حديث اليوم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
{ إن عبدا أصاب ذنبا فقال يا رب إني أذنبت ذنبا فاغفره لي ، فقال له ربه : علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به فغفر له .
ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا آخر وربما قال ثم أذنب ذنبا آخر فقال يا رب إني أذنبت ذنبا آخر فاغفره لي ،
قال ربه : علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به فغفر له .
ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا آخر وربما قال ثم أذنب ذنبا آخر فقال يا رب إني أذنبت ذنبا فاغفره لي ،
فقال ربه : علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به فقال ربه : غفرت لعبدي فليعمل ما شاء }. رواه البخاري ومسلم
قطوف
قال سعيد ابن المسيب:
إنه ليس من شريف ولا عالم ولا ذي فضل إلا وفيه عيب ولكن من الناس من لا ينبغي أن تذكر عيوبه:
من كان فضله أكثر من نقصه وهب نقصه لفضله .
روى ابن المبارك عن السري بن يحي، عن ثابت البناني، أن فتى غزا زمانا وتعرض للشهادة، فلم يصبها، فحدث نفسه،
فقال ؟ واللّه ما أراني إلا لو قفلت إلى أهلي فتزوجت،
قال : ثم قال في الفسطاط، ثم أيقظه أصحابه لصلاة الظهر،
قال : فبكى حتى خاف أصحابه أن يكون قد أصابه شيء، فلما رأى ذلك
قال : إني ليس بي بأس، ولكنه أتاني آت قبيل وأنا في المنام،
فقال : انطلق إلى زوجتك العيناء، قال ؟ فقمت معه، فانطلق (بي ) في أرض بيضاء نقية،
فأتينا على روضة فما رأيت روضة قط أحسن منها،
فإذا فيها عشر جوارِِ، ما رأيت مثلهن قط أحسن منهن، فرجوت أن تكون إحداهن،
فقلت : أفيكن العيناء؟ قلن : هي بين أيدينا ونحن جواريها،
قال : فمضيت مع صاحبي، فإذا روضة أخرى يضعف حسنها على حسن التي تركت،
فيها عشرون جارية، يضاعف حسنهن على حسن الجواري اللاتي خلفت،
فرجوت أن تكون إحداهن فقلت : أفيكن العيناء؟ قلن : هي بين أيدينا، ونحن جواريها، حتى ذكر ثلاثين جارية .
قال : ثم انتهيت إلى قبة من ياقوتة حمراء مجوفة قد أضاء لها ما حولها،
فقال لي صاحبي : ادخل، فدخلت فإذا امرأة ليس للقبة معها ضوء،
فجلست فتحدثت ساعة، فجعلت تحدثني، فقال صاحبي : اخرج انطلق،
قال : ولا أستطيع أن أعصيه، قال : فقمت، فأخذت بطرف ردائي،
فقالت : أفطر عندنا الليلة، فلما أيقظتموني رأيت إنما هو حلم، فبكيت، فلم يلبثوا أن نودي في الخيل،
قال : فركب الناس فما زالوا يتطاردون حتى إذا غابت الشمس وحل للصائم الإفطار، أصيب تلك الساعة،
وكان صائما وظننت أنه من الأنصار، وأن ثابتا كان يعرف نسبه.
يا من أساء مع ربه، وأخطأ مع مولاه، يا من طال بُعده عن ربه، وتجاوز حدود العبودية..
يا أيها العبد! يا أيها المسكين! ماذا وجدت في بُعدك عن الله؟!
يا أخي، ويا أختي: لقد جاء رمضان ليرسل لك نفحات الإيمان، وليضفي على قلبك رحمة الرحمن، فهيا إلى الله {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} [الذاريات: 50].
يا عبد الله! أعلم أن باب التوبة مفتوح، والدخول إليه مسموح، فأقبل على ربك، لعله يرضى عنك ويغفر لك..
هيا إلى الله، لعله يبدل سيئاتك إلى حسنات، ولعله يكتبك في أحبابه {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ} [البقرة: 222].
هيا إلى الله الذي وسعت رحمته كل شيء، وكتب كتابًا فهو عنده: "إن رحمتي سبقت غضبي" (رواه البخاري).
يا صاحب الذنب! أسمعت هذه الآية {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} [الزمر: 53].
فهيا إلى الله، فهو أرحم بك من أمك وأبيك، وهو أكرم الأكرمين،
وهو الذي يقول: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82].
هيا إلى ذلك الرب الرءوف بالعباد، المتفضل عليك بالنعم على الدوام..
أوصيك بالندم على ما فات، والعزم على عدم العودة للذنوب الماضيات..
يا أيها التائب، أين دموعك؟ وأين خشوعك؟ وأين اعترافك لمولاك؟!
لتبدأ بصفحة جديدة، واكتب عليها: "يا رب أنا تائب".
منقول
المفضلات