مباني المقاصف المدرسية
الثلاثاء, 06 مايو/آيار 2014 11:41
عيسى بن علي الرواحي
إكمالا للحديث السابق عن أهمية توفير وجبة غذائية بمواصفات صحية لطلاب المدارس فإننا سنتحدث اليوم عن أهم شرط لذلك والذي هو أكبر عائق يواجه المدارس ألا وهو إعداد الوجبات الغذائية داخل المقصف المدرسي فقد ذكرت في المقال السابق ضرورة أن يكون هذا شرط لابد منه وهو ما أكدت عليه نائبة مدير البرامج التعليمية بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة الداخلية في رسالتها الموجهة إلى مدارس المحافظة بشأن تجربة تأجير مباني الجمعيات التعاونية للعام الدراسي 2013-2014م وإرسال مجموعة من الملاحظات التي تم تدوينها لهذه التجربة والتي يجب تلافيها، مؤكدة اقتراحها في ختام الرسالة بعدم تأجير الجمعيات المدرسية للعام الدراسي 2014-2015م، ما لم تتم تهيئة المباني ﻹعداد الوجبات داخل الجمعية، ولعلنا وكما أشرنا سابقاً ندرك الهدف من ضرورة تحقق هذا الشرط فالمتابعة والرقابة وضمان الجودة وتحقيق الشروط والالتزام بالتعليمات المتعلقة بالوجبات الغذائية والتي تحدثت عنها تفصيلا في المقال السابق من الصعوبة بمكان أن تتحقق في حال تم إعداد الوجبات الغذائية خارج مبنى المقصف المدرسي. وحتى يتحقق هذا الشرط فإنّه لابد من تهيئة المقصف المدرسي بطريقة مناسبة يتحول من خلالها إلى مقهى به جميع الاشتراطات المطلوبة من غرفة اﻹعداد وتهيئة المكان جيداً وتوفير اشتراطات الصحة والنظافة والسلامة، وهذا ما قد يتعذر تحقيقه في كثير من مباني المقاصف المدرسية خاصة تلك القديمة منها، وهذا يستدعي بذل جهود ذاتية من إدارة المدرسة أو تمويل من المديرية التعليمية لتهيئة المقصف المدرسي وإضافة بعض المرافق عليه؛ ليصبح جاهزًا لعملية اﻹعداد الداخلي وهو أمر لا يبدو صعباً ولا متعذرًا وإنما يحتاج إلى تكثيف الجهود وتقسيم اï»·عمال بهذا الشأن، لكن ما يهم اﻹشارة إليه في هذا الصدد وهو أمر مؤسف حقًا، إن إنشاء مباني المقاصف المدرسية أو ما يسمى بالجمعيات التعاونية المدرسية بالمواصفات الجديدة التي تمت مؤخرا في كثير من المدارس قديمة المبنى أنها تفتقر إلى كثير من الاشتراطات اللازمة ﻹعداد الوجبات الغذائية بداخلها فرغم التكلفة الباهضة لمبنى المقصف المدرسي الجديد التي بلغت خمسة وعشرين ألف ريال فإننا لا نجد مكانًا مخصصًا ﻹعداد الوجبات الغذائية يحتوي مساحة مهيأة ﻵلات الطبخ والطهي، وألواح الجرانيت المثبتة على الجدران مسبقًا والتي يتم تقطيع اللحوم والخضروات عليها، ولا يوجد بها غرفة مجاورة لأسطوانات الغاز كما لا توجد بها مرواح التهوية لسحب اï»·بخرة، ولا الدواليب المخصصة لحفظ اï»·طعمة واï»·واني وهي اشتراطات مهمة يجب أن تتوفر في مبنى المقصف المدرسي؛ ﻹعداد الوجبات الغذائية، وكان ينبغي قبل تصميم المباني الجديدة للمقاصف المدرسية أن يؤخذ باقتراحات وتوصيات قسم التوعية والرعاية الطلابية التابع لدائرة البرامج التعليمية أو دائرة اï»·نشطة والرعاية التابع للمديرية العامة للبرامج التعليمية كونهم الجهة اï»·كثر دراية ومعرفة باحتياجات المقاصف المدرسية، لكنه وللأسف الشديد لم يتم ذلك، وحسب إفادة أحد المشرفين بقسم التوعية والرعاية الطلابية بدائرة البرامج التعليمية بالمديرية التعليمية بمحافظة الداخلية فإنهم قد وضعوا مقترحا لمبنى المقصف المدرسي الجديد به كافة الاشتراطات والمواصفات ï»·جل عملية اﻹعداد المناسبة، وذلك بالتعاون مع المهندسين المختصين في وزارة البلديات اﻹقليمية وقسم الصحة المدرسية التابع لوزارة الصحة وقدموا هذا المقترح إلى أصحاب الشأن في الوزارة ï»·جل تنفيذه، ولكنّه لم يجد أيّ اعتبار؛ فأصبح المبنى الجديد بحاجة إلى تهيئة مرة أخرى حاله حال المباني السابقة إذ لا يفرق عنها إلا بالمساحة فقط.
ولعلنا قد نتفق اضطرارًا في حال تعذر تهيئة المقصف المدرسي بالشكل المطلوب مع الطرح الذي يرى إمكانية السماح للمستثمر في هذه الحالة بإعداد الوجبات الغذائية خارج المقصف المدرسي في حال كان موقع المقهى قريباً من موقع المدرسة، ويمكن أن تتحقق فيه المتابعة اليومية المستمرة بالبنود المتعلقة بالمبنى ومرافقه واï»·صناف الغذائية ومحتوياتها والعاملين واشتراطاتهم والتي تمت اﻹشارة إليها تفصيلاً في المقال السابق، مع أهمية ألا يتعاقد ذلك المستثمر مع أكثر من مدرسة، وضرورة أن يكون لبلدية الولاية دور مكثف في الرقابة والمتابعة.
إنّ الملاحظات والشواهد التي دونها اختصاصيو التغذية أثناء زياراتهم للمدارس تثبت ضرورة أن يتم إعداد الوجبات الغذائية داخل المقصف المدرسي، كما إنّها تؤكد ضرورة المتابعة الدائمة أثناء عملية اﻹعداد التي تتم داخل المقصف المدرسي فكثير من الملاحظات المدونة على الوجبات الغذائية ليس كونها معدة خارج أسوار المدرسة فحسب وإنّما لانعدام المتابعة لعملية اﻹعداد من قبل المختصين بالمدرسة كبيع المحظور بيعه أمثال المشروبات الغازية واستخدام الزيوت المخالفة للاشتراطات الصحية وعدم تقيد العمال باشتراطات النظافة الخاصة بهم وبنظافة المكان وغيرها مما يؤكد ضرورة تفعيل لجنة المراقبة الداخلية بالمدرسة كي تقوم بمتابعة يومية مستمرة إضافة إلى المتابعة الدورية من قبل المختصين بالمديرية التعليمية، والله المستعان.
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..
المفضلات