موانئ تفتقد وظائفها
- نوافذ لــ أحمد بن سالم الفلاحي
18 أبريل 2013
نوافـذ -أحمد بن سالم الفلاحي
تشكل الموانئ صغيرها وكبيرها محطات مهمة عند الحديث عن المواقع الاستراتيجية التي تحظى بها السلطنة على امتداد شاطئ بحري رائع التكوين يمتد لأكثر من (3000) كم، ولأن الموانئ واحدة من الأماكن التي تشهد حركة غير عادية من قبل الناس، سواء أكانوا متسوقين، أو زائرين، فإن أهميتها تتعاظم يوما بعد يوم، مما يعمق من أهميتها، ومكانتها، وبالتالي فهذه الأهمية تضغط بقوة نحو إيلاء هذه الموانئ أهمية أكبر سواء في تطويرها، او تفعيل وظيفتها الذي أنشئت من أجلها أساسا.
عند القيام بتجوال بسيط نحو هذه الموانئ ينتابنا نوع من الفخر، حقيقة، لما وصلت اليه من تجهيز، وانها أخذت مواقعها كمحطة مهمة لما أنشئت لأجله، وبقدر هذه الصورة الجميلة التي تتوغل بين نفوسنا نتساءل عن بقائها السنوات الكثيرة دون ان نلحظ اية حركة تجارية، او سياحية تقوم من خلالها، على الرغم من أنها أنشئت من سنوات عدة، ولكنها بقيت كما هي والبعض منها قد يناله الإهمال؛ إما لسوء الاستخدام، وإما لعدم الاستخدام أساسا، وبالتالي فقد تحتاج الى العودة اليها مرة أخرى لصيانتها دون ان تقوم، حقيقة، بوظائفها التي أنشئت لأجلها أكثر من احتضانها لقوارب الصيد الصغيرة.
اكثر من مرة زرت ولاية خصب في محافظة مسندم، ووقفت شخصيا على الحركة الدؤوبة في ميناء خصب، وتتجلى كلها او اغلبها في حركة القوارب الآتية من ايران جالبة على ظهورها المئات من الأغنام، وحاملة في الاتجاه المعاكس الآلاف من البضائع، والذي يحز في النفس أكثر وأكثر أنه لا الأغنام التي أتت بها القوارب تدخل السلطنة، ولا البضائع التي تحملها هذه القوارب الى الطرف الآخر مشتراة من أسواق السلطنة، تغيب نهائيا (اسم السلطنة وحركتها التجارية فيما يخص هذه الصورة فقط) على الرغم من ان الميناء عماني قلبا وقالبا، ولكنه للأسف الشديد يبقى انتماؤه عمانيا، ولكن حقيقة الحركة التجارية التي تتم فيه، وهي حركة كثيفة، ليس لعمان فيها أي دخل إلا النزر اليسير، فلماذا لا يحق لعمان ان تدخل هذه الأغنام إلى أراضيها لتكسر على الأقل "هيلمان الاحتكار" الذي يتوزع على جميع مفاصل التجارة في السلطنة.
واذا جئنا الى الموانئ المعطلة وظيفتها إلا لحركة قوارب الصيد فقط، نجد الكثير منها تعاني من فقدان وظيفتها الأخرى، وهي وجود الحركة التجارية للبضائع المختلفة التي تسوقها السفن العابرة نحو موانئ العالم، وهي كثيرة، وقد تكون بأسعار في متناول الجميع، فخذها من محافظة ظفار مرورا بمحافظة جنوب الشرقية، ومحافظة مسقط، ومحافظة شمال الباطنة، وصولا الى محافظة مسندم، موانئ تتوغل أذرعها داخل مفاصل بحر عمان، وتمر عبرها السفن العالمية المتجهة الى موانئ العالم، فلا يحق لهذه السفن سوى التزود بالوقود من هذه الموانئ كلها، بينما تفرغ بضاعتها المختلفة في موانئ الآخرين، لماذا؟!.
لقد استنزفت هذه الموانئ كلها مئات الآلاف من الريالات لأجل انشائها، وتهيئتها لتكون احد المحطات المهمة في طريق السفن، وفي مجالات الاستثمار المختلفة، ولا أتصور، عمليا، ان تنشأ بهذه التكلفة العالية لتظل عرضة للاهمال، والتقادم، ويعاد صيانتها بعد فترة مرة أخرى دون ان تقوم بالوظيفة الحقيقية التي أنشئت من أجلها!!.
أخبار متعلقة :
عدد ركاب العبارات يقفز إلى 10 آلاف مسافر بزيادة 163% في الربع الأول
http://www.musandam.net/vb/showthread.php?t=36662
الشركة الوطنية للعبارات تنطلق عالمياً برحلتها التجريبة لجمهورية إيران ((مع صور خاصة))
موضوع تغطية الرحلة على هذا الرابط :
http://www.musandam.net/vb/showthread.php?t=23441
أكثر من 4 آلاف مسافر عبر مرفأ العبارات السريعة بشناص في خطها البحري (شناص – مسندم)
http://www.musandam.net/vb/showthread.php?t=24657
ندوة " الرؤية " تستشرف المستقبل التنموي لمحافظة مسندم
http://www.musandam.net/vb/showthread.php?t=27142
ايذاناً ببدء موسم السفن السياحية / كوستا نيورومانتيكا تصل إلى ميناء خصب ((صور))
http://www.musandam.net/vb/showthread.php?t=23826
محافظ مسندم ضمن وفد السلطنة في إيران توقيع عدد من مذكرات التفاهم (( صور ))
http://www.musandam.net/vb/showthread.php?t=23354
موقع مسندم
المفضلات