تمر بنا الأيام سريعا ، واكتملت دورة الفلك ، وأشرف على الدنيا هلال شهر رمضان المبارك ، الذي طالما اشتاقت نفوس الصالحين إليه، وغفلت عنه نفوس التائهين..عظات وعبر للصائمين
لكن ...
انخدع بعض من بني آدم في مواسم الطاعات، فجعلوها مواسم عادية ، ولا يدري المسكين أن أيامه تمر سريعا ، وينقضي عمره ، أيام وشهور ثم تليها سنوات ، ثم إلى أين ، إلى حفرة ضيقة ، رهين عمله الصالح لا غير ،.
فيا ليت شعري متى يفيق المسكين من هذه الغفلة.
تذكر أيها المسلم /
أنك الآن في نعمة ، أمد الله بعمرك ، وأعطاك صحة في جسدك ، وقوة في بدنك ، وبلغك شهر رمضان وأنت بأنعم حال، فلماذا تخسر هذه الأيام القليلة التي أقبلت إليك ، فإنها والله أيام فاضلة لن تعوض ، فيها يضاعف الأجر فلماذا لا تضاعف العمل الآن.
كم من أناس عشنا معهم من الأهل والأحباب والخلان ، صاموا معنا ، وقاموا الليل وصلوا العيد .
فبالله أين هم الآن ...
إنهم تحت التراب مجندلين ، يتمنون الرجوع للدنيا ولو لصيام يوم واحد فقط .
لكن هيهات هيهات...
فلماذا الاغترار بالدنيا وبطول الأجل ، ونعلم يقينا بأن الموت يأتي بغتة.
فبادر أخي الكريم من الآن وقبل فوات الأوان ، واستعد لرمضان لزيادة العمل الصالح ، واعزم النية على العمل الصالح المثمر ، ولاغتنام هذه الأيام الفاضلة، فإنها إذا انقضت لن تعود ، وحينها لن ينفعك الندم.
بادر قبل أن يقال فلان مات ، ولماله ترك وعن الدنيا ارتحل بكفن أبيض وشبر من الأرض.
غفر الله لنا ولكم جميعا ، ووفقنا لطاعته ولاغتنام أيام رمضان.
المفضلات