تربينا على تراث أجدادنا وآبائنا ومن منا من كان يحبذ جلسة بعد المغرب فقط ليستمع لوالده أو جده وهو يحكي له قصص الماضي كثيرون منا من يجتمع مع مجموعة من كبار السن من الحاره في المسجد أو منزل شيخ طاعن أخذ منه الزمن ما أخذ من عمره ولكن ذاكرته مليئة بقصص الماضي وعراقته



من منهم من يجتمع مع الكبار فقط لأنه يحب مجالستهم يستمع لقصصهم مع كثرة تكرارها ولكنها لها لذة في كل مرة تحكى من جديد لأنه كبير وشيخ له في قصص الزمان حكايات يخبرنا عن الماضي من منظوره وبكل رقي وبساطة لو جئنا اليوم لوجدنا أن هناك قلة من أطفالنا من يجلسون مع أجدادهم ليسمعون حكايا الماضي ومعاناة أهلنا ولذة العيش حينها ولكن مع ذلك كانت الحياه بسيطة والناس على قلب واحد











ومن هذا المنطلق كانت حملتنا ضمن مشروع آفاق ثقافية لنحقق من خلالها أهداف جمة فكثيرة هي الحصص التي أتشارك فيها مع طلابنا وطالباتنا قصص الماضي وبعض المسميات التراثية لأجد أن المحصلة صفر فأفجع ألهذه الدرجة أصبح أبنائنا وطلابنا بعيدين كل البعد عن تراثهم وأصالتهم ! من السبب ولماذا يحدث ذلك ؟!






ففي حملة فريدة من نوعها نحاول أن نحقق أهداف جمة من خلالها من بينها :



ــ تعريف صغارنا بموروثاتنا الأصيلة من حرف ومشغولات وصنائع تمت بيد عمانية



ــ تقليل الاعتماد على العمالة الوافدة التي ضيعت ملامح هويتنا باعتمادنا اللا محدود عليها فضيعت هويتنا وأصبحت تصبغ بصبغة عمالة وافدة اعتمدنا عليهم بدعوى المساعدة والحاجة ف نهلوا منها وغاص أبنائنا في جهل عدم المعرفة



ــ الوقوف على حرف بدأ شبابنا يهملونها ويتجهون وجه أخرى بعيدة عن التراث حتى لا نكاد نشعر بذلك معتمدين على التكنولوجيا متناسين تراثهم







كل ذلك من أجل أن نغرس أهمية معرفتنا بتاريخنا وهويتنا وتراثنا فمن ليس له ماضي ليس له حاضر ولا مستقبل وكيف ولا ونحن لنا حضارة عريقة عرفنا منذ مجان ومزون ولنا تراث وتاريخ عريق تذكره كل الحضارات والشعوب










من هذا كانت حملتنا (بركة بلادي ) نجمع شيابنا وبركة بلادنا بشبابنا وبجيل الغد ليتعرفوا على الحرف العمانية والأعمال التي كان يعمل بها اهلنا قديما ونعرفهم على الأدوات والمسميات التراثية لها ويمارسونها تطبيق عملي لها لتغرس في عقول صغارنا ليشبوا عليها ومن شاب على شيء شب عليه






كان يوم الاثنين 7\10\2013م هو بداية الحملة مع أول فعالية وهي (خراف النخل) فكانت مزرعة العطاس الزيدي هي أول وقفة لنا في هذه الحملة فتم أخذ طلاب الصف الرابع وكانوا قد جهزوا اسئلتهم وكان يرافقنا الوالد سالم والوالد عبدالله والأخت راية الزيدية فور وصولنا كان حماس طلابنا مذهلا فكانوا يحملون الأدوات عن الوالدين سالم وعبدالله إلى أن وصلنا للنخلة التي سنطبق عليها أولى حملاتنا







وتم تجهيز البسط لنا وشكل طلابنا حلقة دائرية وبداؤا يتابعون الوالد سالم وهو يتسلق النخلة مستخدما الحبال وتسمى (الصوع ) وكيف يخرف ؟ مستخدما بذلك القفير







ثم طلب منهم الوالد عبدالله أن يتوجهوا بأسئلتهم له وللوالد سالم ليفهموا مع التطبيق أكثر


