هو طفل لا يتجاوز السابعة من عمره .. كغيره من الأطفال يحب اللعب والضحك ومشاهدة برامج الأطفال التي كانت السبب الرئيسي في إخماد شمعة حياته.. فقد دفعه فضوله إلى تقليد إحدى الشخصيات الإلكترونية المحببة لديه.. حيث ألقى بنفسه من الطابق الرابع معتقداً أنه سيطير مثل ( سوبر مان)..

بعد قراءتي لهذه القصة تساءلت عن التأثير السلبي الكبير الذي يمكن أن يتعرض له أطفالنا جرّاء افراطهم في استخدام التكنولوجيا في ظل غياب التوجيه من قبل أولياء الأمور.

لقد أصبح الأطفال مؤخراً يُنافسون الكبار في اقتناء وشراء الأجهزة التكنولوجية الحديثة والتي باتت تشكل بالنسبة لهم ولعاً وشيئاً أساسياً لا يمكنهم الاستغناء عنه.




ففي التجمعات العائلية على سبيل المثال ، نرى أطفالاً يحملون في أيديهم الأجهزة المزوّدة بأحدث الألعاب الإلكترونية، كالآيبود والآيباد والبلاك بري والآيفون ،وكأنهم يعيشون في عالم آخرخاص بهم. لقد سيطرت الألعاب على عقولهم متفوقين على الكبار في حرفية استخدام التكنولوجيا والألعاب، فنرى الطفل هو من يعطي دروساً لوالده في كيفية استخدام أحد الأجهزة الإلكترونية.

لا أنكر هنا الايجابيات المتعددة للتكنولوجيا إذا ما استخدمت في الاتجاه الصحيح فإنها تُنمّي عقل الأطفال وتزودهم بكم هائل من المعرفة بطرق مسليه ولكن في نفس الوقت يجب أن لا نغفل الآثار السلبية التي تكمن وراء الإفراط في استخدام التكنولوجيا حيث أن هناك دراسات عدة توضح عواقب الإفراط في استخدام الأطفال لبعض وسائل التكنولوجيا وسأتطرق لكل وسيلة بشيء من الإيجاز.
1-التلفاز

وهو الوسيلة التكنولوجية الأكبر والأكثر تأثيراً واستخداماً ، وإدمانه يؤدي الى السمنة والعزله، وللأسف نجد أن بعض أفلام الكارتون الحديثه تغيرت قوالبها ونوعيتها فقد ابتعدت عن القيم والمبادئ بل إن بعضها أصبحت تغزوه بعض القيم الغربية، ومن ناحية أخرى أصبحت الرسوم المتحركةتصب في محور واحد وهو العنف .

2- الألعاب الإلكترونية

تأثيرها كبير وينعكس على تصرفاتهم وسلوكياتهم وحتى طريقة لعبهم.

3- الكمبيوتر

وقد قرأت مؤخراً دراسة بريطانية تحذرمن بقاء الأطفال لمدة طويلة أمام الكمبيوتر فقد تؤدي في النهاية الى إعاقتهم بشكل دائم وإصابتهم بمتاعب صحية خاصة آلام المفاصل والعظام والفقرات.




4- برامج الأطفال التلفزيونية العنيفه

وهي البرامج التي تعتمد على الصراعبين الخير والشر والمغامرات وبعض الحركات العنيفة الخطرة التي تدفع بعض الأطفال الى تقليد شخصياتها خاصة عند تعلقهم الشديد بشخصية معينه حيث تزرع في نفوسهم الإثارة والعنف ،على سبيل المثال سوبر مان وباتمان وسبايدرمان وغيرها الكثير.

5-الجوال (البلاك بيري والآيفون )
إن جهاز البلاك بيري بعيد كل البعد عن الرقابة فمجرد اقتناء الطفل له سيستطيع مشاهدة وقراءة كل ما يخطر بباله وكل مايصله. ولا يقف الموضوع عند هذا الحد بل يتبعه ضياع الوقت في محادثات لا طائل منهاحيث يمكن استغلال هذا الوقت الضائع في الاطلاع والمذاكرة.
وهناك بعض الحلول للتقليل من تعلق الأطفال بالتكنولوجيا فالبنسبة للتلفاز يجب أن تزود غرفة التلفاز بمجلات وألعاب لتجذب الأطفال وتجنب وضع جهاز التلفزيون في غرفة نومهم وعدم ترك جهاز التحكم في أيديهم.
وبالنسبة للبرامج التلفزيونية العنيفة فهنا يأتي دور الوالدين في انتقاء البرامج المفيدة والتعليمية التي توسع مدارك أطفالهم وتكسبهم ثقافه مبنية على مكارم الأخلاق الحميدة والقيم الإسلامية الراقية فضلاً عن تنبيه الأطفال أن هذه الشخصيات الإلكترونية ليست إلا مجرد رسوم غيرحقيقية ينبغي عليهم عدم تقليدها حتى لا يضروا أنفسهم.
كانت هذه هي بعض الحلول من وجهة نظري وأترك لكم المجال لتقديم حلول أخرى لباقي الوسائل التكنولوجية وأنتظر تعليقات كمحول علاقة التكنولوجيا بأبنائنا، وما الذي تقدمه وتأخذه منهم؟ وهل من الممكن أن تؤدي الى الإضرار بهم إذا ما زاد تعلق فلذات أكبادنا بها وأفرطوا في استخدامها؟
وفي النهاية أقول ليت زمن الألعاب الشعبية المسلية يعود ففيها متعه لا تُعادلها متعه يكفي أنها تشجع الاطفال على الحركة والاختلاط بأقرانهم لتشكل منهم شخصيات اجتماعية، نعم نشتاق أحياناً الى مشاهدة أطفالنا وهم يلعبون لعبة (الخشيشه) و (طاق طاق طاقيه) وغيرها من الألعاب فقد اشتقنا الى إزعاجهم بدلاً من أصوات ألعابهم الإلكترونية المزعجة

ط§ظ„طµظˆط± ط§ظ„ظ…ط±ظپظ‚ط©



*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..