مواقف حدثت معي : دعيت لإلقاء محاضرة للطالبات في إحدى جامعات الخليج، وكانت المحاضرة بعنوان (كلام تحبين سماعه)، وقد ركزت في المحاضرة على الكلمات التي تحب سماعها كل الفتيات، وكان التفاعل كبيراً جداً. ومما لفـت نظــري في الجامعة أني تعرفت على دكتور أجنبي، وهو مستشار في الجامعة، وتحاورت معه فذكر لي قصة إسلامه، وكانت من أعجب القصص التي سمعتها. بدأ حديثه معي بأنه نصراني الديانة، إلا أنه كلما ضاقت به الدنيا رجع إلى القرآن الكريم المترجم في مكتبة منزله ليقرأ منه قليلاً فيشعر بالراحة، واستمر على ذلك فترة إلى أن قرر أن يذهب إلى الراهب في الكنيسة ليعترف أمامه عن بعض ذنونه ومنها (قراءة القرآن).. يقول: فلما اعترفت للراهب استدار خلفه ثم أمسك بكتاب في مكتبة الكنيسة وأخرجه وقال له: وأنا كذلك، كلما ضاقت نفسي قرأت من القرآن. يقول: فصدمتني إجابته واعترافه لي، وكان هذا سبباً في ارتباطي بالإسلام حتى جاءت الفرصة بعقد عمل في إحدى دول الخليج، وكان الفضل الكبير في إسلامي يعود لعميدة الكلية التي أعمل فيها، حيث دعتنا (العميدة) على مأدبة غداء، وأثناء تناول الطعام في المطعم الإيراني ذكرت قصتي للحضور. فسألتني عميدة الكلية: وهل أسلمت؟ قلت: لا، قالت: إذن ردد معي: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وفعلاً ذكرتها وشعرت بارتياح، وكان يوماً لاينسى في حياتي، ثم تيسر لي زيارة مكة المكرمة وأداء مناسك العمرة. كانت قصة مؤثرة وجميلة ذكرها لي هذا الرجل واشترط علي أن لا أذيع اسمه لما له من مكانة في بلده، ولا يرغب في أن يشهر أمره، ثم التقيت بعميدة الكلية وقد ذكرت لي تفاصيل جميلة عن إسلام هذا الرجل. ومن الطريف في شخصيته أنه صاحب دعابة وابتسامة جميلة، وقد وصف نفسه في طريق هدايته بالوصف التالي: قال لي: لقد بدأت حياتي وأنا (كريستيان)، وهي طائفة من طوائف النصارى، ثم بعد قراءتي للقرآن أصبحت (كريسلام). أي أنه يميل إلى كريستيان أكثر من الإسلام، وبعد قناعته بالإسلام قال: فأصبحت (مسليان) أي يميل إلى الإسلام أكثر من كريستيان، ثم أصبح مسلم والحمد الله. نعم إنها قصة طريفة وجميلة، وربما أجمل مافيها مشاعر العميدة وهي سعيدة بأن تنال ثواب إسلام هذا الرجـــــــل.

بقلم : د. جاسم المطوع



*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..