تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إلى كل أم وأب



الخاتون
26-01-2015, 09:51 PM
بعثت إلينا فتاة عربية مسلمة ، رسالة من السويد ، حيث تعيش مع أسرتها هناك ، ومن حسن حظها ، أن أباها رجل متدين ، ملتزم بدينه ، أراد أن يكون التزامه سياجا واقيا لها من شرور ذلك المجتمع ، الذي ترك العنان لأبنائه وبناته ، يفعلون ما يشاءون ، فليس

لآبائهم وأمهاتهم سلطان عليهم ، لذا فقد أصابتهم علل نفسية وأخلاقية ، تعكر صفو حياتهم ، رغم ما يتمتعون به من يسر ورخاء ، وما يتوفر لديهم من كل أسباب الراحة .

هذه الفتاة ، ، لاتشعر أن التزام أبيها ، نعمة من نعم الله عليها ، فبعثت تقول أنه تكره أباها ، لأنه متدين وعصبي ، ويقضي كل وقته في البحث والقراءة ودراسة اللغة .

هذه الفتاة معذورة ، لأن أباها قدَّم لها الإلتزام ، مقرونا بسلوك تراه غلظة وعصبية ، وإهمال لجوانب مهمة هي في حاجة إليها ، فالسلوك الإسلامي ليس مجرد قيود نفرضها على أولادنا ، ولكنه أيضا فيض من الرحمة والشفقة ، يجعل أولادنا يستشعرون حلاوته ، ويدركون أنه سفينة نجاة ، تعصمهم من سيل المدنية الجارف ، الذي يريح الأبدان ، وينهك النفوس والأرواح .


لذا ، فأننا حينما لا نرضى لأولادنا ، بعض الأخلاق السائدة في المجتمع المحيط بنا ، فلابد أن نعوضهم بمجتمع بديل داخل الأسرة ، ويشعرهم بالفرق بين الحرية المقننة التي أباحها لنا ديننا ، وبين الإنفلات الذي يُورث أهله عللا نفسية ، تجعلهم أحيانا يضيقون ذرعا بحياتهم .

الخاتون
09-03-2015, 02:52 PM
نحن نختار لأولادنا أنماط حياتهم ، التي قد تقودهم إلى الخير والاستقامة والنجاح والفلاح ، أو تقودهم إلى السوء أحيانا ، ومع ذلك فنحن نشعر بالانزعاج الشديد ، إذا قادهم الطريق الذي اخترناه لهم ، إلى نتائجه الطبيعية ، لأن البدايات تدل على النهايات .

البعض يختار لأبنائه وبناته نمط الحياة الأوروبية في الثياب والعلاقات والإختلاط والرحلات وغيرها من مظاهر الحياة ، ويسمحون لهم بمشاهدة ما يشاءون من أفلام ومسلسلات وبرامج تلفزيونية ، ولم يوجهوهم يوما إلى طريق الصلاح ، والتمسك بالقيم الدينية ،

ثم يفاجأون بسوء أخلاقهم وانحدارهم إلى طريق الضياع ، فيعجبون ويستنكرون ، ويغضبون ويثورون ، وكأن ذلك أمر لم يكن متوقعا ، وكأنهم أبرياء مما أصاب أولادهم وبناتهم !

كيف نلومهم ونحن الذين ألقينا بهم في بحر لُجي واسع متلاطم الأمواج ، ولم نلق لهم طوق النجاة ؟
حتى أنهم ينطبق عليهم قول الشاعر :

ألقاه في اليم مكتوفا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء
كيف لنا أن نلقي فيه بإنسان مربوط اليدين والقدمين ، ونطالبه بألا يبتل بالماء ؟!

وهذا حال أولادنا الذين نتركهم يندفعون نحو مواقع الخطأ ، ثم نحاسبهم إذا وقعوا فيه ، وإذا كنا لا نراهم حال الوقوع في الخطأ ، فليس أقل من أن نراقب أثر الخطأ على نفوسهم واهتماماتهم ومظهرهم وكلامهم ونومهم وصحوهم وغفلتهم عن العبادة ، وإهمالهم للدراسة ، فكلها علامات تنذر بالخطر .

