هوية ... بلا قضية .. أم قضية .. بلا هوية ؟؟!!
ذات مرة ... كنت أنا ... وذلك الرجل الطيب العاقل نتحاور في أمر ما ... وأثناء الحوار وصل بنا الأمر إلى ذكر شخص من المجتمع ... فقلت له ... انه يحمل صفة الكذب ... فغضب ... فقلت له إنه يتسلق على ظهورنا من أجل المنصب ... فأدار بوجهه عني ... فقلت له ما عليك ألا أن تكون محايدً ... أكتم غضبك ... ولا تدافع عنه ... عليك بالنصيحة ... عليك بذكر حسنات الشخص ... وسوف أذكر لك سيئاته ... فقال لا زلت صغيراً ... لقد مررت بتجارب قاسية في حياتي ... ودخلت السجون ... وعذبت ... بسبب ما أنت ومن معك تدعوننا إليه ... فأنتم تثيرون الفتن والقلاقل في المجتمع الواحد ... فقاطعته بسؤال ... ربما أغضبته أكثر من قبل ... من هم المجتمع الواحد في نظرك ؟؟ ... هل تقصد من يحكمهم ذلك الرجل ... وماذا عن الاخرين الذين يعيشون على نفس الأرض ... هنا قال مقوله هزت كياني ... هؤلاء أعداءنا وأنت منهم ... لأنك تدافع عنهم ... فقلت له ... بين لي ماذا قلت لكي ادافع عنهم ... فقال : هل أنت معنا ... أم ... معهم ؟ ... فقلت مع الحق ... فقال ماذا تعني بالحق ... فقلت : عندما تفكر بمصلحة الوطن من شمالها إلى جنوبها سوف يتبين لك بأن هؤلاء الذين يتسلقون على ظهورنا ... والذين يطعنون بأبناء وطنهم ... ويؤججون الفتن ... ويربون اللحي على صدورهم ... كأنهم رجال دين ... وماهم بذلك ... فليس لديهم القوة على قول كلمة حق للدفاع عن دينهم ... ويملكون الأسلحة الفتاكة ... للدفاع عن من ناصروهم في تسلقهم على ظهور البسطاء ... من أجل ... المنصب ... وعندما تعلم بأن لك حق المواطنة بما لها وعليها من حقوق من أجل الوطن ... وبناء الوطن ... سوف تتيقن بأنني أملك الحق ... فقال ... قد وصل عمري الى ثمانون سنة ... ولاتعلم عن معاناتنا في ذلك الزمن ... حتى جاء حكم السلطان (حفظه الله) ... فتغير كل شيء في سرعة البرق ... من معاناة الى نعيم ... فقلت له ... وهل تعلم بأن السلطان (حفظه الله) وضع قانون للبلد بأن الجميع متساوون في الحقوق والواجبات ... فقال نعم والجميع متساوون ... فقلت له ماذا قدمت للوطن ... وماذا قدم لك الوطن ... فقال : عليك أنت أن تجاوب على سؤالك ... فأنا لم أتعلم ... ولا أجيد القراءة والكتابة ... فليس لدينا قبل النهضة أي وسيلة تعليم ... أو بالأحرى ... لم يكن هناك الوقت للتعليم ... فكنا نجول في المحيطات من أجل لقمة العيش ... أما أنتم ... ومع انفجار الحداثة وما بعد الحداثة ... كل شيء وبفضل السلطان (حفظه الله) بين أيديكم ... فماذا أنتم فاعلون ... فقلت له ... التعليم والحداثة من أهم أسباب اعتراضنا على علمائكم الذين يتخفون خلف اللحى من أجل السيطرة على مكتسبات الوطن وخيراتها...ويصدرون الفتاوى من أجل ترشيح أحدهم للمجالس ... وكأن الوطن ... لهم هم فقط ... وباقي الشعب ... عليهم أن يكونوا على مهنة أجدادهم ... ولا يجوز لهم الاقتراب من نهضة الوطن ... فقال : هكذا أرادونا أن نكون ... فقلت : من هم ... ؟؟
والى الان ... جاري البحث عن الإجابة .. !!
قبل أيام ... وأنا وسط مجموعة من أبناء الوطن ... دار نقاش عن ناتج ما وقع ... وما يقع في المستقبل على الوطن ... كل له رأي ... تارة تدار الحوار بهدوء ... وتارة ترتفع معها الصيحات ... هناك من يتحدث عن السياسة الداخلية ... والأخر عن الخارجية ... ومنهم عن التعليم ... وكل يحمل هما ... كنت استمع للحديث ... وأحيانا اشارك باستحياء ... لأن الفكر الأخر لم يستطع إقناعي ... ولم أستطع إقناع الأخر ... والسبب ... أوضح بعضها ... والأخر أحتفظ بها لنفسي ... بعض الأسئلة لم أجد لها حل ... ومن أهمها ... ما علاقة السياسة الداخلية بالقبلية ؟؟ ... وهل القبلية ناتج عن ما تم غرسها في عقولنا من البيئة المحيطة بنا(المدرسة + المنزل) ... حتى أصبحت تعادل كريات الدم في الجسم ... أسئلة محيرة ... لم أجد لها اجابة لإقناع الأخر ... ومع مرور الأيام ... بالبحث عن إجابة لتلك الأسئلة ... تبادر الى خيالي أسئلة أخرى أكثر تعقيدا ... وأكثر سوء ... ومنها : ما بال بعض أبناء الوطن يترنحون في الطرقات أمام أعين الأجهزة الأمنية ... هل عجز الوطن عن معالجتهم ... فتلك الفئة قد توجهوا بسبب الأمراض الوطنية التي قادتهم الى النفسية بتناول حبة (الترمادول) بدون حسيب أو رقيب ... سوف تكون نتائجها وخيمة في المستقبل ... فتلك الفئة هي فرقة من الفرق التي تأسست في الوطن ... ولا زالت في الدرجة الثانية ... ففي الدرجة الأولى فريقين ... فريق يمسك بأعلى المراتب ... وفريق ينافس من أجل البقاء ... فهل نرى فريق رابع من أجل بناء الوطن ؟؟
بفعل فاعل ... لا توجد لدينا قضايا في الوطن ... بفعل فاعل ... يحاولون امساك قلمي عن الكتابة ... بفعل فاعل ... يحاولون الإساءة الى سمعتي بين ابناء مجتمعي ... بفعل فاعل .. وصل بهم الأمر الى مهنتي وعملي التي أكتسب منها قوت يومي ... هل تجدون في كتاباتي ما يضر الوطن ... هل تجدون في قلمي ما يسيء الى مجتمعي ... اسئلة لم أجد لها إجابة واحدة ... ذلك الأحمق الذي يحاول العبث معي ... كفى ما انت عليه ... وقد وصلك رسالتي ... وتعلم بأنك المعني في الأسطر الأخيرة من موضوعي ... وأعلم : بأنك ومن معك لستم بقادرين بما تصبون اليه ... فالوطن يتسع الجميع ... وسوف أعمل من أجل الوطن ... ولن أتنازل عن حق من حقوقي التي كفلها لي الوطن ... فقط من أجل الوطن ومن يعيشون على أرضها ... سيظل قلمي ينزف حبرا .
أتمنى المشاركة الفعالة ... وعدم الإساءة لأشخاص ... وكل له رأي ... من أجل أن نصل الى بعض الاجابات التي توضح لنا الخطوط العريضة للوصل الى حل لتلك الأسئلة ... فقط لكي نرتقي .
خيال الظل .
المفضلات