*الأسرة المسلمة أسرة تقوم على التكافل المعنوي والمادي معا.فليس بالتكافل المادي في امور الدنيا يتحقق التكافل الصحيح الذي تشير إليهالآية الكريمة (وتعاونوا على البر والتقوى ) فهذا التعاون هو أسمى أنواع التكافلالباقي والخالد .*وما الفائدة في نهاية الأمر إذا نجحت الأسرة المسلمة في قيادة أبنائها إلىالأموال والمناصب الدنيوية ثم دخلوا جهنم في الآخرة لفسقهم وترفهم وانحرافهم عندين الله .*إنها الخسارة الحقيقية مهما كانت أرباح الدنيا الفانية الزائلة المحدودة .* وفي تاريخنا الإسلامي صفحات حافلة بصور البطولة الصادقة في كل ألوانالتكافل العائلي وصور التضحية والإيثار وكذلك في ميادين الشجاعة فمواقف الرسول صلىالله عليه وسلم في مكة وهو يدعو الى الله صابرا محتسبا واثقا بنصره أروع أمثلةللشجاعة وكذلك مواقفه في المدينة وهو يجابه قوى الشرك والنفاق ولؤم اليهود .*هذه المواقف الكريمة تمثل القدوة الأسمى التي اقتدى بها المسلمون وقد سارخلفاؤه الراشدون رضوان الله عليهم على نهجه لا تصدهم عن الجهاد في سبيل الله عقباتولا تذهب بألبابهم الدنيا بعد ان ملكوا كنوز الأرض ورفعوا راية الإسلام في اكثرالربوع.* ومن صور الشجاعة الرائعة التي رواها تاريخنا صورة التابعي الجليل (صلة بنأشيم العدوي ) وأسرته (وهو من كبار التابعين من اهل البصرة فقد قدم كل اعضاءالأسرة تضحيات كبيرة في سبيل الإسلام .*ففي احدى معارك المسلمين مع الفرس تقدم (صلة العدوى)وصاحب له يمهدانالطريق للمسلمين وينشران الرعب في جيش المشركين ولما علم المشركون بأن كل مااصابهم من خوف ورعب إنما كان على يد اثنين من المسلمين ازداد هلعهم حتى قال بعضهملبعض اذا كان رجلان من المسلمين صنعا بنا هذا فكيف لو قاتلونا كلهم ؟ وانتهى رايهمإلى الاستسلام للمسلمين والنزول على شروطهم وكفى الله المؤمنين القتال بفضل شجاعة(صلة وصاحبه رضى الله عنهما .* وفي معركة أخرى خرج (صلة) وولده مجاهدين في سبيل الله ولما بدات المعركةقال(صلة ) لولده : تقدم فقاتل حتى احتسبك عند الله فسارع الأبن ملبيا رغبة أبيهحتى نال نعمة الشهادة على مرأى من والده الشجاع .* ثم تقدم (صلة) بعد ابنه يقاتل حتى استشهد بدوره ولقى الله مطمئنا راضياوكأنه كان يريد الاطمئنان على استشهاد ابنه وفوزه بالجنة .* ولم تكن زوجة (صلة ) الزاهدة العابدة (معاذة بنت عبدالله العدوية ) أقلبطولة وشجاعة من زوجها وولدها فعندما ذهبت النسوة لتعزيتها فيهما رفضت العزاءوقالت لهم : ان كنتن جئتن لتهنئتي فمرحبا بكن وان كنتن جئتن لتعزيتي فارجعن .* وهكذا كانت السرة كلها (صلة وولده وزوجته ) على هذا المستوى الرفيع منالإخلاص لدين الله والزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة وقد يأخذنا العجب كل العجبمن هذا الأب الذى يريد أن يطمئن على استشهاد ابنه قبل استشهاده مع ان العكس هوالسائد بين الناس الذين يريدون أن يخلفهم أبناؤهم في ثرواتهم وشؤون دنياهم وقديبيعون دينهم من أجل دنيا أبنائهم ناسين الميزان الصحيح للحب فدخول ابنك الجنةوبقاؤه فيها ملايين السنين هو الأهم والأجدى حتى بمقياس المصلحة البحتة وبمقياسالتجارة العملية . *المهم ان نفكر بعقل وعلم لكنهالعقل المؤمن الذى يحسب دون ضغوط الغرائز والأهواء ولكنه العلم الصحيح الذى تمتدرؤيته عبر مساحه الوجود الحقيقية مساحة الدنيا والآخرة .لأن الأخرة هي دار القرار ولأنها خير والقى وهكذا فهم التابعي الجليل (صلةبن أشيم العدوي ) المعادلة الحقيقية وهكذا فهمتها اسرته الصالحة وهكذا يجب ان نفهمنحن التربية الصالحة في البيئة السليمة تنبت ثمارا عظيمة .


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..