من القصص الواقعية في حياتي
كنت أعمل في دولة الامارات وكنت أحضر الى البيت في أيام الاجازات ( الخميس والجمعة)
كنت مرتاحا في عملي حيث ان جميع المسؤولين بالعمل العسكري مرتاحين لي
وبما انه لم أكن متزوجا مما جعل كل إهتمامي بالعمل فقط
وكانت لدي سيارة من نوع سادريك طراز 1998
المهم
في يوم من الايام وحين ذهابي الى العمل ليلا
متوجها من سلطنة عمان الى دولة الامارات عن طريق البر
كنت اعمل في ابوظبي ( الحرس الاميري)
وعلى مشارف حدود عمان والامارات بوادي الجزئ
إذ بسيارة من نوع مرسيدس اللون الاسود بالرقم الملكي الاماراتي
يمر متخطيا سيارتي بسرعة رهيبة
وبما ان سرعتي انذاك 130 كم/ساعة
مرت علي المرسيدس وكأنني لا اتحرك
عموما .. وبعد مسافة ثلاث كيلو مترات من لحظة تجاوز المرسيدس
وإذا بي اشاهد غبارا متصاعدا من جانب الطريق
حيث كان هناك منحنى حاد ربما ان شخصا ما لم ينتبه على هذا المنحنى
وتدهورت سيارته الى هناك ..
ولمحت المرسيدس بالرقم الملكي الذي مر علي منذ دقائق فقط
اوقفت سيارتي
مهرولا الى المرسيدس الذي لا استطيع رؤية من بداخلة
حيث انه كان التعتيم عن آخره
حاولت أن أفتح باب السائق ولكن دون جدوى
لان عند تدهور السيارة اصطدمت ببعض الحجارة الكبيرة على جانب الطريق
ولا ننسى ان المنطقة جبلية
وآخر مأوى السياره ان اصطدمت بجبل في محاذات الطريق
اتجهت الى باب الراكب الاخر
وبعد محاولات من فتح الباب
قمت بكسر الزجاج الخلفي للسيارة ودخلت الى داخل السيارة
لأنه اخافني تصاعد الدخان من السياره وإذا بي أجد سيدتان في السياره
فتحت اقفال السيارة
وتوجهت الى الباب الامامي للراكب
وانتزعت السيدة الاولى واسرعت بها الى سيارتي
لان الدخان قد كتم على انفاسهما
فتحت مكيف سيارتي حين وصولي
ومن حسن حظي انه لما حاولت ان اثبت السيدة الاولى بموقع جلوسها بسيارتي
اذا بها تفتح عينيها .. وتصرخ من الفزع هي تنادي ..
ارجوك (طويلة العمر ) بالداخل ارجوك حاول ان تخرجها
هرعت مرة أخرى الى السياره
وحاولت ان انتزعها حيث انها كانت مغمى عليه
واثار كدمات على رأسها ورجلها
وكان الله في عوني لحظتها
انتشلتها من السياره مسرعا بها الى سيارتي
ووضعتها في الكرسي الخلفي
حاولت من التخفيف عن كل ما جرى من السيدة الاولى
ولكن كانت تبكي وتصرخ وهمها هو ان تفتح ( طويلة العمر ) عينيها ليطمئن قلبها ..
اخذت الهاتف من سيارتي لأتصل بالاسعاف والطواري بالدفاع المدني
الا انه بذلك المكان لم يكن هناك اي ارسال فألتجأت الى قمة جبل هناك ..
وحينما وجدت الارسال وتمت محادثة الدفاع المدني حول الموضوع والحادث والمكان
اشاهد سيارتي وهي تتحرك وأنا على قمت الجبل
ركضت الى السيارة لكن دون جدوى
انطلقت سيارتي الى ما لا أعرف الى اين
كنت افكر ماذا أفعل .. وما الذي يحدث ..
كل مستنداتي بالسياره
واوراقي الثبوتيه ومبالغ نقدية
وكذلك ملابسي والملابس العسكريه
لم يكن لدي لحظتها سوى الهاتف
حضرت الشرطة الى موقع الحادث وحضرت الاسعاف
اخبروني عن من تواجد في هذا الموقع
وكيف حصل الحادث ؟؟واين هم من كانوا بالمرسيدس؟؟
اخبرتهم بالذي حصل
اخذوني معهم الى مركز الحدود ( وادي الجزئ)
تم احتجازي بالمركز لإتمام التحقيق بالحادث
الذي ليس لدي صلة به الا انني قمت بإنقاذ المتواجدين فيه
وبما انه توجد على اثار الدماء مما جعل التحقيق فيه نوع من الصعوبة
كانت الاسئلة تدور حول..
كم كانت السرعة ؟؟
في اي وقت حصل الحادث؟؟
الى اين كانت السيارة متجهه؟؟
كم عدد ركابها ؟
هل كنت من تقود السياره ؟؟
كانت اسألة لم اجد لها جوابا
حملوني الى المستشفى القريب من المركز
لعمل الفحوصات الطبية علي
وانا ابلغهم انه لم يكن انا من وقع له الحادث
ولكن من يصدق تلك القصة التي ارويها وما حصل لي
بعدها اعادوني الى مركز الشرطة
اضطررت الى الخلود للنوم لأن ما مر بي لم يكن بالامر السهل
وعندما بزغ الصباح في حوالي الساعة الخامسة صباحا
ينادي آمر الشرطة بإسم ( اللي مسوي حادث البارحة )
ذلك لعدم وجود اي هوية معي
ذهبت معه ادخلوني الى غرفه بها كرسي وطاوله واخبروني بأن أنتظر
انتظرت طويلا
وبعدها دخل على شخص ذو هيبة عسكريه برتبة عقيد بشرطة الامارات حيث انني من جهة عسكرية عرفت لبسته
وقفت له وقفة عسكرية .. واديت له السلام العسكري .. وعرف اني اعمل لدى جهة عسكرية
سمح لي بالجلوس وجلس معي
وقال لي سوف تذهب معنا الى شرطة الامارات
بصراحة خفت بشده من الموضوع
وأقول في نفسي .. لما أوقعت نفسي بهذه المشكله ؟؟
امن باب الحكمة ان اترك من يحتاج المساعدة في تلك اللحظه ؟؟
أم اتركه يلقى مصيره وفي يدي ان اساعده؟؟
ابلغت العقيد بالقصة الا انه لم يعرني اي اهتمام لما أقوله
وقال لي سأرجع لك بعد قليل
وبعد ساعتين حضر الى جنديان من شرطة الامارات
امسكاني من ذراعي وساقا بي الى سياره خاصة بشرطة الامارات
وانطلقوا الى الامارات
وصلنا الى ابوظبي
مركز شرطة ابوظبي تحديدا
ادخلوني وانا لا اعرف لما كل هذا
استقبلني العقيد الذي حضر الي عندما كنت محتجزا في شرطة عمان
للقصة بقية ...
المفضلات