بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأولى من نوعها على مُستوى وزارة التربية والتعليم

رسالة دكتوراه في الإعلام والاتصال تبحث واقع الإعلام التربوي، وتُؤكد على:

* عدم وضوح مفهوم الإعلام التربوي للقائمين على تطبيقه في المحافظات التعليمية.
* أهمية طرح مُقرر دراسي يُعنى بتدريس الإعلام والاتصال التربوي بالمدارس.
* إعداد اختصاصيين في الإعلام والاتصال التربوي للعمل في مدارس السلطنة.
* ضرورة الاستفادة من إمكانيات وسائل الإعلام والاتصال وتوظيفها تعليمياً.
* تنمية مهارات التفكير الناقد للطلبة تجاه ما يُعرض بوسائل الإعلام والاتصال.
* غياب تطبيق الضوابط والشروط المهنية عند اختيار المُنسق الإعلامي بالمدرسة.

بنُوقشت بمعهد الصحافة وعلوم الأخبار بجامعة منوبة بالجمهورية التونسية، رسالة دكتوراه في علوم الإعلام والاتصال، بعنوان: الإعلام والاتصال التربوي في مراحل التعليم ما قبل الجامعي بالخليج العربي بين المحلية والعالمية، سلطنة عُمان نموذجاً. للباحث سهيل بن سالم بن سهيل الشنفري.



حيث تكّونت لجنة المُناقشة من الأستاذ الدكتور المنصف عاشور رئيساً للجنة، والأستاذ الدكتور عبد الكريم الحيزاوي مُشرفاً، والأستاذ الدكتور جمال الزرن مُقرراً، والأستاذ الدكتور المختار العياشي مُقرراً، والأستاذة الدكتورة آمال القرامي عضواً.



الإعلام والاتصال والتربية
حيث أشارت الدراسة إلى أن ما شهده العالم من تحولات متعددة في شتى ميادين الحياة، وما صاحب ذلك من تقدّم هائل في مجال الإعلام والاتصال، نتيجة للتطور التقني الذي شهدته الوسائل الإعلامية والاتصالية بشكل عام، كان له دور كبير في التأثير بشكل مباشر على مُعظم المؤسسات المُجتمعية، ومن بينها المؤسسات التربوية والتعليمية. حيث أوجدت هذه التغييرات تحدّيات ومشاكل مُتعددة لهذه المؤسسات، جعلتها مُلزمة بتطوير مناهجها وخططها وأنظمتها الدراسية، بحيث تتواكب مع التغيرات البشرية والتكنولوجية المُتسارعة والمُستمرة. ذلك أن المُستقبل أصبح غامضاً ويصعب التنبؤ به في ظل الثورة الاتصالية الهائلة، كما أن تعدد مصادر المعرفة، وازدياد القنوات التي يتواصل فيها الفرد مع مراكز العِلم والبحث، تستدعي سُرعة التحرك لمُواكبتها، وعدم الاعتماد على المُعلم وحده، أو حتى المدرسة وحدها، في تلقي المعرفة وتحصيل العِلم.

الأمر الذي يفرض على الإعلام والاتصال التربوي أن يستعد لتحدّيات كبيرة قادمة بفعل المُتغيرات التي يمر بها العالم حالياً، ذلك أن عناصر الجذب التي تكتسح وسائل الإعلام والاتصال بفضائياتها ووسائطها الرقمية وبصفحاتها الإلكترونية.. إلخ، قد لا تترك مجالاً أمامه إلا أن يُحدث تغييراً جوهرياً على منهج عمله ووسائله الحالية المعمول بها في مراحل التعليم ما قبل الجامعي. وذلك انطلاقاً من طبيعة الفئات المُستهدفة منه، والتي قد تتنوع وتختلف توقعاتها من برامج ونُظم التعليم ومُخرجاته. اضافة إلى أن التطور الحاصل حالياً في الأنظمة التربوية والتعليمية بدول الخليج العربي، قد يستلزم إتباع سياسة إعلامية واتصالية تربوية جديدة، تعتمد في المقام الأول على الحوار وتبادل الرأي، وذلك من أجل تحمل المسؤولية المُشتركة بين البيت والمدرسة والمُجتمع المحلي.

