ما يحرم في حق الصائمالحمد لله على فضله وإحسانه، والصلاة والسلام على نبينا محمد الداعي إلى رضوانه، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه وتمسك بسنته إلى يوم الدين، أما بعد:اعلموا أن للصوم آدابا تجب مراعاتها والتخلق بها، ليكون الصوم متمشيا على الوجه المشروع لتترتب عليه فوائده، ويحصل المقصود منه ولا يكون تعبا على صاحبه بدون فائدة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع"
[أخرجه ابن ماجة رقم 1690، والنسائي في سننه الكبرى رقم 3249، وأحمد 2/ 373، والحاكم في المستدرك 1/431 والبيهقي في سننه الكبرى 4/ 27، وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي]،
فليس الصوم مجرد ترك الطعام والشراب فقط، ولكنه مع ذلك ترك ما لا ينبغي من الأقوال والأفعال المحرمة أوالمكروهة.قال بعض السلف: أهون الصيام ترك الطعام والشراب، فإنه لا يتم التقرب إلى الله بترك الشهوات المباحة إلا بعد التقرب إليه بترك ما حرم الله عليه في كل حال، والمسلم وإن كان واجبا عليه ترك الحرام في كل وقت إلا أنه في وقت الصيام آكد، فالذي يفعل الحرام في غير وقت الصيام يأثم ويستحق العقوبة، وإذا فعله في وقت الصيام فإنه مع الإثم واستحقاق العقوبة يؤثر ذلك على صيامه بالنقص أو البطلان، الصائم حقيقة هو من صام بطنه عن الشراب والطعام وصامت جوارحه عن الآثام، وصام لسانه عن الفحش ورديء الكلام، وصام سمعه عن استماع الأغاني والمعازف والمزامير وكلام المغتاب والنمام، وصام بصره عن النظر إلى الحرام.قال النبي صلى الله عليه وسلم:"من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" رواه البخاري [أخرجه البخاري رقم 1903].إنه يجب على الصائم أن يجتنب الغيبة والنميمة والشتم، لما روى الشيخان عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم" [أخرجه البخاري رقم 1894، ومسلم رقم 1151].وفي الصحيحين عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ مرفوعا:
"الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل، فإن سابه أحد فليقل إني امرؤ صائم" [أخرجه البخاري رقم 1904، ومسلم رقم 1151/163].والجنة: بضم الجيم، ما يستر صاحبه و يمنعه أن يصيبه سلاح غيره، فالصيام يحفظ صاحبه من الوقوع في المعاصي التي عاقبتها العذاب العاجل والآجل.والرفث: هو الفحش ورديء الكلام، وروى الإمام أحمد وغيره مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم:
"إن الصيام جنة ما لم يخرقها" قيل بم يخرقها؟ قال: "بكذب أو غيبة"
[أخرج الفقرة الأولى منه النسائي 4 / 167 رقم 2231، وأحمد في المسند 1/ 195، 196، وأبو يعلى في المسند 2/ 181 رقم 878، والبيهقي في الشعب 7/ 173 رقم 3294، 7/249 رقم 3370].ففي هذا دليل على أن الغيبة تخرق الصيام، أي تؤثر فيه، والجُنّة إذا انخرقت لم تنفع صاحبها، فكذلك الصيام إذا انخرق لم ينفع صاحبه.والغيبة كما بينها الرسول صلى الله عليه وسلم هي "ذكرك أخاك بما يكره" [أخرجه مسلم رقم 2589، وأبوداود رقم 4874، والترمذي رقم 1934].وجاء أنها تفطر الصائم كما في مسند الإمام أحمد: "أن امرأتين صامتا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكادتا أن تموتا من العطش، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأعرض عنهما، ثم ذكرتا له فدعاهما فأمرهما أن يستقيئا، أي تستفرغاما في بطونهما، فقاءتا ملء قدح قيحا ودما صديدا ولحما عبيطا،فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"إن هاتين صامتا عما حل الله لهما، وأفطرتا على ما حرم الله عليهما، جلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا تأكلان من لحوم الناس"
[أخرجه أحمد 5/431] وما حصل من هاتين المرأتين عند الرسول من تقيؤ هذه المواد الخبيثة الكريهة هو مما أجراه الله على يد رسوله من المعجزات ليتبين للناس ما للغيبة من آثار قبيحة، وقد قال الله تعالى: {ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا} [الحجرات 12].وقد دل الحديث على أن الغيبة تفطّر الصائم، وهو تفطير معنوي، معناه بطلان الثواب عند الجمهور.وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:حديث اليوم
إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم، فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا،
قال: فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم ما يقول عبادي؟
قال: يقولون: يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك،
قال: فيقول: هل رأوني، قال: فيقولون: لا والله يا رب ما رأوك،
قال: فيقول: فكيف لو رأوني، قال: فيقولون: لو رأوك كانوا أشد لك عبادة، وأشد لك تمجيداً، وأكثر لك تسبيحاً،
قال: فيقول: فما يسألوني، قال: فيقولون: يسألونك الجنة،
قال: فيقول: وهل رأوها، قال: يقولون: لا، والله يا رب ما رأوها،
قال: فيقول: فكيف لو رأوها، قال: يقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصاً، وأشد لها طلباً، وأعظم فيها رغبة،
قال: فمم يتعوذون، قال: يقولون: يتعوذون من النار، قال: فيقول: وهل رأوها، قال: يقولون: لا، والله ما رأوها،
قال: فيقول: فكيف لو رأوها، قال: يقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فراراً، وأشد لها مخافة،
قال: فيقول: أشهدكم أني قد غفرت لهم،
قال: يقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة،
قال: هم القوم لا يشقى بهم جليسهم.
