تناول عبد الرحيم بن عبدالله بن محمد الشيزاوي إمام وخطيب بجامع السلطان قابوس بخصب موضوع الفراغ الروحي لدى الشباب أسبابه وآثاره وعلاجه في محاضرته التي ألقاها ضمن سلسلة البرامج المسجدية التي يُقيمها مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم وقد تطرق في بدايتها إلى تعريف الشباب وقال الشباب مصطلح يطلق على مرحلة عمرية هي ذروة القوة والحيوية والنشاط بين جميع مراحل العمر لدى البشر وحدد السن بين 15 إلى 30 سنة ثم تناول تعريف الفراغ بشكل عام وقال هو إحساس أو شعور بنقص ما في داخل الإنسان نتاج وضع ما يتعرض له الفرد في الحياة وعلى هذا فإن الفراغ الروحي يعني عدم الاهتمام بالواجبات الدينية المختلفة والقيام بها على أكمل وجه من الصلاة والدعاء وقراءة القرآن وبعد المقدمة تطرق إلى أهم أسباب وجود الفراغ الروحي لدى الشباب وهي عدم إدراك الإنسان لطبيعة دوره في الحياة وانعدام وجود قائمةٌ بأهدافه فيها وغاياته منها إضافة إلى الافتقار إلى منظومة قِيَمٍ وأفكارٍ وسلوكيَّاتٍ تشبع رغباته العاطفيَّة والنَّفسيَّة وإهمال التربية الدينية للطفل منذ الصغر وغياب المثل الأعلى خاصة الأب والأم تجعل من هذا الطفل ينشأ غير متشبع بتعاليم الدين ويصبح فريسة سهلة لكل المؤثرات الخارجية والتعلق بأصدقاء السوء وسوء معاملة الأبوين للولد ووجود الفراغ وحالات الطلاق وما يصحبها من مشكلات والنزاع والشقاق بين الزوجين ثم تحدث عن الآثار وذكر منها الانحرافات بأنواعها المختلفة سواءٌ الانحرافات الفكريَّة مثل اعتناق الأفكار الهدَّامة أو المُتطرِّفة أو اتباع الفلسفات الإلحاديَّة مثل الوجوديَّة والشُّيوعيَّة، وقد يخرج الإنسان فيها عن الملَّة ويُؤدي به إلى الضلال أو الانحرافات السلوكية وتظهر في حالات متعددة، فقد يؤذي الإنسان نفسه كأن ينتحر أو يد من المخدرات أو يؤذي الآخرين عن طريق تنفيذ بعض الأعمال الإجرامية التي تدفعه إليه أفكاره المنحرفة وخلو روحه وضميره مما يضبطه ويوجهه وانتشار الجرائم والسرقات والتحرشات الجنسية وظهور الأمراض الاجتماعية وعدم التروي أو عدم التثبت ونشر الأقاويل والشائعات وتهويل الأمور والإرجاف والدعوة إلى التمرد وبين أن العلاج يتمثل في التربية السليمة وزرع المثل والقيم والمبادئ السامية وغرس الخوف من الله وحبه وطاعته والتقرب إليه لأنه من المسلم به أن الشاب حين يستشعر من أعماق وجدانه أن الله تعالى يراقبه ويراه ويعلم سره ونجواه ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وأنه سيحاسبه إن قصر وفرط ويعاقبه إن انحرف وزل لاشك أنه سينتهي عن الموبقات والقبائح ويكف عن المنكرات والفواحش وقال إن حضور مجالس العلم والذكر والمداومة على صلاة الفرض والنفل والمواظبة على تلاوة القرآن والتهجد من الليل وصيام التطوع والاستماع إلى أخبار الصالحين يقوي في المؤمن جانب الخشية من الله والمراقبة له والاستشعار لعظمته وشدد المحاضر على دور الوالدين والأسرة في التنشئة الصالحة للأجيال وتحويل اهتماماتهم إلى كل ما هو مفيد وخير ومن ثم الإبداع والتميز وإبعادهم عن كل ما يؤدي إلى تهميش عقولهم وجهودهم.
المفضلات