كان كل طالب قد جهز ورقته وبالترتيب بدأت مشرفة المشروع بإعطاء كل طالب حقه بالسؤال فكان كل طالب يسأل والوالدين سالم وعبدالله يجيبون عليهم بكل إسهاب وتوضيح



كما كانوا يجمعون ما يسقط من النخلة مبدين تعاونهم وإداراكم لاهمية الفعالية







فكان العز الزيدي من الطلاب المتعاونين معنا في الفعالية









قال راشد الزيدي : عمي عبدالله ما النخلة التي نحصل منها على النبات ؟ فأجابه العم عبدالله : الفحل








سألت فهم العلياني : ما أنواع النخل التي نراها باقية حتى أخر موسم الصيف فأجاب الوالد عبدالله : الخصاب والهلالي














سأل العز الزيدي عن الحبل (حبل الطلوع ) مما يصنع ومكوناته فقال له الوالد سالم : من الليف ولكن الان متطور أكثر ويحتوي على الحبل الذي يربط ع الخصر حتى لا يسقط البيدار وأيضا حبل يربط فيه القفير حتى عندما ينتهي البيدار من خرافه ينزله








الجميع كان سعيد بما شاهده وبما سمعه من شرح كان كل شيء منظم ومرتب وجرت كل الفعالية بكل هدوء وما زاد حلاوتها طلابنا وبراعمنا وأسئلتهم التي أشكر فيها والديهم الذين ساعدوهم في إعدادها











لا ننسى كرم الضيافة من ملاك المزرعة في تجهيز كل ما يلزم للفعالية من بسط وصحون وحبال وكذلك القهوة العمانية وتخلل الشرح أيضا تعريف للطلاب





كيفية صب القهوة والتغنيم ؟وكيفية حمل الفنجان والدلة ؟وبأي يد يستخدم لكل منهما !






وأثناء تناولها بدأ الوالدين بالحديث عن فترات ماضية وكيف كانت المعيشة في فدا ؟ وكيف يجلب الماء ؟ والخراف وكيف كانوا يتعاونون في ذلك ؟ وكيف كانوا يستمتعون بالعمل مع بعضهم البعض






ركب الطلاب الحافلة وبداؤا يرددون التلبية بصوت عالي وبنظام حتى وصلنا للمدرسة






ثم التقطنا لهم صورة جماعية والكل أعرب عن فرحته عن هذا اليوم وشكروا مشرفة المشروع وأشاروا إليها أنهم سيكونون معها في الحملة وسيشاركون في الفعاليات وأنهم استفادوا كثيرا من العمل معها ومن فعالية اليوم








كلمات الشكر أن اسعفتني الذاكرة قولها :


ــ الشكر لإدارة المدرسة على تعاونها اللامحدود لنجاح فعاليات المشروع والحملات المقامة من أجله

ــ للمعلمات المتعاونات مع مشرفة المشروع

ــ الأستاذة نوره العطاس الزيدية على تنسيق الرحلة وتنظيمها

ــ ملاك مزرعة العطاس الزيدي لحفاوة الترحيب وكرم الضيافة

ــ الوالد سالم والوالد عبدالله للمعلومات القيمة التي استفدنا منها جميعا وهم سيكونون معنا في فعاليات الحملة منفذين وعنصر فعال فيه

ــ طلابنا وبراعمنا من الصف الرابع على إعداد الأسئلة

ــ أولياء أمور الطلبةعلى إعداد الأسئلة لأبنائهم


ــ الأخت رايه الزيدية على المساندة والمشاركة في هذا العمل

ــ الاستاذة عزيزة العلوية وسعاد المعمرية للتنسيق ومتابعة الفعالية والإعداد لها

ــ
لـ منفذة تصاميم الحملة والفعالية خولة الشحية



سعيدة بكل ما تحقق في الفعالية فتصوير الفيديو قمت بإعادته عدة مرات لاستمتاعي بها وشاركت معلماتي بالحدث والكل أبدا إعجابه بالفعالية وقد أكدن معلماتي أنهم كانوا متحمسين قبل الفعالية ودائما يخبروننا عن هذا الأمر وسعيدين بهذه الرحلة



حملتنا كانت ناجحة بكل المقاييس لأنها كانت من القلب لعلها تصل لقلوب صغارنا وأنا على يقين من ذلك فعالية مليئة بالمرح والضحك على مواقف لن تنسى ستبقى محفورة في ذاكرتي فكيف بطلابنا؟!


















*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..