كان الحـكـيـمُ هـناك يقـبعُ مُطـرقا |
|
وأَهَــالـهُ صــوتاً تحـــادمَ مُـقْـلِـقا |
فالبدرُ والشـمـسُ المـنيـرةُ قــررا |
|
أنْ ينظــرا مَنْ منهـما قـد حــلَّـقا |
مَــنْ منهــما حـــاز التــقــدمَ أولاً |
|
مَنْ منهما بالنورِ أضحى مُشـرقا |
فالشمـسُ قالتْ : قد أنرتُ حياتَكمْ |
|
لولايَ قـد حـلَّ الظــلامُ وأطـبـقا |
فـتـذمَّــرَ البــدرُ المـنـيـرُ مُعــاتِـباً |
|
لولايَ مـا أمسى الكــلامُ مُنـمَّــقا |
فـتحَــادما جَــدلاً فـمَــنْ مِـنَّا إذاً ؟ |
|
قال الحكيمُ هُناكَ مَنْ هوَ قد رقى |
ذاك الذي أعـطى الجميعَ شــبابَهُ |
|
ما ضنَّ يوما أو تُوصِّـفَ أمْــلـقا |
شهِــدتْ له الحـيتانُ في أعــماقِها |
|
ذاك المـعــلـمُ للـجـهـالـةِ أزهَــقـا |
ذاك المـعـلـمُ مَــنْ أنـارَ عــقـولَنا |
|
فهـو الذي معــنى التقــدمِ حَـقَّــقا |
أعــطى خُـلاصــتَهُ كشـهـدٍ سـائغٍ |
|
ياشــمـعــةٌ في كــل يومٍ تُحـــرقا |
إنَّ المــعــلــمَ نفــحــةٌ عــطــريـةٌ |
|
مَــلأ الوجــودَ وللنـزاهــةِ طـبَّـقا |
يُعــطي عطاءَ النحــلِ دون تمـللٍ |
|
مِنْ أجــل راحــتِنا دواماً مُرهَـقا |
ذاك الذي ســبقَ الضــياءَ كرامـةً |
|
هـيهاتَ هـيهـاتَ المعــلـمُ يُسـبَـقا |
فتخــافتَ البدرُ المنيـرُ وشمــسُـنا |
|
وجــثا إلى قــدمِ المعــلمِ واســتقا |
قالا بصــوتٍ واحــدٍ لســنا كـمَـنْ |
|
أحيا العقـولَ مِنَ الجـهالةِ مُطلـقا |
قـال الحكيـمُ : مُـعـلمٌ بين الـورى |
|
كالروحِ تكسـوها الطهارةُ والنـقا |
صلـوا عـلى أزكـى البريةِ احـمـدٍ |
|
نِعــمَ المعـلمُ حــاز أطـيافَ التُقى |
لولاهُ مـا عُـــرفَ الإلــهُ وكــونَـهُ |
|
لولاهُ قــدْ بـقـيَ الجـمـيـعُ مُـأرَّقـا |
والآلُ والصحبُ الكــرامُ عِصابةً |
|
نهلوا العـلــومَ صـبـابـةً وتعــلُـقـا |
فـهُــنا أبـُثُ تحــيـتي وقـصـيـدتي |
|
لمعـلـمي فإلى الجــنـانِ المُـلـتقى
أبو هبة الهاشمي |
المفضلات