وبالرجوع إلى واقع الإعلام والاتصال التربوي المُوجه لمراحل التعليم ما قبل الجامعي بالخليج العربي، نجد بأن هناك جُهوداً حثيثة تُبذل للنهوض بأدوار الإعلام والاتصال التربوي عبر تطوير مهامه ووسائله، بغرض ربط الطالب والمُعلم وولي الأمر بالمُستجدات التربوية والتعليمية، والعمل على الإفادة منها في تحسين طُرق التعليم، وتلقي العِلم والمعرفة، والتفاعل معها ومع الآخرين. إلا أن ما يُؤخذ إجمالاً على إدارات ودوائر الإعلام التربوي بوزارات التربية والتعليم بدول الخليج، اهتمامها بالتنسيق والتكامل بين الإعلاميين والتربويين، وربطها لأدوار ومفاهيم الإعلام التربوي بعباءة العلاقات العامة، وإفتقارها للاهتمام الكافي بأهمية التفاعل الجدي مع الوسائط الاتصالية المُتعددة، إضافة إلى قلة تعرضها لدراسة الواقع الإعلامي والاتصالي بمراحل التعليم ما قبل الجامعي، مما أحدث قصوراً كبيراً بالمكتبة الخليجية.

واقع الإعلام التربوي بالسلطنة
وهدفت هذه الدراسة إلى التعرف على واقع الإعلام والاتصال التربوي في مراحل التعليم ما قبل الجامعي بسلطنة عُمان نموذج الدراسة، بناءً على تجربة دول الخليج العربي والتجارب العالمية، ومدى تطابقه مع المعايير الدولية المتعارف عليها، وذلك بغرض تطوير آلياته. وفي هذا الإطار سعت الدراسة الميدانية إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، ذات صلة وثيقة بالتساؤلات الفرعية التي طرحتها إشكالية الدراسة. وتمثلت هذه الأهداف في التعرف على مفهوم الإعلام والاتصال التربوي في مراحل التعليم ما قبل الجامعي بالسلطنة، والتعرف على أهداف الإعلام والاتصال التربوي في مراحل التعليم ما قبل الجامعي بالسلطنة، والتعرف على المُشكلات التي تُواجه الإعلام والاتصال التربوي في مراحل التعليم ما قبل الجامعي بالسلطنة، والتعرف على الوسائل الإعلامية والاتصالية المُستخدمة في مراحل التعليم ما قبل الجامعي بالسلطنة، والتعرف على ظروف عمل المُنسقين الإعلاميين بالمُحافظات التعليمية بالسلطنة، وذلك أثناء مُمارستهم أدوارهم الإعلامية والاتصالية في المدارس، إضافة إلى التعرف على المردود التربوي والتعليمي للإعلام والاتصال التربوي على طلبة المدارس بمراحل التعليم المُختلفة بالمُحافظات التعليمية بالسلطنة، وفعاليته في توظيف وسائله الإعلامية والاتصالية لخدمة العملية التربوية والتعليمية.

مُجتمع الدراسة.. ومنهجها
وتم تطبيق الدراسة الميدانية على جميع رؤساء أقسام العلاقات العامة والإعلام التربوي، وجميع أخصائيي الإعلام التربوي في كافة المُحافظات التعليمية بالسلطنة. بالإضافة إلى المُنسقين الإعلاميين ببعض مدارس السلطنة ومن مراحل دراسية مُختلفة بالمُحافظات التعليمية. وطلبة المدارس في مراحل التعليم المُختلفة بمُحافظات السلطنة. أما من الناحية المنهجية المُعتمدة في هذه الدراسة، فقد اعتمد الباحث على منهج البحث الوثائقي، إضافة إلى منهج البحث الوصفي، وذلك من خلال تطبيق الاستبيانات والمُقابلة، باعتبارهما من الأدوات الوصفية التحليلية. وعليه فإن هذه الدراسة تنتمي إلى مجال البحوث الوصفية De******ive Research، حيث تم اعتماد أسلوب المسح الشامل، وأسلوب المسح بالعينة. باعتبارهما من أساليب المنهج الوصفي للدراسات المسحية Survey. إضافة إلى أسلوب المُقابلة المُقننة، لاستمارة مُقابلات فردية، ذات أسئلة مُغلقة ومفتوحة. وتم تطبيق هذه الدراسة في الفصل الأول من العام الدراسي 2011/2012م، وذلك خلال الفترة المُمتدة من شهر سبتمبر إلى شهر ديسمبر.

