الكشف عن أول كتابة مسمارية يتم العثور عليها في السلطنة بولاية دبا بمحافظة مسندم
سلطان البكري مدير دائرة التنقيب والدراسات الأثرية:الموقع الأثري يعد واحدا من أهم الاكتشافات الأثرية الحديثة في السلطنة

صورة لأول كتابة مسمارية يتم العثور عليها في سلطنة عمان - ولاية دبا - محافظة مسندم / تم نشر الصورة نوفمبر 2013
كشفت التنقيبات الأثرية التي تقوم بها وزارة التراث والثقافة حالياً وبالتعاون مع جامعة بولونيا للموسم الثاني في موقع الدير بولاية دبا بمحافظة مسندم عن أول كتابة مسمارية تعود لحضارة بلاد الرافدين يتم العثور عليها في السلطنة، وهو عبارة عن حجر لقلادة شُكلت على هيئة (العين) ونقش عليها كلمة (دي . جو . لا) وهو اسم لإله الشفاء في بلاد الرافدين ويبدو أن هذا الحجر كان يعلق على صدر الانسان ضمن قلادة تُستخدم كطلسم أو حرز للارتقاء من الأمراض حيث ساد خلال نهاية الألفية الثانية قبل الميلاد بأن الإله (جولا) هو الطبيب الأعظم والشافي من الأمراض في الحضارة البابلية التي تعود إلى النصف الثاني من الألفية الثانية قبل الميلاد وتعني كلمة ( دي) وهي علامة تتخذ شكل النجمة، وهي علامة تعريف تسبق الاسم لتمييز أسماء الآلهة عن الأشخاص العاديين.
وصرح سلطان بن سيف البكري مدير دائرة التنقيب والدراسات الأثرية بأن: “هذا الموقع الأثري يعد واحدا من أهم الاكتشافات الأثرية الحديثة في السلطنة وأن المقتنيات الأثرية التي عثر عليها تدل على مدى الثراء والعمق الحضاري لعمان خلال نهاية العصر البرونزي والعصر الحديدي كما أن له دلالة على استمرار التواصل مع حضارات بلاد الرافدين، حيث إن الدراسات الأثرية التي كتبت عن هذا العصر أشارت إلى انقطاع التواصل التجاري والثقافي بين مجان والحضارات المجاورة نتيجة الكساد الاقتصادي الذي ساد خلال هذا العصر في الحضارات المجاورة وإنعكاسه على حضارة مجان، إلا إن هذا الاكتشاف يثبت إستمرار هذا التواصل التجاري والثقافي وإزدهار مراكز حضارية على أرض عُمان نتيجة وقوعها على مفترق الطرق التجارية في الخليج العربي والمحيط الهندي”.
أما البروفيسور موريسيو توزي المستشار في وزارة التراث والثقافة فأشار إلى أن “هذا الاكتشاف الأثري يدل على أنه إضافة إلى الدور الكبير الذي لعبته حضارة مجان في الجانب التجاري مع بلاد الرافدين كان للتواصل الثقافي دوره في هذا العصر حيث يشير حجر العين بأن سكان قبائل أرض مجان كانوا يتقاسمون مع سكان بلاد ما بين النهرين الرموز الدينية والطلاسم”.
صورة نُشرت لما يقال أنها لأول كتابة مسمارية يتم العثور عليها في سلطنة عمان - ولاية دبا - محافظة مسندم / تم نشر الصورة نوفمبر 2013
الكتابة المسمارية
صورة من الخط المسماري
الكتابة المسمارية هي نوع من الكتابة تنقش فوق ألواح الطين والحجر والشمع والمعادن وغيرها. وهذه الكتابة كانت متداولة لدي الشعوب القديمة بجنوب غرب آسيا. أول هذه المخطوطات اللوحية ترجع لسنة 3000 ق.م. وهذه الكتابة تسبق ظهور الأبجدية منذ 1500 سنة. وظلت هذه الكتابة سائدة حتي القرن الأول ميلادي. وهذه الكتابات ظهرت أولا جنوب وادي الرافدبن بالعراق لدي السومريين للتعبير بها عن اللغة السومرية وكانت ملائمة لكتابة اللغة الأكادية والتي كان يتكلمها البابليون والآشوريون.و تم اختراع الكتابة التصويرية في بلاد ما بين النهرين قبل العام 3000 قبل الميلاد حيث كانت تدون بالنقش علي ألواح من الطين أو المعادن أو الشمع وغيرها من المواد. وتطورت الكتابة من استعمال الصور إلى استعمال الأنماط المنحوتة بالمسامير والتي تعرف بالكتابة المسمارية.
وأول كتابة تم التعرف عليها هي الكتابة السومرية والتي لا تمت بصلة إلى أي لغة معاصرة. وبحلول عام 2400 قبل الميلاد تم اعتماد الخط المسماري لكتابة اللغة الأكدية، كما استعمل نفس الخط في كتابة اللغة الآشورية واللغة البابلية، وهي كلها لغات سامية مثل اللغتين العربية والعبرية. وتواصل استعمال الخط المسماري للكتابة في لغات البلاد المجاورة لبلاد ما بين النهرين مثل لغة الحيثيين واللغة الفارسية القديمة، وكانت تستعمل إلى نهاية القرن الأول الميلادي.
انتشار الكتابة المسمارية
ويوجد حوالي 130000 لوح طيني من بلاد الرافدين في المتحف البريطاني. وكانت الكتابة المسمارية لها قواعدها في سنة 3000 ق.م.إبان العصر السومري حيث انتشر استعمالها. فدون السومريون بها السجلات الرسمية وأعمال وتاريخ الملوك والأمراء والشؤون الحياتية العامة كالمعاملات التجارية والأحوال الشخصية والمراسلات والآداب والأساطير والنصوص المسمارية القديمة والشؤون الدينية والعبادات. وأيام حكم الملك حمورابي (1728 – 1686ق.م.) وضع شريعة واحدة تسري أحكامها في جميع أنحاء مملكة بابل.وهذه الشريعة عرفت بقانون حمورابي أو مسلّة حمورابي الذي كان يضم القانون المدني والأحوال الشخصية وقانون العقوبات.وفي عصره دونت العلوم. فانتقلت الحضارة من بلاد الرافدين في العصر البابلي القديم إلى جميع أنحاء المشرق وإلى أطراف العالم القديم.
الألواح الطينية والأشوريون
كان الملك آشوربانيبال (668-626ق.م.) من أكثر ملوك العهد الآشوري ثقافة. فجمع الكتب من أنحاء البلاد وخزنها في دار كتب قومية خاصة شيّدها في عاصمته نينوى بالعراق. وجمع فيها كل الألواح الطيتية التي دونت فوقها العلوم والمعارف والحضارة العراقية القديمة. وكان البابليون والسومريون والآشوريون بالعراق يصنعون من عجينة الصلصال Kaolin (مسحوق الكاولين) ألواحهم الطينية الشهيرة التي كانوا يكتبون عليها بآلة مدببة من البوص بلغتهم السومرية. فيخدشون بها اللوح وهو لين. بعدها تحرق هذه الألواح لتتصلب.
مواضيع متعلقة :
المفضلات