حملةُ إنْشاء متحف مَدْحا التاريخي
في أقصى شَمالِ عُمان و على بَوّابةٍ عرفها التاريخُ مُنذ الأزلِ بأهميتها التي تسابقتْ إليها الحضاراتُ و الشعوب، تقبعُ محافظة مُسَندَمْ التي طالما توجهتْ إليها أنظارُ الأممِ شرقا وغربا وأُعجبت بتضاريسها الفرِيدة و أسرارِها المُختزنة في كل حجر فيها. و مع بُزوغ النهضة المباركة قامت وزارةُ التُراثِ و الثقافة بالكَشفِ في مسوحات عديدة عن كنوز التاريخ التي احتفظت بها محافظة مُسندم، و الاكتشاف الأخير في ولاية دبا يحتوي على كمية كبيرة من الآثارتعودُ إلى العصر الحديدي المبكّر أكد للباحثين بأن هذه المحافظة لها تاريخ مجيد ترويها هذه الاكتشافات الاثرية.
و في مُحافظة مسندم تحديدا ولاية مدحا المدينة الرّابضة على جزء من هذه الكنوز استطاع أحد أبنائها الأوفياء من احتضان تاريخٍ ثمين في متحف بسيط بين جدران منزلٍ قديم. في قلب هذه الولاية حوّل الباحث مُحمد بن سالم المدحاني مَنزله بكل أرجاءه فداء و هدية لوطنه الغالي و جعله متحفا لا تخطيء فيه العين هيبة التاريخ و عراقة التراث المادي في مدحا. وكان يجاهد لكي يلتقط كل قِطعة يراها الآخرون مجرد فخار أو صخرة لكنه يرى فيها الحقيقة التي حُفِظت بداخلها. و استطاع المدحاني جَمع 15 ألف قطعة أثرية لها أهمية عظيمة و نادرة و إذا ما فُقدت فإننا سنفقدُ تاريخ حضارةٍ لا يمكن استعادته. صارعَ كُل المصاعب و التحديات ليحفظ مُقتنياتِ بلاده بعراقتها و أصالتها التي طالما دفعت الدول الملايين و الأرواح لأجلها.
و رغم أن ولاية مدحا جُزء أصيلُ من شبه جزيرة مسندم إلا أنها تقع خارجَ حُدود الجزء الأكبر من مساحةِ السّلطنة بل وخارجَ الجزء الأكبرِ لمحافظة مسندم بعيدة عن الدعم و العون من قلب السلطنة وصارت أشبه بجزيرة وسَط برّ تابع لدولة الإمارات الشقيقة. ورغم تقدير صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد آل سعيد لجهود الباحث محمد المدحاني وتكريمه في عام التراث سنة 1994 و توفير وزارة التراث عدد من الصناديق لتخزين القطع الأثرية و المخطوطات العتيقة و النقوش الحجرية إلا أنه لا يزال محتاجا لِطُرق و وسائل أكثرَ تَطوّرا للمُحافظة على ما استطاع إنقاذه لأن المخاطر تُهدد تلك الآثار و الحال ُيسوء كلما تقدم الزمن.
إدراكا منّا للحالة المريرة التي تمرُّ بها مقتنيات المدحاني المكدّسة في صناديق معدودة، شَرعنا نحنُ مجموعة من الشباب الغيورين على هذا الوطن الغالي في حملة تهدفُ إلى إنقاذ تراث عُماني عرِيق يمتدُّ إلى عصور تاريخية بعيدة منذ نهاية الألف الرابع قبل الميلاد حتى العصر الحديث، وذلك عبر توفير متحفٍ يضُم و يحفظ مُقتنيات المدحاني ويعرِضها للمواطن والسائح بشكل يبُرز أصالة و خصوصية شبه جزيرة مسندم ويروج لها سياحيا كما يعزّز إعتزاز العماني بتاريخه المجيد.
الهدف من الحملة هو لفتُ انتباه صانعي القرار والمُخلصين من أبناء البلد والقادرين على تمويل المشروع كلُّ حسب موقعه إلى إنقاذ كنزٍ تاريخي ملمُوس و حَضارة ناطِقة بالعَراقة.
للتواصل:
محمد البطاشي 99459118
يونس النعماني 99803090
هلال القاسمي 92153005
شاهد "حملة إنقاذ آثار مدحا" على YouTube -
https://www.youtube.com/watch?v=trMi...e_gdata_player
شاهد "ذاكرة النقش على الحجر محمد بن سالم المدحاني" على YouTube -
https://www.youtube.com/watch?v=pX_2...e_gdata_player
شاهد ""محمد المدحاني" يحول منزله لمتحف للآثار والقطع النادرة" على YouTube -
https://www.youtube.com/watch?v=Sg4n...e_gdata_player
المفضلات