أهم نتائج الدراسة
خلصت الدراسة إلى مجموعة كبيرة من النتائج المُهمة، حيث تم تصنيفها إلى نتائج مُتعلقة برؤساء أقسام العلاقات العامة والإعلام التربوي وأخصائيي الإعلام التربوي، والتي كان من أهمها أنه لا يوجد اتفاق واضح بين رؤساء أقسام العلاقات العامة والإعلام التربوي وأخصائيي الإعلام التربوي، حول الإعلام والاتصال التربوي من حيث: مفهومه الذي يعد أكثر شمولاً ومُناسبة لأغراض هذا النوع من الإعلام والاتصال، كما أن رؤيتهم لمُستوى تحقيق الإعلام والاتصال التربوي لأهدافه كانت مُتوسطة نسبياً، وعبروا عن ارتفاع لمُشكلات الإعلام والاتصال التربوي على أرض الواقع، وتبين أن هناك استخدام مُتوسط لوسائل الإعلام والاتصال التربوي. أما في النتائج المُتعلقة بالمُنسقين الإعلاميين: فتبين أن العوامل المادية والشخصية المُتوفرة في بيئات عملهم بالمدارس، تدعم مُمارساتهم لمهامهم بشكل مُتوسط نسبياً، وقد تكون هناك صُعوبات تحول دون تأديتهم لها بصورة كبيرة، كما أن فُرص اكتساب المُنسقين الإعلاميين التأهيل والتدريب والتواصل مع خدمات الإعلام والاتصال التربوي والمعنيين بها كانت مُتوسطة، إضافة إلى أن توافر الاحتياجات المادية والبشرية للمُنسق الإعلامي في الواقع المدرسي العُماني كانت قليلة، والدعم المُقدم من قِبل الطلبة والمُعلمين والمُديرين والمُجتمع لأنشطة الإعلام والاتصال التربوي بالمدرسة كان مُتوسطاً، وليس بالحجم المُتوقع من قِبل المُنسق الإعلامي. أما في النتائج المُتعلقة بطلبة المدارس: فأظهرت أن نصف عينة الطلبة عبرّت عن عدم كفاية الأنشطة التي تتوفر لهم بالمدرسة والمُتصلة بالإعلام والاتصال التربوي، كما أن أنشطة الإعلام والاتصال التربوي كانت مُتوسطة في مُراعاتها لميولهم واهتماماتهم، إضافة إلى أن فضاءات ووسائل الإعلام والاتصال المُتوفرة لهم بالمدارس كانت قليلة، وفُرص التعزيز والتوجيه والتدريب المُتاحة للطلبة بالمدارس في مجال الإعلام والاتصال التربوي كانت قليلة ومحدودة، وأن تأثيرات أنشطة الإعلام والاتصال التربوي في تعزيز القيم والمفاهيم لديهم كانت مُتوسطة بصورة عامة، والدعم والمُساعدة التي حصل عليها الطالب جراء هذه الأنشطة في اكتساب المعارف كانت مُتوسطة، وأن مُكتسباته من العمليات العقلية والمهارات المعرفية جراء تطبيق الأنشطة الإعلامية والاتصالية بالمدارس كانت مُتوسطة.

آفاق الدراسة
إن المُؤمل من هذه الدراسة ونتائجها، أن تسهم في إفادة المُتعلمين في مجال الإعلام والاتصال التربوي، وأن تكون إثراء للمكتبة التربوية في الإعلام والاتصال التربوي المُتخصص، وتعمل على تشجيع الباحثين للقيام بالمزيد من الدراسات في مجال الإعلام والاتصال التربوي، وذلك بهدف الاشتغال على تحديث آلياته ومُمارساته في الحقل التربوي باستمرار. وتُعتبر هذه الدراسة الأولى على مُستوى وزارة التربية والتعليم بالسلطنة في الإعلام والاتصال التربوي، وهي بذلك تفتح آفاقاً لها لاصلاحات جديدة، أو لدراسات أكثر تعمقاً، وذلك عبر خدمة الإعلام التربوي وتطويره بالوزارة، والعمل على الإفادة من وسائله المُختلفة تربوياً وتعليمياً. إضافة إلى تدعيم الدراسات في الإعلام التربوي لتُصبح مبحثاً جديداً بالسلطنة، ومُساعدة الوزارة نحو طرح مُقرر دراسي يُعنى بتدريس الإعلام والاتصال التربوي في المدارس، وإعداد اختصاصيين في مجال الإعلام والاتصال التربوي بالسلطنة، بحيث يُمكن الاستعانة بهم للعمل في وظائف ذات صلة وثيقة بالحقل التربوي والتعليمي.


أتمنى لكم قراءة ممتعة



*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..