[CENTER]يتجدد اللقاء في الجزء الثاني من مسرحتي ( أبشري يا دكتورة )
يهمني نقدكم وأراكم لتجنب الزلل في المرات القادمة
وتطوير الأفضل ..
...
..
في تلك اللحظات الجامسة يطرق أحدهم باب الغرفة ..
معاذ : من الطارق ؟
طارق الباب : أنا يا بني .. ألن تأذن لي بالدخول ؟
الأم : بالطبع ، تفضل
يدخل طارق الباب الغرفة في يديه باقة ورد .. يلتف الأبناء نحوه ليسوا بعلم من هو ؟ يسأل كل منهما من أنت ؟
تجيب الأم سعيدة : أنه أخي المحامي سليمان
سليمان يصافح أخته ويعانقها بدفء ثم يقبل رأسها : يا أختــــاه أشتقت إليكِ بحجم السماء .. كيف حالك الآن ؟ هل صحتك جيدة ؟ أنا هنا بجوارك ولن أفارقك للأبد
الأم : أنا بأفضل حال طالما رأيتك ، فقد سررت بقدومك يا أخي
وأنت كيف حال أولادك و زوجتك ؟
يقاطع مازن الحديث : ولكن أنت أين كنت يا عمي ؟ لم نراك مسبقاً
سليمان : لقد كنت في رحلة سفر شاقة لدراسة الحقوق والقانون في الولايات المتحدة الأمريكية . أقدموا يا أولاد أود الأرتواء من نقاءكم ..
( مشهد صامت ) >> حديث الأبناء مع أمهم و سليمان وتبادل الضحكات بينهم ..
ثم تطلب الأم سليمان منفرداً لحديثه .. فيخرج الجميع من الغرفة ماعدا سليمان ..
تخرج الأم من الخازنة ورقة .
الأم : انتظرت هذه اللحظة لسنوات ، وأسعدني قدومك يا سليمان يبدو انك قد أتيت بالوقت المناسب .
سليمان يصغي لحديثها
الأم : فأنا على فراش الموت مقترب أجلي وأبنائي كما شاهدتهم مازلوا صغار فأخشى عليهم من غدر الزمان أو عداوة الأبناء فتلك هي وصيتي التي كتبتها منذ أعوام
سليمان : أطال الله بعمرك يا أختي وأنا خادمك وابناءك هم أبنائي وراعيتي وأنا راع فيهم و مراعيهم
الأم : شكراً يا أخي ابن أب كريم ، احتفظ بوصيتي هذه إلى ان يراد الله ويقبض روحي
تقدم الأم لسليمان الوصية ويحتفظ بها
سليمان : أعدك وعداً خالصاً بأني سأكون بحسن ظنك وأطبق ما بها بالحرف الواحد فهذا ميثاق بيننا .
يدخل الطبيب ويقطع حوارهما
الطبيب : لابد ان تريح بدنك يا أم مازن فقد أرهقتِ طاقتك اليوم انتبهي لصحتك جيداً .. فمرضك ليس بعادي أنه خبيث يحتاج لمثابرة
الام صاغية لنصائح الطبيب
الطبيب : هل مستعدة لجلسة العلاج الآن ؟
الام تلمح صورة أبناءها أمام جفونها فتسرح في خيالها تفكر في شأنهم بعد مماتها
الطبيب : يا أم مازن .. هل مستعدة ؟
الأم تنهض وكأنها رشت بماء مثلج : نعم مستعدة
تتوكل الام على الله ويبدأ العلاج ..
الام في جهاز لعلاجها كيميائياً وينظر الطبيب من الخارج عبر الشاشة التليفزونية
الأم والدموع تترقرق من مقلتيها تتابعها تنهيدات قاسية أليمة تنتفض وتقول :
يا الله يا مغيث ارحمني ..
يشتد الألم لحظة بلحظة إلى أن تشهق وتدمع عيناها وتتشاهد :
أشهد ان لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله ..
رنين الجهاز المعتاد سماعه عند موت أحدهم فيستقيم الخط شيئاً فشيئاً ، وتغادر مهجة أم مازن
يصرخ الطبيب : لا لا يا الله .. ينادني سليمان مسرعاً
الطبيب لسليمان ( حزين جداً ) : البقاء لله .. أختك لقد توفاها الله رحمت الله عليها
سليمان يقف صامداً تتدفق منه الدموع فلا يدري مذهبه سوى أنه أبتلاء وعليه أن يصبر لفراقها الأبدي
آية : ماذا بك يا عمي ؟ عمي ؟
يتجمع الأبناء حوله خائفين متوهمين
سليمان يحتضن الأبناء جميعهم بين ساعديه مواساة لهم
معاذ : هل أمي بخير ؟
يتنافض سليمان انتفاضة متزلزلة ثم ينهد و يتلعثم لسانه عن الكلام فيفهم الابناء مقصده .
