( أنت في الدنيا قضية ما يتحملها ملف ) خطاب موجه , لكنه ضمن أبيات شعرية لأحد الشعراء المعروفين , والمعروف عادة لا يعرف , وقفت أتأمل ذلك الخطاب الموجه وخلصت أنه يعنيها أكثرمما يعنيني لأن الشاعر يتغنى بها ويخاطبها في خطاب صريح وواضح فهي جوهرة من الجواهر التي صاغها الخالق بإتقان وهي أغلى اسم في قلبي وقلب الشاعر خماسي الحروف وهي بحد ذاتها قضية مايتحملها ملف , ومهما تحدثت عنها أو تحدث عنها الشاعر لا يمكن إجمال صفاتها وقدراتها , فهي التي فقد في سبيلها "بيتهوفن " سمعه و" طه حسين " بصره وفقدت كل طموحي بالقرب منها لتصبح حياتي حياتها وأملي أملها وشوقي شوقها وقضيتي قضيتها قضية لايتحملها ملف , لكن هل يمكن أن يكون خطاب الشاعر هنا أيضا للتربية كما هو موجه للأفراد ؟ هل يمكن أن تكون التربية من القضايا التي لايتحملها الملف مهما كانت سعة الملف ومساحته ؟ هل يمكن أن تصبح التربية بوجود بعض الأفراد قضية لا يتحملها الملف ؟ لكن أي أفراد ؟ الشاعر هنا لم يتحدث عنهم وأنا كذلك , لكن هل هم ضمن الملف ؟ هل قضيتهم ضمن الملف ؟ هل المشاكل المتعلقة بنقل المعلمين وندبهم ضمن الملف ؟ هل الأجر اليومي ومشاكله ضمن الملف ؟ هل اللخبطة الحاصلة الآن في النقل الخارجي بدون بديل ضمن الملف ؟ هل المحسوبية ضمن الملف ؟ هل الإقصاء والإستبعاد ضمن الملف ؟ كل ذلك مجرد تساؤلا ت ربما أراد الشاعر أن يطرحها ولكنه رحل قبل أن يتذكرها فهي الآن مجرد تذكير لمن يملك القرار , ولكنه في نظري الشخصي لن يرتاح الشاعرالذي رحل إلا بوجود أحدالأفراد المبدعين في نظر البعض هنا بجنبه ليحاوره في مشوار مشترك هناك ليتم التعارف عليه عن قرب , مشواريمكن من خلاله قياس طريقة التفكير والتأكد من مدى سلامة الحواس , لكن من الواضح أن المشكلة التي يعاني منها الفرد هنا أكبر بكثير من المشكلة التي يعاني منها الشاعرهناك , والضعف الذي يعاني منه الفرد هنا أكبر بكثير من الضعف الذي يعاني منه الشاعرهناك , وا ليأس الذي يعيشه ذلك الفرد هنا أكبر بكثير من يأس الشاعرهناك , والوحدة التي يعاني منها ذلك الفرد هنا أكبر بكثير من وحدة الشاعرهناك , والإحساس بالقلق الذي يعاني منه ذلك الفرد هنا أكبر بكثير من قلق الشاعرهناك , هو لايريد أن يعترف , ولكن الشاعر قرأ الإعتراف من الفاظه ولغة عينيه , هو لايريد أن يضعف , ولكن الشاعرقرأ ضعفه من لغته واهتزاز قدميه , هو لايريد أن يكون ضمن الملف ولكن في الواقع هومن القضايا التي لايتحملها الملف فكان لابد أن يشمله قول الشاعر: ( أنت في الدنيا قضية لايتحملها ملف ) فهل فعلا هو كذلك ؟
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..
المفضلات