأثار بل استبداد من الحكام الذين أخذوا يحلمون أن كل ما على أرضهم هو من جهد صنعهم و كأن هم الذين خلقوا الماء والسماء و الأرض و ما فيها ، و الحق يقول "وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ" ))
و تكلم الشيخ الكمالي عن عجز العلماء بعدم طلبهم العلم عن نية خاصة عدا عن بعض العلماء المخلصين الذين منعم هو جور السلطان في تلك الأماكن.و تحدث كذلك عن نفور العامة عن الإستماع لهؤلاء العلماء لإلتفاتهم إلى المنكر و الغي، فلم تستمع هذه العامة إلى العلماء و لم تستمع إليهم و لا إلى نصائحهم عندما قاموا ، و لم تقم به على بصيرة من الأمر.
الكمالي : من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم
هذه الثورات هي ثورة مظلومين و جياع و بؤساء و مقهورين
و لقد تحدث في الخطبة الثانية عن أهمية أن يهتم المسلمون بأمر بعضهم البعض و ذكر بتصرف (( نكمل العنصر الثالث و الحلقة الثالثة في موضوعنا هذا المستمر الذي تشهده الأمة و الذي يجب أن يعطيه كل مسلم بال لأنه كما قال صلى الله عليه و سلم " من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم " و هذا كالقرح " إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ . " و تلك الأيام نداولها بين الناس" .
فلا يظن من طالت سلامته ... أن المقادير أعطته عرى السلم
و لا يكن كما قال الشاعر :
هون عليك و لا تحرك ساكناً فينا فإننا ضعفاء ... فلو اجتمعنا و الجدار و جثة لرأيت كم تتشابه الأشياء
.......
و الأخذ بالأسباب عقيدة اسلامية أصلية راسخة ، يعمل الإنسان الأسباب و ثم يتكل لا يتكل من دون الأخذ الأسباب ، و النقطة الثالثة هم الرعية بين عجز علماءه و جهل أبناءه و ما أفظع هذا الجهل و ما أبشعه.
هذه الفوضى العارمة التي تشهدها الأوطان العربية تنم عن جهل ، هي غير متحدة في أفكارها ..... هؤلاء الذين ثاروا على الحكام هم عما قريب سيصبحون مثلهم ، و الخوف أن يكونوا أشد منهم بؤسا و بأسا و نفاذا لأن هذه الحركات لا عن وعي و لا عن قيادة و لا عن دراية ، بل هي ثورة مظلومين و جياع و بؤساء و مقهورين و معذبين الذين تعرضوا لسنوات من الظلم و السجون و التذليل ثم قتلت أسرهم و شردت أبنائهم و عاشوا في المهاجر .......
فمن كانت لديه فكرة نيرة لم يستطع أن يطبقها في وطنه فخرج المتعلمون و العلماء ليبحثوا عن أرض تأويهم و يستطيعوا من خلالها أن يحققوا آمالهم و أحلامهم....
فكما أقول في قصيده :
" بأننا شعب بليغ أذنه صماء "
فالحكام في تلك الأماكن التي ثار أتباعها صموا آذانهم عن كل ما يقال و عصبوا أعينهم عن أحوال الرعية حين يسكنون في أكواخ من عشش ، و يتقاسمون غرفة واحدة عدد من الأسر ، أحوال مؤذية.
ولكن لا نريد أن نكون على هذه الأوصاف ، و ليس المؤمن هو الذي يثور من أجل الثورة ، لأنه يجب أولاً أن يتعلم و يثبت و حال الأمة و جهلها هو أنها لا تستطيع أن تنجز عملا و ليس في يد أبنائها مهنة . و لا تجيد الإنخراط في العمل تحت إدارة واحدة ، و لا تقنع و لا تحب الإنقياد و لا تؤمن بتسلسل المناصب و الرتب ...
و لن تصل هذه الأمة إلا حين يؤمن أفرادها أن الله سبحانه و تعالى فضل بعض خلقه في الرزق ، و سخر بعض عباده لبعض فكما تحتاج لأخيك فهو يحتاج إليك ، فلا فرق بين الحاكم و المحكوم و الراعي و الرعية كلُ منهم يجب أن يؤمن أنه بحاجة للآخر. ))
و ختم الشيخ عبدالله بن عبدالقادر بن عبدالرحمن الكمالي بالدعاء لعامة المسلمين و ولي أمرهم. و الشيخ عبدالله عبدالقادر من عائلة عرفت بالعلم في ولاية خصب و ما حولها ، و لقد تم تعيينه في 22 يوليو 2009
قاضي بمحكمة خصب بمحافظة مسندم.
اللهم احفظ أوطاننا و أعز سلطاننا و أيده بالحق و أيد به الحق يا رب العالمين.
و اختر له بطانة صالحة تعينه على قضاء حوائج المسلمين.
مسنــــــــدم.نت
المفضلات