استيقظت صباح اليوم لم أكن راغباً بتناول شيء سوى القهوة المعتادة التي اشربها مع بداية يوم جديد ، وفي تلك اللحظة جاءتني رسالة نصية تعلن عن بدء الدورة التدريبية كرسالة ترويجية ، في الحقيقة اندهشت وبدأت أتساءل نعم أنا مع التدريب الذي يطور من أداء الموظف المبني على مسح الاحتياجات التدريبية بأسلوب علمي وكما يقال عند الكثير من العلماء : بأن العلم لا يكون علماً إلا إذا كانت نتائجه ثابتة مع اختلاف الباحث والزمان والمكان .


ولكن أنا ضد العشوائية في التدريب من خلال الترويج له كسلعة تدريبية !!! فمن حق أي شخص وليس إلزاماً أن يدخل ضمن أي دورة تدريبية
والسؤال الأهم كيف يساعد البرنامج التدريبي المتدرب على التكييف للتغير ؟

إن التغيير واقع ثابت حالياً في كل مؤسسة ولكنه ينبع من احتياجات الفرد نفسه بقي في النهاية أن أخبركم بقصة حدثت لي أثناء سفري إلى صربيا (يوغسلافيا سابقاً) مع طلبة من جامعة الإمارات فقد بدأت المحاضرة التي قدمها المدرب عن " العلاج بالطاقة " وبدأ يتحدث بأن العلاج بالطاقة يستخدم في القضاء على الكثير من الأمراض المزمنة كالسكري والسرطان وغيرها هنا انجعصة جعصة المثقفين وبدأت أتحدث معه عن بحث قامت به " فيردناد لميس " قبل سنة 20 حيث أثبت بالتجربة أن الطاقة نستطيع قياسها من خلال الرسم الكهربائي للعضلات وكذلك الرسم المغناطيسي للصوت ولكن العلاج بالطاقة لا يساعدك على معرفة معاناة المريض الداخلية ! فذهل جميع من حضر في القاعة ثم بدأ المدرب يصغر في أعينهم ! فلا عجب في ذلك ؛ لأنه حضر دورة تدريبية في تركيا أو ماليزيا أو غيرها من الدول التي منحته شهادة مدرب محترف وبدأ يسوق لدوراته التدريبية في مواقع التواصل الاجتماعي فالبيت الجميل لا يكون بالألوان المزخرفة والأصباغ الجميلة وإنما بمتانة وقوة بنيانه !!! والأغرب من ذلك أن بعض أصحاب القرار بمختلف أجناسهم لا يفقهون بهذا العلم ويتشدقون كثيراً بالفلسفة الزائدة فيمنحونه الفرصة بأنه مدرب محترف لم يخلق مثله في البلاد .


أولاً أنا لم أقصد شخص بعينه في هذا المقال ،ولست ضد أي شخص يريد أن يلتحق بالعمل كمدرباً محترفاً لكنني أود أن أهمس في أذن صديقي العزيز " زعيلان " (الذي أصبح مدرباً معتمداً) :التدريب رسالة عظيمة تتطلب الإعداد جيداً والإطلاع في الكتب العربية والأجنبية وفصاحة اللغة واستخدام لغة الجسد وتنويع نبرات الصوت وانتقاء ما يتناسب مع قدرات المتدربين وفق البرنامج الزمني والاعتماد المالي له ، وهي عملية شاقة لا يعرف قيمتها إلا من مارسها ،وغايتها الاستثمار في عقول الأشخاص من خلال تنمية قدراتهم وتطوير مهاراتهم وتغيير اتجاهاتهم سأضرب لكم مثالاً واقعياً على أهمية التدريب قبل سنوات ماضية كان لدي جهاز هاتف فجأة امتلأت الذاكرة بالأسماء والرسائل فظهرت عندي رسالة الذاكرة ممتلئة!!

ماذا فعلت حتى أرى الرسائل الواردة حذفتها حتى تتجدد هكذا يكون التغيير للأشخاص من خلال إعطاء المعلومات وتنمية المهارات وتغيير الاتجاهات .

وأخيراً هناك مقولة "لشارل ديغول " الزعيم الفرنسي (الذي كان يضع على طاولته كتب التاريخ وعلى حيطانه خرائط العالم ):لا تحكم على أي موضوع في ظل غياب التاريخ والجغرافيا ! فالتاريخ سطر لنا أسماء عظيمة في مجال التدريب أمثال " بوب بايك " الذي يعتبر من أكبر المدربين في الولايات المتحدة صاحب كتاب ( الاتصال . الدقائق الأربع الأولى ) وقد جاء تأليف هذا الكتاب بعد 25 سنة من الأبحاث العلمية حيث أنه وجد من خلال دراسته أن الناس يحكمون ،ويبنون انطباعاتهم وأراهم ومشاعرهم تجاه الشخص الآخر في الدقائق الأربع الأولى من لقائه بمعنى أدق الدقيقة الأولى (توليد الانطباع في العقل اللاواعي) ويمضون في الدقائق الثلاث التالية (في تبرير القرار الذي اتخذوه في الثواني الستين الأولى ) وأيضاً " إبراهيم الفقي " (رحمه الله ) صاحب كتاب المفاتيح العشرة للنجاح الذي يرتبها ترتيباً منطقياً حسب أهميتها كالآتي: (الدوافع،الطاقة،المهارة،التخيل،التوقع،الالتزام،الص بر،الانضباط).






*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..