جريدة الرؤية تنشر : "الصخور الطائرة" تتربص بمرتادي طريق خصب - بخاء
الإثنين, 20 يناير2014
◄ المواطنون أطلقوا عليه "طريق الموت".. ووزير النقل وعدهم بالحل في "تغريدة"
◄ دراسات استشارية بأكثر من مليون ريال من 2009 لا تزال حبيسة الأدراج
الرؤية - طالب العامري
أدت الأمطار الغزيرة وجريان الأودية التي هطلت على محافظة مسندم بولاياتها، إلى تكرُّر المشهد المفزع على طريق خصب-بخاء، وهو تساقط صخور من الجبل واعتراضها للمارين، وتصل لحد المأساة الأليمة حينما تتساقط الصخور على المركبات أثناء عبورها.. وأمس الأول أدت الصخور المتساقطة على الطريق إلى مقتل شخص بمركبته؛ الأمر الذي أدى إلى أن يعبر عدد من مواطني مسندم في مختلف المنتديات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي (توتير وفيسبوك) عن سخطهم من عدم إعطاء هذا الطريق أهمية ومعالجة الخطورة الناجمة عن تساقط الأمطار، التي وصف بعضهم ليلة سقوط الأمطار على هذا الطريق بـ"ليلة الذعر في طريق بخاء".
وبدوره، قال معالي الدكتور أحمد بن محمد بن سالم الفطيسي وزير النقل والإتصالات -في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": تم وضع الطريق ضمن أولويات مشاريع الوزارة، والمناقصة في طور التحليل، وسيتم استعجال إسنادها". ورغم ما ذكره الوزير المختص، إلا أن عددًا ممن يعنيهم أمر الطريق قاربوا على فقد الثقة في التصاريح الرسمية.
ويقول محمد سليمان الشحي: فقدنا الثقة حول إيجاد حلول جادة نحو تنفيذ إصلاحات حقيقية لشارع خصب-بخاء. ومن المؤسف ألا نجد لهذه المطالب أولويات منذ أكثر من خمس سنوات دون تنفيذها أو الشروع بها؛ بالفعل نطالب الجهات المعنية بطرح جدول زمني لتنفذ تلك الإصلاحات وإعادة النظر بنفق موه الذي بدوره سيكون مساراً آمنا ومسلكا اقتصاديا ينعش الحركة الاقتصادية مع الأسواق المجاورة؛ فحالة وفاة المواطن الآسيوي مساء أمس الأول، وتضرُّر بعض مراكب المواطنين، كفيلة بأن تكون رسالة ذات ترجمة تجيد مكاتب وزارة النقل والاتصالات قراءتها، وتكون درساً نحو أي ضرر يقع مستقبلا مع بطء تنفيذ تلك الإصلاحات العاجلة؛ لأن أرواح البشر أغلى من أي ثمن؛ فإذا زهقت أرواح رب أسرة أو أسرة بكاملها، من سيتحمل بطء تلك الدراسات والاستشارات؟!
وقال عبدالمنعم بن صالح الكمزاري: إن شارع خصب بخاء يُعتبر من أهم الطرق اﻻقتصادية والحيوية في محافظة مسندم؛ لأن معظم المؤسسات الحكومية تقع في خصب ويتوافد الكثير من الموظفين والمراجعين من وﻻيات المحافظة، كما أن هذا الطريق أيضا من أهم الطرق السياحية، ويعبر من خلاله السياح بأعداد كبيرة سواء من اﻻجانب أو الدول الخليجية والعربية الشقيقة طوال العام، خاصة في فصل الشتاء. ومع ذلك، يتعرض هذا الشارع لتساقط الصخور بصفة مستمرة لدرجة أن البعض أطلق عليه "شارع الموت"، وأمس الأول كانت هناك حالة وفاة لشخص آسيوي جراء تساقط الصخور على مركبته، وعلى عدد من سيارات المواطنين، ولوﻻ لطف الله بهم لكانوا في عداد الموتى.
وتساءل: إلى متى نصبر على هذا الوضع؟.. مللنا من الوعود أكثر من 6 سنوات والناس تنادي بتغيير مسار هذا الشارع أو إيجاد الحلول المناسبة للحد من تساقط الصخور وحماية الأرواح. سمعنا أيضًا عن عدة دراسات لعمل نفق ما بين خصب وبخاء وقد فرح المواطنون بهذا الخبر، إﻻ أنه تم تعطيل هذا المشروع ولم تظهر الدراسات التي صرفت عليها الملايين وﻻ نعلم الأسباب.
وعاد ليتساءل مرة أخرى: هل أصبحت أرواح المواطنين وغيرهم رخيصة إلى درجة أنها تقاس بمقياس العجز في الميزانية وعدم توافر المخصصات المالية التي أصبحت اسطوانة ملّ المواطنون سماعها؟.. وقال: كل يوم يتوجه السالكون لهذا الطريق صباحا ومساء متوكلين على ربهم أن يحفظهم من الخطر المحدق بهم من جراء تساقط الصخور، وكلنا أمل أن تقوم حكومتنا الرشيدة بالخطوات العاجلة ﻻيجاد الحلول المناسبة والسليمة.
وتقول إيمان بنت صالح السلطية: كما نعرف أن طريق خصب-بخاء هو شريان حياه لأبناء المحافظه وأي انقطاع فيه يعني انقطاع لشريان الحياة، والمناظر التي رأيناها خلال فترة الأمطار مؤسفة جدا؛ فقد افقدتنا لذة الاستمتاع بالمطر، وكنا نعيش حالة من الترقب والخوف لدى الجميع ولم تكن هذه المرة الأولى. كما أن المطالبة بالحلول ليست وليدة اليوم والليلة بل قديمة، ولا نعرف ماذا ينتظر المسؤولون للبدء في اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال هذا الطريق.. صحيح أن تغريدة وزير النقل والاتصالات طمأنتنا ولكننا بحاجة لحلول عاجلة جدًّا وبحاجة لإطلاع المواطن على مستجدات الوزارة حول هذا المشروع ووضع تواريخ واضحة لإنجاز المشروع.
ويُذكر أن طريق خصب-موه-بخاء قد طرحت عدة مناقصات خاصة بإجراء دراسات استشارية عليه؛ ففي يونيو 2009م أبرمت اتفاقية مع شركة الاستشارات الهندسية الحديثة بالتعاون مع شركة استشارات ستوب-فرع الهند بتكلفة قيمتها (863ر778 ر.ع) مقابل الخدمات الاستشارية والاشراف على مشروع إنشاء طريق خصب-موه-بخاء وتحسين طريق بخاء الساحلي بمحافظة مسندم.
وفي يونيو 2010، طرح المشروع ضمن الأعمال الإضافية لتقديم الخدمات الاستشارية والإشراف على مشروع إنشاء طريق خصب-وادي موه-بخاء، وتحسين طريق بخاء الساحلي بمحافظة مسندم بمبلغ قدره 575145 ريالًا.
وفي أبريل 2012م، تم أيضا طرح "مشروع الأعمال الإضافية لتقديم الخدمات الاستشارية والإشراف على مشروع إنشاء طريق خصب-موه-بخاء، وتحسين طريق بخاء الساحلي بمحافظة مسندم بمبلغ قدره 182199 ريالًا.. والسؤال المطروح: أين ذهبت أموال هذه الدراسات؟ وهل نفذت؟ وما جدواها؟
موقع مسندم