رواه البخاري وكذلك الإمام مسلم والترمذى والنسائي بلفظ آخر
قالَ مسروقٌ رحمه الله:قطوف
«كفَى بالمرءِ علماً أنْ يَخشَى اللهَ ؛ وكفَى بالمرءِ جهلاً أنْ يُعْجَبَ بعلمِه » .
ذكرىقال الأصمعي :أقبلت ذات يوم من المسجد الجامع بالبصرة . فبينما أنا في بعض سككها ،إذ طلع أعرابي جلف على قعود له متقلدسيفه وبيده قوس ، فدنا وسلم ، وقال لي : ممن الرجل ؟
قلت : من بني الأصمع ، قال الأصمعي ؟ قلت : نعم .
قال : ومن أين أقبلت ؟ قلت : من موضع يتلى فيه كلام الرحمن .
قال : وللرحمن كلام يتلوه الآدميون ، قلت :نعم . قال : اتل علي شيئا منه .
فقلت له : انزل عن قعودك . فنزل ،
وابتدأت بسورة الذارياات ، فلما انتهيت إلى قوله _تعالى _ : ({وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ})قال : يا أصمعي هذا كلام الرحمن ؟
قلت : أي والذي بعث محمدا با لحق إنه لكلامه أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فقال لي : حسبك ،
ثم قام إلى ناقته فنحرها وقطعها بجلدها ، وقال : أعني على تفريقها . ففرقناها على من أقبل و أدبر ، ثم عمد إلى سيفه وقوسه فكسرهما وجعلهما تحت الرجل .صاح الأعرابي : وجدنا ما وعدنا ربنا حقا . ثم قال : وهل غير هذا ؟ قلت : نعم ،وولى مدبرا نحو البادية وهو يقول : ({وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}) فأقبلت على نفسي باللوم ،
وقلت : لم تنتبه لما انتبه له الأعرابي ،
فلما حججت مع الرشيد دخلت مكة ، فبينما أنا أطوف بالكعبة ، إذ هتف بي هاتف بصوت دقيق ، فالتفت فإذا أنا بالأعرابي نحيلا مصفارا فسلم علي وأخذ بيدي ، وأجلسني من وراء المقام ، وقال لي : اتل كلام الرحمن ، فأخذت في سورة ((الذاريات )) فلما انتهيت إلى قوله ({وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}) .
يقول الله _عز وجل _ : (فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون ) فصاح الأعرابي
وقال : يا سبحان الله من الذي أغضب الجليل حتى حلف ؟
ألم يصدقوه حتى ألجئوه إلى اليمين ؟
قالها ثلاثا ، وخرجت فيها روحه .
خاطرةاقـــتـد بالــسلف الصــالح - اترك بصمتك عسى أن يهتدي بها غيركيا من يعجز على صيام شهر واحد في السنة ألم تسمع عن الذي أدام الصيام 30 سنة –أبو الحسن رحمه الله - و كان يفطر على الخبز والملح- صام 30 سنة من حياته - !!! ؟؟ و صاموا 40 سنة !!عن ابن أبي عدي قال : " صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله ، وكان خرازا يحمل معه غداءه من عندهم ، فيتصدق به في الطريق ، ويرجع عشيا فيفطر معهم " . يقول الحافظ ابن الجوزي معلقا : " يظن أهل السوق أنه قد أكل في البيت ، ويظن أهله أنه قد أكل في السوق " .و الله أبكي، أتحسر عندما أقرأ هذه القصص فأشعر أننا من عالم آخر .. وكيف لا وهم صاموا هذه السنين في صحراء و رمضان و نحن نصوم شهرا واحدا في السنة فمنا من يقضي يومه نائما أو أمام المكيف أو مقابل التلفاز، ونتذمر من طول اليوم و حرارة الجو..هل تذكرنا حرارة جهنم و العياذ بالله؟واسمع جواب معروف الكرخي لما سئل : " كيف تصوم ؟ " ، فغالط السائل وقال : " صوم نبينا صلى الله عليه وسلم كان كذا وكذا ، وصوم داود عليه السلام كذا وكذا " ، فألحّ عليه ، فقال : " أُصبح دهري صائما ، فمن دعاني أكلت ، ولم أقل إني صائم " .لماذا كل هذا التعب والجهد ؟ ولماذا كل هذا السهر و القنوت؟نعم انه السرور الأبدي وجنة الخلد.الم نفكر يوما أننا سننام نومة لن نستيقظ بعدها الا بنفخة الصور ؟؟الم نتساءل مثل هذه الأسئلة؟؟منقول
المفضلات