إن ذات الطفل هي جوهر شخصيته بكل ما تشمل عليه من اتجاهات ومشاعر وقيم ومعتقدات يدركها الطفل ويكتسبها نتيجة تفاعله مع بيئته في مختلف المواقف الأمر الذي له أبلغ الأثر في توجيه سلوكة وتفاعله مع نفسه والآخرين فضلا عن تكيفه في بيئته وتوافقه معها وبالتالي إن مفهوم الذات ماهو إلا مصطلح يعبر عن إدراك الفرد لنفسه كشخص مستقل له كيان منفصل عن غيره ويتمتع بقدرات إنسانية ومواصفات جسمية خاصةومستوى محدد من الأداء ويقوم بدور معين في الحياة .



ويتكون مفهوم الذات لدى الطفل وينمو بسبب الخبرات التي يمر بها أثناء مراحل تنشئته الاجتماعية المتمثلة في العمليات الاجتماعية التي يقوم بها الطفل والتي تأتي بدورها بالناتج الاجتماعي الذي يكتسبه كالإتجاهات والقيم والسلوك المقبول في ظل نظام اجتماعي معين .
إن عملية التنشئة الاجتماعية له جانبان : كفي وتشجيعي فهي وإن كانت تقوم على الضبط وكف الطفل عن كثير مما يشتهي . وتعد المدرسة أحد أهم مؤسسات التنشئة الاجتماعية التي تؤثر في ذات الطفل سواء سلبيا أو إيجابيا باعتبارها المؤسسة الاجتماعية الرسمية التي تقوم بوظائف التربوية ونقل الثقافة المتطورة وتوفير الظروف المناسبة للنمو جسميا وانفعاليا واجتماعيا فبدخول الطفل المدرسة يخرج من نطاق العلاقات والتفاعلات البسيطة مع أفراد الأسرة إلى علاقات وتفاعلات أكبر وأوسع بين الطفل وزملائه وبينه وبين مدرسيه .




ويلعب المعلم دورا بارزا ومهما في حياة الطفل فهو الأب الثاني لــه أو الأم الثانية حيث أثبتت الأبحاث العلمية بأن سلوك الطفل وإنجازه يتأثر بنوعية العلاقه بينه وبين معلمه حيث يستطيع المعلم أن يساعد الطفل على التخلص من العديد من الأساليب السلوكية الغير مقبولة ويكتسب منه الكثير من القيم والمثل على اعتبار أنه القدوة والمثل الأعلى له ويشبع حاجاته إلى التقدير الاجتماعي واعتبار الذات وذلك من خلال بناء علاقة إيجابية دافئة وحميمة مع الطفل تشعره بقدراته وإمكانياته وأنه إنسان منتج وفعال وإتاحة الفرصة للطفل في التعبير عن شعوره وآرائه وتشجيعه على ممارسة نشاطه الحركي والفكري المستقل الأمر الذي له أبلغ الأثر في نمو تقديره لذاته بالإضافة إلى تزويده بالمثيرات والأنشطة التي تثري خبراته وتأهله لمجابهة مختلف المواقف بإيجابية وفاعلية فيشعر بقدراته وذاته .


من جهة أخرى ونظرا إلى حساسية تأثير المعلم على مستوى تقدير الطفل لذاته فإن على عاتقه تقع مسؤولية كبرى في خلق تلك العلاقة الإنسانية المواتية والأسلوب الأمثل المتسم بالرقي والإحترام كأسلوب الاستقراء والذي يعتمد على المحاورة والمناقشة وإقناع الطفل وحثه على السلوك المقبول اجتماعيا فتتطور الذات لدى الطفل وتنمو نتيجة للخبرات والنمو والتعلم والنضج كما في الطفل اتجاهاته نحو ذاته عن طريق اكتساب الخبرات المتنوعة والمختلفة كما وعن طريق مقاومته والتغلب على المواقف الصعبة التي يتعرض لها فيكتسب خبرات جديدة تنسجم مع مفهومه عن ذاته ليتحقق في نهاية المطاف هدف التنشئة الأساسي وهو التوافق مع بيئته والتعامل عها بإيجابية.




*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..