الخاتون
07-04-2015, 02:47 PM
انتقاد الطفل يمنحه الثقة ويقوي شخصيته

عندما يأتي الطفل ليسألنا عن رأينا في عمل قام به كرسم لوحة مثلا ، فما الذي يجب أن نفعله ؟
هل نكذب عليه " كذبة بيضاء " ، ونقول له إن إنجازه رائع ، حتى لو لم يكن كذلك في الواقع ، أم علينا أن نكون صادقين معه ؟

الحقيقة أن الأطباء النفسانيين والمتخصصين في نمو وتطور الطفل يقولون إنه من الأفضل أن نخبر طفلنا الحقيقة ، ولكن بطريقة لطيفة ، وأن نمدح شيئا ما في العمل الذي قام به كأن نثني على الألوان التي استخدمها ، وأن نقول له في الوقت نفسه إن لوحته يمكن أن تكون أفضل من ذلك .

الصدق والصراحة :

بالطبع ، يريد كل الأهل أن يشعر أطفالهم بالسعادة والرضا عن النفس ، ويعتقدون أن الابتعاد عن الأسلوب الناقد يعتبر طريقة جيدة لتعزيز ثقة الطفل بنفسه ، لكن الصدق والصراحة أفضل بكثير على المدى الطويل لأن إيمان الطفل وإحساسه بحقيقة مشاعر أهله هو الذي يقوي فعليا ثقته بنفسه ، فنقد الأبوين أمر جيد ، إنما دون استخدام أسلوب التوبيخ والإستهزاء لأن ذلك يترك آثارا سلبية كبيرة على نفسية الطفل واحترامه لذاته .

من ناحية أخرى ، يؤكد الأطباء النفسانيون أن المدح الكاذب يصبح دون معنى مع الأيام ، ويضر بالطفل الذي يصبح غير قادر تماما على إدراك قدراته وإمكانياته الحقيقية .

إن ثقة الطفل بنفسه ، وإحساسه بأنه محبوب هو سر سعادته فهو يفرح كثيراً عندما يدرك أن أهله يحبون ويقدرون أي شيء يقوم به ، فالاستجابة لحاجاته الجسدية والنفسية وإحساسه بفخر أهله به كل هذا يقوي من احترامه وإيمانه بنفسه ، ولكن لا يعني ذلك أن نشعر بأنه شخص مثالي ، فالتعامل مع الطفل على أنه لا يخطئ غلط فادح وكبير إذ من الضروري توجيه نقد لطيف له بالتوازي مع مدح صادق لأي عمل أو تصرف يقوم به .

أجواء ودية :

الاعتدال هو سر النجاح في كل الأمور ، لذلك ليس على الأهل أن يمضوا حياتهم وهم يوجهون الانتقادات لطفلهم ، بل يفعلون ذلك في المواقف الحقيقية التي تستدعي توجيه النقد ، فالاستهزاء بالطفل أو مقارنته بأخوته أو أصدقائه بمناسبة وبدون مناسبة يلحق أذى كبيرا بنفسيته ، فتوجيه النقد يجب أن يكون قليلا وفي جو يغمره الحب والدعم المعنوي .

والطريقة المثلى في رأي أطباء النفس هي في انتقاد أفعال وتصرفات الطفل ، وليس شخصيته بحد ذاتها .
يمكن كذلك أن ينتقد الأهل أحيانا بشكل إيجابي ، كأن تقول الأم لطفلها مثلا : البارحة كنت لطيفا جدا مع أخيك الصغير ، لكنك أخذت لعبته هذا الصباح ، وهذا التصرف غير جيد .

بشكل عام ، على الأهل أن يختاروا التعليقات التي تتناسب مع حساسية ومزاج طفلهم ، أي ألا يكونوا شديدين جدا مع الطفل الذي تكون حساسيته عالية مقارنة مع غيره من الأطفال .
من ناحية أخرى ، يعتبر جذب الأطفال إلى الخوض في النقاشات وطرح بعض الأسئلة عليهم طريقة لطيفة وفعالة ومناسبة لتوجيه النقد .

والحقيقة أن معظم الأهالي يفقدون صبرهم في أغلب الأحيان ، لكن العصبية وأسلوب الغضب المتكرر مع الطفل يسبب القلق والتوتر له فيمنعه ذلك من أن يتعلم من الموقف الذي واجهه ، كما أن فقدان السيطرة على النفس والتصرف بعصبية مستمرة يعني أن الأهل يريدون طفلهم أن يفعل شيئا ما لأجلهم وليس لأجله هو .