قصة ...بعنوان " التوبة "


بينما كنت أتجول هناك في شوارع أمريكا ...أنا وصديقي أحمد

ونزف الشكوى لقلوبنا على حالهم الميئوس منه ! قال أحمد لي بدهشة:

_ سالم أنظر إلى هناك ؟
_ أين ... ؟
_ هناك ألا ترى ...أليس ذالك هيثم ؟
_ من هيثم ؟
_ زميلنا في الصف بالثانوية ألا تتذكره ؟
_ آه تذكرت , يال المفاجئة , لكن ... ماذا يفعل عنده هناك ؟
_ يا إلهي ,لا أصدق !
_ أيعقل ؟



ففي حينها قد رأينا زميلنا بالدراسة هيثم بحلة أمريكية فاجرة يتسكع في الحانات , حقاً صدمنا من ذاك المشهد , وفي اليوم التالي سألنا عن عنوانه و ذهبنا لشقته لنرى ماذا جرى له , فطرقنا باب الشقة , طق طق طق , طق طق , فقال بلكنة أعجمية :
Yes .._
One moment
ففتح الباب لنا :

- السلام عليكم يا هيثم أنا سالم وهذا صديقي أحمد أتذكرنا كنا في ذات المدرسة وفي ذات الصف الدراسي ؟
فقال بدهشة :
- من ؟ أيعقل سالم وأحمد ! أأنتما هنا أيضاً! أهلااً أهلاااً ... تفضلا بالدخول .
- فقال أحمد :
- لا شكراً فقط أتينا في الحقيقة ... ولم يكمل من شدة الارتباك
- فأكمل أحمد قائلاً :
- آه صحيح أأنت من كنت تتسكع في الحانة بالأمس ؟ رأيناك تدخل إلى هناك بثياب غريبة !

فقال هيثم بريبة :
- نعم نعم , ولم لا أهناك مانع ؟
- فقال أحمد :ولكن أيعقل .. فذالك لا يجوز؟
- فرد هيثم بتغطرس : كل الأمريكيين يفعلون ما أفعل! ماذا في ذالك ؟
- فقال سالم : ولكنك مسلم أنسيت ذالك أم أنك تخليت عن ما أنعم الله عليك ؟
- فأجاب :أجئتما لتلقيا عليّ محاضرة ... أهتما بشؤونكما الخاصة ... فأغلق الباب في وجهينا وانصرف .وانصرفنا كذالك عنه وعلامات الدهشة تغزو جبهتينا.


ترددنا إليه مراراً وتكراراً لنصحه أنا وأحمد ولكنه يأبى أن يسمع لما نقول ويغلق الباب على وجوهنا كل ما ذهبنا إليه ... مرت السنوات وتخرجنا أنا وأحمد وعدنا إلى الوطن وتزوجنا وحققنا كل أهدافنا وأنجبنا الأطفال , وفي يوم من الأيام قررنا أنا وأحمد الذهاب في عطلة لنثرثر قليلاً ونعيد أيام الدراسة الجميلة... وتوجهنا للعاصمة لنقضي بعض الوقت وسألني أحمد ونحن نمشي :

_سالم أتذكر هيثم .... كنت أتساءل ما حاله الآن ؟
_ نعم أذكره يقال أنه يتعاط المخدرات وهو في أسوء أحواله ولم يتزوج بعد وطرد من الجامعة بأمريكا لأن علاماته كانت تسوء ويرسب كثيراً .
_ سبحان الله , من كان يظن أن ذاك الفتى المشاغب المحبوب في الثانوية أن حاله سيؤول إلى هذا الحال !
_ أحمد دعك من هذا الآن وهيا أريد شراء هاتف جديد لزوجتي فقد تعطل هاتفها بعد أن أسقطه ابني يوسف .
_ أعرف محل يبيع أجود أنواع الهواتف وبعروض مميزة هيا لنذهب ونراه
_ هيا إذاً ...
وبينما نحن في المحل رأينا شاب حالته رثة جداً ويسأل صاحب المحل إن كان يستطيع توظيفه, فهمس أحمد في أذني
_ أنظر ...أليس هذا هيثم ... ؟

فاقتربت ُ منه وألقيت التحية :
_ المعذرة أأنت هيثم ؟
_ مرحباً , أجل... من ؟ سالم ! فتفاجأ من رؤيتنا فنكس برأسه خجلاً فقد تذكرني أنا وأحمد .
فقال أحمد : _ ماذا تفعل هنا ؟
فرد محرجاً حزيناً : أبحث عن وظيفة ولا أجد , وأنا في أشد الندم على كل ما فعلته بنفسي .
_ فقال سالم بعطف : هل تقبل بأن تكون موظفاً عندي في الشركة ؟
_ فقال هيثم والسعادة تخنقه : ماذا؟ أتريدني حقاً أن أعمل عندك ؟
_ فرد سالم : نعم وأنا أصرّ ؟
_ فقال هيثم بأسف: ولكنني كنت أغلق الباب في وجهك أنت وأحمد كلما أتيتما لنصحي في أمريكيا !
فقال أحمد بابتسامة : دعك من الماضي الآن!
فقال هيثم بعد أن فاضت عيناه دمعاً: شكراً شكراً شكراً يا سالم و اللحمد لله على لقائي بك اليوم أنت وأحمد , فجهش بالبكاء وهو يقول :سأقلع من اليوم وصاعداً عن كل الأفعال السيئة وسأكون أول الواصلين للمسجد .






فأبتسم أحمد في حضرت الصمت وقال سالم : اللحمد لله رب العالمين الهادي الرحيم .



النهاية




بقلمي لقلوبكم :laugh:


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..