لزوم ما يلزم |
خذوا الحكمة من الآيزو |
آخر تحديث:الاثنين ,03/10/2011 |
|
للكاتب / عبد اللطيف الزبيدي |
http://www.musandam.net/App_Themes/n.../plainline.jpg |
كيف يمكن تطوير الأداء في العالم العربي؟ لديّ مقترح يحل المشكلة خصوصاً في السياسات . كلمة أداء في هذه الأمة، تلوح لي كأنها استفهام: أداء هذا أم ماذا؟
حيف أن توضع دراسة جدوى لأصغر مشروع، بقالة مثلاً، ويحسب فيها لكل شيء حساب، الأعلى والمتوسط والأدني، أو المتفائل والمعقول والمتشائم: ولا تخضع السياسات التي تقرر مصائر ثلائمئة مليون آدمي، لمقاييس النجاح والفشل، التقدم والتأخر، النصر والهزيمة .
أليس غريباً مريباً أن تشترط في مسمار أو عود ثقاب أو علبة سردين، الاستجابة لمعايير الجودة، ولا تطبق هذه على القرارات التي جعلت بوصلة الأمة لا تعرف غير وجهة المجهول؟ لا استهين بعود الثقاب، فمن دون حاجة إلى مجنون ليلى، يستطيع أن تشعل البيت ناراً، ولكنه أضأل من أن يقارن بالسياسات الخاطئة التي تحرق بلداناً وتفتت أمة .
أهل التجارة والصناعة مفيدون في جوهر موضوعنا . فهم يتحدثون عن أهمية الإدارة والجدوى والجودة، واستولوا على أهم مصطلح في الثقافة: الإبداع وأصبحوا يهذون به في مجال التغليف والتعليب، مفردة بهذه العظمة يسخرونها لأتفه الأغراض، من باب “إذا سرقت فاسرق جملاً، ولا تقنع بما دون البعير” .
من باب الفضول، أردت الاطلاع على تفاصيل معايير الجودة المطبقة عالمياً، ولو أن التطبيق مهزلة أحياناً، بدليل أن السلطات في الشارقة أوقفت سبعة وعشرين ألف طن من المواد المستوردة غير المطابقة للمواصفات المطلوبة .
عندما قرأت تفاصيل “الآيزو” اكتشفت أن أهدافها هي ما نتمناه للسياسات العربية: “خلق عمليات أكثر كفاءة وفاعلية” . هذا في حد ذاته كافٍ إذا طبق في جميع الميادين . ثم “زيادة رضا العملاء والاحتفاظ بهم”، أي كسب رضا الشعب عن طريق العدالة والتنمية واحترام الحريات . ثم “زيادة الأرباح”، أي رفع نسبة النمو الاقتصادي، بدعم التعليم والبحث العلمي، وتشجيع التقانة، وتطوير الكفاءات والخبرات .
البند الأخير “ضربة معلم”: “تقليل الهدر وزيادة الإنتاجية” . تقليل الهدر؟ هذا مزاح مقيت، فأنظمة طبائع الاستبداد جاوزت إهدار المال العام، إلى إهدار الكرامة العامة .
abuzzabaed@gmail.com |