بقلم : نبراااس العربية
منذ حوالي ربع قرن بدأت حكايتنا على هذا الوجود..مثلما بدأت حكايتكم ..ظهرت على الدنيا..وبدأنا نحبو كأي طفل على هذه الأرض،ولكن الاختلاف الوحيد أنك تمثل ذاتك وأنا كذلك..عشت في بيتك..تحفك الأيادي..ترعاك وتهتم لشأنك..يحبك كل من يراك..لم نسأل أنفسنا :لما يحبنا الآخرون بدون سبب؟ فالبراءة كفيلة بأن ندخل قلوب الكل إنها نعمة الخالق ..كبرت وكبرت معك شخصيتك..همومك..طموحاتك..تصرفاتك..كل ما بنفسك تغير ..وكبر..تغيرت نظرة الناس إليك..فمنهم من زاد لك حبا ..ومنهم من زاد لك بغضا ..بمرور الأيام..تصرفاتنا من تتحكم بحب الناس لنا مثلما تتحكم ببعدهم عنا..زادت مع مرور الأيام مواهبك..وظهرت عبقريتك بفضل المولى.
حكايتي أنني ولدت..وأخذت أبحث عن ذاتي !أين وضعت أنا؟ وما هي مهمتي بهذه الحياة! كثيرون لم يلقوا لذاك جوابا..وكثيرون هم من غدت حياتهم كحياة البهائم..أكل وشرب ونوم..وعصيان للخالق..طبيعي أن يستغل الإنسان وقته بما يضره إن لم يلاحق نفسه الشبقة، فيرشدها للصواب،وقليلون منا من يهتم لشأن نفسه! وهل من الإهمال أن تبحث عن سعادة نفسك؟ نعم إهمال بحقها وهضم لحقوق روحك..التي لا يسعدها إلا سجدة بين يدي خالقها،نفسنا سعادتها ليس لها حدود، وليس لها من رادع سوى ضميرنا الحي.
حياتي بدأت بخطوات الدراسة الابتدائية، كنت كأي طالبة بالمدرسة، وما لبثت فكبرت ،وغدوت بالإعدادية، تغيرت مع مرور الزمن معتقداتي، وآرائي، وما كان لمعلمي الأثر الكبير في حياتي الدراسية والعملية، وهل ينكر كل منا فضل معلمه؟ إن أنكرته أنا فسأصف نفسي بناكر للجميل، الذي لا يعلم حقوق الآخرين عليه، وإن علمها تجاهلها وأنكرها، الاعدادية ،مرحلة جدا حرجة، وللأسف نقول بأن الأهالي قد يقصرون مع أبنائهم ، يعتقد الكثيرون بفكره التقليدي البسيط بأن الشاب والشابة قد كبروا، ولم يعدواأطفالا كي نهتم بهم، والعكس صحيح، يحتاج المراهق إلى رعاية كبيرة وصبر أكبر ، واهتمام بالجلوس والحديث معه، أكثر من السنوات السابقة، فالتوجيه والارشاد بالتأكيد سيأتي أكله في هذه المرحلة ،والتي قد ترسم مستقبله ، فيصبح شابا وشابة ناضجة عاقلة ، تعرف كيف ستواجه هذا الطريق ، وهذه السنوات القليلة التي ستحدد مستقبلها ومستقبله.
كبرنا وكبرت معنا طموحاتنا ، مصحوبة بدعوات والدينا وأساتذتنا ومعلمينا ،فالدراسة الجادة مهمة لا غنى للطالب عنها، إن أراد أن يستمر في طريق العلم، فالشهادات بمثابة السلاح التي يستطيع بها المرء أن يصنع أسرة وبيتا.
مرت السنوات سريعا، وحصلنا على البكالوريوس، وجلسنا كغيرنا ،يناضل من أجل أن يعمل ويعيل نفسه وأسرته وأهله، كثيرون هم حاملي الشهادة ولكنهم لم ينظروا إلى الأمر بشيء من الجدية ،بل اكتفوا بالعمل ليس أكثر. ونسوا أن أوطانهم بحاجة ماسة أكثر إلى أياديهم الشابة الكادحة، مثلما بحاجة إلى عقولهم النيرة ،التي لم تتعدى سوى التفكير بالمنزل ومشترياته.
تمنينا من هذا الجيل أن يكبر، ليس بالعمر، بقدر ما يكون عمره بقدر تلك الأعمال التي قدمها لمجتمعه ،وهي كثيره لا تعد، وهم للأسف قليلون من يخدمون مجتمعهم
ومع ذلك، أملنا بهم وبكم كبير، فلم تنتهي الدنيا بعد! والقادم قد يكون أفضل من الماضي، رغم ما حققه الشباب في الفترة السابقة، بمساندة موقع (مسندم نت)، وما سيحقق في المستقبل القريب.
المفضلات