(أرملة) توفي عنها زوجها بعد عشر سنوات من الزواج وقد خلف لها أربعة أطفال ثلاث بنات وأخوهن، وقد أصيب ابنها بمرض يصيب واحداً من كل خمسة ملايين شخص - وهو مرض في الدم- عندما كان عمر الصبي سبع سنوات وسافرت معه إلى لندن للعلاج فقال لها الطبيب: لو أجرينا العملية له فإن نسبة نجاحها لا تتجاوز 5% .
فرفضت إجراء العملية وفضلت أن تستعين بالله تعالى وبالأدوية فقال لها الطبيب متحديا: إذا كنت تتأملين الشفاء من ربك فلن يكون شفاء وقد أخبرتك بأن العلم أثبت ذلك، ثم تحدث معها بطريقة فيها نوع من الاستهزاء بإيمانها وربها، ورجعت إلى الكويت واستمرت في علاج ابنها بالأدوية ولكن دون فائدة وظلت تسهر عليه وتتناوب مع بناتها في السهر عليه، لأن هذا المرض من طبيعته أن يحدث عند المريض نزيفاً مفاجئاً وهو نائم فيموت فلابد من وجود أحدهم مستيقظاً بقربه طوال وقت نومه حتى يسعفه إذا حصل له نزيف، وظلت الأم مستيقظة بقربه أثناء النوم لأكثر من سنتين ولا تعرف طعم النوم من أجل ولدها، وكلها أمل أن يشفي الله ولدها ويعوضها به بعدما فقدت زوجها الذي توفي في شبابه بسكتة قلبية، وبعد هذا الصبر الطويل تم شفاء ولدها من المرض الذي يعاني منه وفرحت فرحا كبيرا، وقد رأيتها منذ أيام وهي سعيدة جدا بعد عودتها من الحج مع ولدها الذي بلغ من العمر خمسة وعشرين عاما ولم تنس ذلك الطبيب الذي تحدى إيمانها بالله وبأنه هو الشافي.
فذهبت إلى لندن بعد شفاء ولدها وقابلت الطبيب وقالت له افحص ولدي فلما فحصه لم يصدق النتيجة عندما قرأها، فقال لها: كيف حصل ذلك؟ فردت عليه: (هذا فعل ربي وإيماني الذي استهزأت أنت به) وانتهت الحادثة إلى هنا، إلا أن قيمة الإيمان والصبر لم تنتهِ بعد فقد ردد إبراهيم عليه السلام (وإذا مرضت فهو يشفينِ) فالله تبارك وتعالى يبتلي الإنسان بنقص في المال أو الولد أو المرض ثم يختبر إيمانه وصبره ليجازيه الجزاء الحسن.
نعم إنها قصة أرملة لكنها بطلة بإيمانها وصبرها وحسن تربية أبنائها.
بقلم د. جاسم المطوع
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..
المفضلات