زهرة الجاردينيا

تعتبر زهرة الجاردينيا من الأزهار فائقة الجمال تأسر كل من يراها ببياض زهرتها الناصعة وهي من عائلة الياسمين وتعتبر من النباتات دائمة الخضرة هذه الزهرة تعيش في الأماكن الضليلة وشبه الضليلة ولاتنمو هذه الزهرة في الأماكن التي تتعرض لضوء الشمس المباشر هذه الزهرة تشبه لحد كبير زهرتي التي سأحكي لكم عنها ........



زهرة الجاردينيا الطالبة : رانية بنت مسلم المعمري
طالبة بالصف الثالث الأساسي بمدرسة الرحبة للتعليم الأساسي 1-10
ترعرعت زهرة الجاردينيا خاصتي في منطقة الرحبة على سفوح جبل جميل طفلة تأسرك بحبها للحياة وهمتها العالية



الطالبة رانية تعاني من مرض وراثي نادرجدآ يسمى بجفاف الجلد المصطبغ
مرض وراثي نادر جدآ شديد الحساسية لأشعة الشمس فوق البنفسجية إذا لم يتجنب المريض أشعة الشمس فإن عيني المريض وجلده ستصابان ببقع وجفاف يؤدي لحدوث سرطانات في الجلد والعين
عند تعرض الأشخاص المصابون بهذا المرض
لأشعة الشمس ولو لفترة وجيزة، يظهر على المريض حروقآ شديدة وتبقى هذه الحروق فترة أكبر من المدة المتوقعة ربما تستمر لعدة اسابيع وتظهر هذه الحروق في حال تعرض الطفل للمرة الأولى لاشعة الشمس وهو مؤشر لإصابة الطفل بهذا المرض. المصابون بهذا المرض ليسو عرضة لظهور حروق الشمس اسرع من غيرهم، لكن هذا المرض يكتشف عند بدء حدوث تغير غير عادي تدريجياً على اللجلد مع الوقت. معظم المصابون بهذا المرض يظهر عليهم النمش في سن مبكرة، ومع استمرار التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية يظهر المزيد من التغيرات على الجلد كبقع داكنة غير عادية، ثم بداية جفاف مفرط و خشونة بالجلد، ومن ثم يصاب بسرطان الجلد. وبعد هذه التغيرات الجلدية يبدو المريض كالشخص المسن الذي أمضى سنوات طويلة تحت أشعة الشمس. هذه التغيرات غالباً ما تبدأ في سن الرضاعة، ودائماً قبل سن العشرين أعين المصاب بهذا المرض حساسة بشكل مؤلم لأشعة الشمس، محتقن بالدم مما يسبب سرعة غضب المصاب ومن الممكن حدوث أورام سرطانية وغير سرطانية .



هذا المرض جعل أسرة رانية تبحث لها عن علاج متنقلين بين مستشفيات السلطنة وأخرى خارج السلطنة طلبآ للعلاج ولكن نفس الكلام يتردد على مسامعهم بأن المرض للآن لا يوجد له علاج سوى البعد التام عن أشعة الشمس واستخدام الكريمات والأدهنه الواقية لأشعة الشمس وقطرات للعيون وارتداء نظارات شمسية لحماية العيون ...


مرت السنوات سريعآ ووجدت رانية نفسها على عتبة أبواب المدرسة التي ترددت أسرتها كثيرآ قبل دخولها وفكرت ومع إصرار رانية وشغفها وحبها للمدرسة جلست رانية في مقعد الصف الأول مع الحرص التام على صحته وتجنبها لأشعة الشمس بشراء لبس خاص لها وتوصيلها للمدرسة في فترة الصباح الباكروتعتيم للقاعة الدراسية




ولكن الأمر إزداد سوء وخصوصآ في فترة الصيف قررت الأسرة من باب الخوف والحرص على صحتها أن تتلقى رانية تعليم منزلي بالتنسيق مع المديرية العامة بمحافظة الظاهرة وإدارة مدرسة الرحبة للتعليم الأساسي ومن هنا تكفلت أسرتها بتخصيص مدرس خاص لها تتلقى دروسها يوميآ وتزور المدرسة من فترة لأخرى لتقيمها في المواد الدراسية


قيل يصعب عليك هزيمة شخص لم يهزمه اليأس من داخله وهذا حال زهرتنا المجتهدة لم يمنعها المرض من أن تزرع احلامها في الظل وهي كلها يقين بأن هذه الأحلام ستجد يوم ما طريق للنور كما هو حال بذورها التي زرعتها وجلست تراقبها وهي تشق طريها للسماء ...



تميزت رانية وتألقت بجهودها ودعم أسرتها اللامحدود وبشهادة كل من يلتقي بها طالبة متفوقة متميزة ومن أوائل صفها....هذه الزهرة تجبرك أن تحترم عنفوان الحياة بداخلها تعشق صفاء وبياض عزيمتها ....



رانية زهرة الجاردينيا خاصتنا ستظلين أسطورة تكبر في قلوبنا لن تمنعك أشعة الشمس من تذوق شهد العلم فهو الطريق الوحيد لجعلك تزهرين في عالم متغير ....رانية أنت زهرة تنيرين عالمك بعلمك وإيمانك فاستمري بخطى واثقة بقدرة الله
رانية هناك أراجيح وهناك طفولة وبراءة في الظلال ....



هناك غيوم تغطي بإجنحتها ظفائر الشمس لتمرحي بين جمال طبيعتك الخلابة ...هناك قمرآ ينتظرك بشوق لتحكي له قصص برائتك ....



زهرة الجاردينيا (رانية ) تذكري دائمآ
الزهور الجميلة تحتاج لأماكن ظليلة فهي هناك أجمل ..




كل الشكر والتقدير
لأسرة رانية وجميع أهلها وأخص :
الفاضل : مسلم المعمري (والد رانية )
الفاضلة : صفية المعمري (والدة رانية )( وأقول لك لن تهزم العوائق رانية وهي تمتلك أمآ عظيمة مثلك )
مدرسة الرحبة للتعليم الأساسي( من معلمين ومعلمات وإدارة مدرسة )
مدرس رانية الفاضل: يحيى المحلاوي
جميع دكاترة وأطباء رانية
وجميع من وقف وساند رانية وجميع من سيأخذ بيدها في المستقبل
أقول لكم جميعآ بارك الله جهودكم وجزاكم الله خيرآ

رانية وأسرتها دليل ونموذج يحتذى به لكثير من الأسر التي تظن بأن المرض عائق أمام التعليم وكثير من الأسر التي تستسلم أم صعوبة تعلم لأحد أبنائها وكثير من الأسر التي تظل تراقب من بعد بدور المتفرج وتنتظر من المدرسة أن تقوم بكل شئ للطالب وكلنا نعلم بأن اليد الواحدة لاتصفق....
وأخيرآ بالعزيمة والإصرار نصل لأهدافنا وأحلامنا وإن ظنناها ذات يوم مستحيلة ....
كتب بواسطة المنسقة الإعلامية بالمدرسة
دمتم بحفظ الله ورعايته






*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..