سليمان : أمكم يا أولادي بمكان أفضل، أمكم عند خالقها ، ادعوا لها معي بالثبات عند السؤال ..
يصرخ الأبناء عامة بصوت حاد ومنهم من ينادي أمي ، والآخر لا تهجريني يا أمي أمي لا تتركيني وحدي ، والأصغر يفقد الوعي و الأكبر يفقد العقل
سليمان : انا معكم يا صغاري بمثابة أمكم أبيكم أخيكم رفيقكم .. اطمأنوا يا أبنائي
يخرج الطبيب الأم من الغرفة أمام عينيهم وهي على فراش الموت بدن بلا مهجة جسد بلا روح
تصرخ فاطمة وتقترب من أمها وتعانقها فاطمة : امي أنا أحتاجك امي لا تغادري وتمسك بيديها وتصرخ وتقول سأرحل انا .. أمي خذيني معك .. سامحيني يا أمي
أحبك أحبـــك يا أمي اجيبيني يا أمــاه
مزيج من الآهات والأنين يلون المستشفى بلون باهت أبيض وأسود
فييعود الجميع للمنزل
سليمان : فلتهدؤوا أعزائي أنا أحمل أمانة من والدتكم وعلي إيصالها لكم
يصغي الأبناء لحديث سليمان
سليمان : هذه هي وصية أمكم .. فلتسمعوها ولنعمل بها ..
الأبناء بصوت واحد حزين : تفضل يا عم ..
سليمان يقرأ الوصية : أبنائي الأعزاء ، أنكم كنزي في الحياة ، لا بنيت صرحاً ولا صنعت مستحيلاً ولا أدخرت نقوداً ، لكني قضيت أيام منهكة متعبة في سبيل إيصالكم للقمم وسعادتكم دوماً .
فتركتي إليكم جميعاً حسب شرع الله تعالى ، ولكني أردت لعديد من المرات ان أبوح بسرٍ ..
وحان الأوان لأن أفشي به .. دكتورة فاطمة ليست ابنتي ..
الجميع بصوت واحد : ماذا ؟ كيف ؟
فاطمة تصرخ وترغب في الهروب من الدار
يذهب سليمان خلفها : انتظري يا فاطمة لن اكمل بعد !
فاطمة : لماذا انتظر ؟ أعطيني سبب واحد يجعلني انتظر فلتضع نفسك بمكاني أليس الامر بصعب !
سليمان : يا فاطمة بل تضعِ نفسك أنتِ بمكاني لم اكمل بعد الوصية
فاطمة : اكمل كما أردت لكن أنا لم يعد لي مكان بينكم
سليمان : وصية امك بأن لا أكمل إلا بوجودك ووجود الجميع
فاطمة : دعني ابحث عن امي قبل أن يتوفاها الله لا أعلم إن كانت حية أم ميتة ؟
سليمان : مهلاً يا فاطمة .. وإن لم تكن أختي امك لا تنسِ بانها أضاعت عمرها لأجلك دون إجبار من أحد ، سهرت الليالي لمرضك ، رسمت حلمك في مخيلتها ، أصبحت طبيبة بفضلها ، أعتنت بكِ لسنوات وسنوات ، ألا يستحق أن تردي الجميل ؟
فاطمة تصمت وتحني رأسها للأسفل قائلة : وداعاً
سليمان : انتظري يا فاطمة قليلاً وفكري في الأمر جيداً ..
فاطمة تقف تفكر ثم تقول : قررت لن ارحل
سليمان أحسنتِ .. لنكمل الوصية ؟
الجميع : نعم ، تفضل
سليمان يتابع قراءته : فاطمة انتِ ابنتي التي لم يلدها بطني ، التمست بكِ حنان لم ألتمسه في أبنائي وهمستِ لي بكلمات جددت حياتي ، كنتِ نعم الفتاة بارة بي ، تمنيتك أن تكوني ابنتي وأجبرتني فطنة عقلك ونقاء قلبك على احتضانك ..
فاطمة .. أنتِ ابنة صديقة المفضلة التي أضاعت عمرها وضحت بحياتها لأجلي
اعذريني يا ابنتي إن أخطأت بحقك يوماً أو لم أعدل بينكِ وبين أخوتك ، فاسم كان معتاداً أن يتردد بدعائي يومياً .
لم أستطع مواجتهك بحقيقة ذاتك مسبقاً لانك كنتِ قرة عيني ..
فاطمة تبكي تبكي بكاء المزن بيوم ممطر قائلة : سامحيني يا أمي كنت مخطئة الظن بكِ ، أعذريني عزيزتي تقبلي عذري ..
فأنت تاج فوق رأسي
سجلي ميثاق بيينا ..
أعاهدك ..
لن أهجرك في صلاتي ، دعائي ، عملي ..
وإن كنتِ شوكاً بين يداي
فلأجل شوك الورد أعشق الورد ~
[SIZE=5][COLOR=#0000cd]النهاية
المفضلات