بعثت إلينا فتاة عربية مسلمة ، رسالة من السويد ، حيث تعيش مع أسرتها هناك ، ومن حسن حظها ، أن أباها رجل متدين ، ملتزم بدينه ، أراد أن يكون التزامه سياجا واقيا لها من شرور ذلك المجتمع ، الذي ترك العنان لأبنائه وبناته ، يفعلون ما يشاءون ، فليس
لآبائهم وأمهاتهم سلطان عليهم ، لذا فقد أصابتهم علل نفسية وأخلاقية ، تعكر صفو حياتهم ، رغم ما يتمتعون به من يسر ورخاء ، وما يتوفر لديهم من كل أسباب الراحة .
هذه الفتاة ، ، لاتشعر أن التزام أبيها ، نعمة من نعم الله عليها ، فبعثت تقول أنه تكره أباها ، لأنه متدين وعصبي ، ويقضي كل وقته في البحث والقراءة ودراسة اللغة .
هذه الفتاة معذورة ، لأن أباها قدَّم لها الإلتزام ، مقرونا بسلوك تراه غلظة وعصبية ، وإهمال لجوانب مهمة هي في حاجة إليها ، فالسلوك الإسلامي ليس مجرد قيود نفرضها على أولادنا ، ولكنه أيضا فيض من الرحمة والشفقة ، يجعل أولادنا يستشعرون حلاوته ، ويدركون أنه سفينة نجاة ، تعصمهم من سيل المدنية الجارف ، الذي يريح الأبدان ، وينهك النفوس والأرواح .
لذا ، فأننا حينما لا نرضى لأولادنا ، بعض الأخلاق السائدة في المجتمع المحيط بنا ، فلابد أن نعوضهم بمجتمع بديل داخل الأسرة ، ويشعرهم بالفرق بين الحرية المقننة التي أباحها لنا ديننا ، وبين الإنفلات الذي يُورث أهله عللا نفسية ، تجعلهم أحيانا يضيقون ذرعا بحياتهم .
المفضلات