
-
عضو ذهبي
نقطة حبر: مسندم .. وأولويات التنمية
نقطة حبر: مسندم .. وأولويات التنمية
فبراير 2020م
مصطفى المعمري
“مسندم” ذلك الجزء الشامخ من تراب هذا الوطن أصبحت مهيأة للقيام بأدوار أكثر حضورا وتكاملا وتفاعلا في المشهد الاقتصادي والاجتماعي مستفيدة من موقعها الإستراتيجي على خطوط الملاحة البحرية العالمية ولما تمثله أيضا من بيئة استثمارية واعدة وجاذبة لمشاريع نوعية وفي مقدمها القطاع السياحي والتجاري واللوجستي والسمكي.
ويأتي اللقاء الذي ترأسه وزير الدولة ومحافظ مسندم مع رئيس وأعضاء فرع غرفة مسندم ليضع النقاط على الحروف وليؤكد على جوانب عديدة ومهمة لمستقبل هذه المحافظة التي يجب العمل عليها بجدية خلال المرحلة القادمة إذا ما أردنا لها أن تبرز كواحدة من أهم المناطق الاقتصادية ليس على مستوى السلطنة وحسب بل على مستوى المنطقة للعديد من الاعتبارات والميزات التنافسية التي تمتلكها والتي ربما أن جزءا من تلك العناصر الجاذبة لم تتح الفرصة لاستثمارها وتحقيق العوائد الاقتصادية المرجوة منها.
لقد كانت مسندم دائما في فكر واهتمام المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ الذي أدرك مكانة محافظة مسندم وأهميتها التاريخية والحضارية فوجَّه جلالته ـ رحمه الله ـ خلال زيارته لمحافظة مسندم في أكتوبر عام 2012م بتشكيل لجنة وزارية لمتابعة تنفيذ العديد من المشاريع الحيوية في المجال الاقتصادي والصحي والتعليمي والإسكاني والسياحي والشبابي والمواصلات والموانىء وغيرها من المشاريع التي بمقدورها إحداث نقلة نوعية بالمحافظة الغنية بالموارد الطبيعية الفريدة، كما جاءت توجيهات جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ بتقديم بعض الإعفاءات من الرسوم والضرائب لأي مستثمرٍ جديد يرغب في إنشاء مشروع سياحي بمحافظة مسندم استثناءً من أية أنظمة معمول بها في هذا الشأن بهدف تنشيط الجانب السياحي في هذه المحافظة.
لقاء محافظ مسندم بأعضاء فرع الغرفة تناول جوانب عديدة من تلكم التوجهات والخطط والبرامج التي تم الإعلان عنها والتي لم تتح فرصة تنفيذ بعضها لاعتبارات عديدة خلال الفترة الماضية ولذلك يأتي اللقاء ليؤكد عليها وليعيد التذكير بها خاصة في ضوء توجه الحكومة لتعزيز برامج التنويع الاقتصادي وتنمية المحافظات عبر استثمار فعلي لعنصر التنوع التي تمتاز به كل محافظة عن غيرها ومن هنا جاء تجديد الدعوة من رجال الأعمال بالمحافظة بتحويل محافظة مسندم لمنطقة اقتصادية خاصة لكي تكون هناك مرونة وتسهيلات تستفيد منها المحافظة مع التأكيد على تخصيص مواقع محددة للأنشطة التجارية والصناعية والسياحية وغيرها حسب الدراسات الملائمة ومراعاة الجوانب الأخرى على ان يتم التركيز فيها على إنشاء منطقة حرة منخفضة التكاليف وإنشاء مركز مالي عالمي إسلامي وشركة للتطوير العمراني لتقوم بإعداد المخطط السياحي العام والاستثمار في مشاريع محددة.
المرحلة القادمة تبشر بالخير لهذه المحافظة والجميع يدرك بأن ذلك التنوع الطبيعي الذي تمتلكه المحافظة سيشكل قيمة مضافة للاقتصاد الوطني مع جاهزية العديد من المشاريع المتعلقة بتطوير الميناء وانشاء الطرق خاصة طريق خصب ـ ليما ـ دبا والعمل على الاهتمام بالجانب السياحي واللوجستي وغيرهما من عناصر القوة التي تمتلكها محافظة مسندم.