الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبدالله ...اما بعد
أحبتت أن أضع بين أيديكم هذه الخاطرة والتي شاركت فيها في
مسابقة(دائرة التراث والثقافة للأعمال الادبية لعام 1433ه/2012م)
وكنت من الفائزين ولله الحمد.... بقلم أ/ زهرة علي بن سيف الشحي
معلمة مجال أول
مدرسة دبا للتعليم الاساسي
في ليلة ليست كأي ليلة وبينما كنت أهم سائرة إلى سريري لأخلد ألى النوم بعد يوما حافل بالعمل لمحته وكأنه ليس كعادته كمثل أي ليلة بدا لي وكان الدمع يملأ مقلتيه ونظراته تدل على أنه قد مل صمته الطويل وأنزوائه البعيد على أحد زوايا تلك الطاولة فوق دفتر يعلو غلافه ذرات غبار تكونت مع مرور الزمن عليه وهو قابع بلا حراك .... فبادرني على غير عادته بسؤال هز كياني فعجز لساني عن النطق بإجابة حيث قال لي :يا صاحبي لما طول الهجر؟ وعندما لم أجبه أردف سائلا .... يا صاحبي لما نسيتني وأهملتني طوال هذي الفترة الطويلة ... يا صاحبي لما لم تعبأ بوجودي في غرفتك ... يا صاحبي أنسيت أنك كنت ملازما لي معظم وقتك وكنت عن طريقي وبكلماتي تطفئ لوعتك وحزنك ...وكنت وأنا معك تبوح بمكنونات نفسك فتخفف بذلك عنها قسوة الدنيا ومتاعبها فوجدتني كاتم لأسرارك ومحافظ على استارك ...
هزتني كلماته فكان لابد لي أن أجيبه فقلت له :يا صاحبي أنت مازلت لي صاحب أسكنك في مهجة قلبي وأعماقه فأنت لساني الناطق بما يدور في خلدي ...فعاود حديثه أو بالأحرى أسئلته فقال : إذن لماذا جفوتني وهجرتني لماذا لم تكلف نفسك ولو للحظة بأن تحن علي بلمسة من لمساتك التي أفتقدتها كثيرا...
لماذا أودعتني سجن النسيان وحكمت على بالإعدام ؟؟؟ كلماته كانت كالسهام تنطلق الى قلبي فقلت له لا تغضب يا صاحبي ورفيقي فأنا منذ عرفتك وعرفت الإمساك بك كنت أنت مترجم لأفكاري فكتبنا معا عن الناس وهمومهم وأفراحهم... كتبنا عن الشمس والقمر وعن السحاب والمطر والحب والأمل ... وكنا سعيدين بما نكتب .. حتى صدمتنا الحياة بمتاعبها وواقعها المرير ... وبأناس كنا نعدهم البلسم الشافي فكتبنا لهم أجمل الكلمات وأنقاها وألطفها ...فما جنينا إلا حالة عدم رضى وحظ عاثر قطع حبال كانت ممدودة بآمال عظام وأحلام حسان ... فقاطعني قائلا :عهدتك يا صاحبي لا تعرف اليأس ولا التذمر ولا القنوط فقلت له : نعم يا صاحبي فلابد أن نرمي الأحزان على ما فات وننظر إلى الغد بتفاؤل وأمل ولتكن كما عهدتك صاحبي تخط بمدادك كلمات تنشر الحب والسعادة والخير والأمل كلمات تدعو إلى مزيد من الإيمان والعطاء والبذل برغم منغصات الحياة وقسوتها ....فهممت بتحريك ذاك الدفتر الذي يقبع فوقه صاحبي لاضمه بين أصابعي بعد فراق دام طويلا فإذا به يسقط أرضا منفجرا وتناثرت أشلاؤه ...مسحت الحبر عنه وحاولت أن أكتب به ولكن بلا فائدة فقد كان قد فارق الحياة ولم يترك لي إلا ذكريات خطه على خواطري التي كتبناها معا قبل أن أجافيه وأتركه طوال تلك المدة ... وبقعة من حبره على أرضية غرفتي ... لن أغسل تلك البقعة من دمك أيها القلم ولن أنسى أنك كنت رفيقي في فترة من فترات حياتي ...فوداعا أيها القلم .
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..
المفضلات