حول انتخابات الشورى
بقلم / أحمد بن صالح الشحي *
(( أنا و أخي على ابن عمي و أنا و ابن عمي على الغريب )) . هذه العبارة لطالما رددها الكثيرون في مجتمعنا. هذه العبارة قد يكون فيها التحيز بالخير و ليس كما يفهمها أبناء مجتمعي على أنها تعصب للرأي يهدم المجتمع. و الغريب والمثير للدهشة أن أغلب أفراد المجتمع متعلمون و خريجو جامعات.
كل أربع سنوات نستمع للسيمفونية التي يجسمها مرشحو مجلس الشورى و ترددها فرقة الكورال ( الناخبون ) مع مدير الفرة ( العضو المرشح ) ، كما يجعلها حاله فوق السحاب يواجهها مجتمعنا ، و هستيريا المرشحين الذي لا يقاومون طرب الغناء.
مجلس الشورى الذي أنشأته حكومتنا عام 1991 و الذي يهدف إلى إبداء الرأي و المناقشة و رفع التوصيات و بحث قضايا المجتمع و معالجتها مع الجهات المختصة لكل من يمثل ولايته الذي ينتخب مرة كل أربع سنوات. خلال هذه الأيام أرى التجمل و التملق من قبل المرشحين من ولايتي و هو شيء غريب ، طوال هذه السنوات و لم نرهم بهذا الإهتمام و الحماس ، لماذا نراكم تركضون خلف المناصب على حساب المواطن الذي ينتخبكم لتمثيله بالمجلس ، و المواطن المسكين يعيش حلم الوعود.
حول انتخابات الشورى - بقلم أحمد بن صالح الشحي - من جريدة عمان - مايو 2015 م
من المرشحين من له المستوى العلمي الذي يرشحهه لحمل رسالة الولاية و مطالبها ، لكننا نواجه عائق التعصب الذي ينهش في جسم المجتمع و نسمع يقول أن فلانا ينحاز لمصالحة الشخصية و يجتهد لعائلته تاركا مواطني الولاية مهمشين ، و آخر يقول هذا اختلف معي في مسألة أو موقف معين فمن المستحيل أن أرشحهه مع أنه يستحق الترشح من ناحية مستوى التعلم و كفاءة عمله. للأسف أقولها و بخيبة أمل هذه الأحاديث في مجتمعي على مستوى عائلات تضم أعداد كبيرة من المجتمع. إلى متى نظل على هذا الحال ، و لماذا ينحاز كل منا لمرشح معين و لا يريد المرشح الآخر أن يفوز بالعضوية ، و بذلك يظل المجتمع راكداً بلا تطور.
لا توجد ثقافة البرنامج الإنتخابي بحيث يعلم المواطن من المرشح الكفء لهذا المنصب و كيفية التعبير عن الرأي عن طريق هذا المرشح.
هذه السيمفونية يجب أن تتوقف و تشكل حملات إعلامية قوية تتكون من خبراء تستهدف المواطنين من خلال المساجد و المجالس البلدية و جمعيات المرأة العمانية و الأندية الرياضية المنتشرة في كل ولاية و ترسخ مفهوم الإنتخاب الصحيح الذي يبني و يطور الأسس التي يقوم عليها المجتمع.
* بقلم / أحمد بن صالح الشحي
23 مايو 2015
تم نشر المقال في جريدة عمان
=======================================
* مقالات يكتبها لشبكة مسندم أبناء و أقلام و مثقفين و وجهاء محافظة مسندم ، تضاف المقالات بشكل متجدد ،
و يمكنكم زيارة بقية المقالات بالـضغط هنـــا .
كما يمكنكم نشر مقالكم الخاص بالتواصل مع ادارة الواجهة العربية للموقع على البريد الالكتروني :
musandam.net@gmail.com
المفضلات