كنت أحد طلاب العرب المترددين على الجامعة الإسلامية العالمية "بماليزيا " للحصول على القبول لدراسة الفكر التربوي عند "الغزالي " و "وجون ديوي " وهي في حقيقة الأمر دراسة مقارنة لمحاولة توضيح العلاقة الوظيفية مابين الفلسفة والتربية والفكر المشترك بينهما للوقوف على ماهو كائن ومايجب أن يكون وما هو في الذهن وما هو في الواقع على اعتبار أن التربية هي الجانب العملي التطبيقي لما هو في ذهن أولئك الفلاسفة على اختلاف المنطلقات والمحددات والأسس عبر اختلاف الزمان والمكان , حتى في المكان الواحد والزمن الواحد , ولكن مع الأسف , التعقيدات هناك حالت دون إ كتمال الفكرة , ولكن من تلك التجربة تعرفت على الكثير من الفلاسفة والمفكرين من خلال البحث والدراسة وتعلمت أيضا الإختلاف القائم حول مفهوم الإنسان الذي هو موضوع التربية والفلسفة وأنه سبب كل ذلك الإختلاف والتناقض والتعقيد في الفكر بشكل عام والفكر التربوي بشكل خاص , والإختلاف والتناقض والتعقيد هو نتيجة الإختلاف في التفاعل والممارسة , وبالتالي الإختلاف في الإهداف والغايات والنتائج والمحصلات , فالتربية أساسها الإنسان كما تراه , وهو نفسه الذي فيما بعد يعمل على إفسادها عندما يخرج عن أهدافها وغاياتها وإطارها وفكرها , ويحارب نفسه والآخرين , حتى ذلك الخروج أحيانا من قبل المسؤولين التربويين أوأ صاحب القرار , ويبدو أن ذلك الخروج لعدم الوعي بالفكر التربوي , أو نتيجة جهل , أو حداثة سن وقلة خبره , وربما ضعف في التكوين , أو ربما نتيجة المجامله من قبل البعض , أونتيجة التزكية على حساب الغير , و كل ذلك ينعكس على الأداء وإسلوب التعامل فيما بعد , ويصبح الفرد رهين المحبسين , جهله وإسلوبه , لذلك لا أظن فكرنا التربوي سينضج بوجود تلك النماذج , وبعض تلك النماذج هنا فقدت السيطرة على نفسها وعلى الحقل التربوي نتيجة معاملتها وإسلوبها , حتى تلك الفكرة المطروحة الآن بإعادة " تدوير التدوير" دليل على ضعف الإسلوب والمعاملة والحيلة , فربما هو بحاجة أن يعي الفكر التربوي وآثاره ونتائجه قبل أي فرد آخرمن خلال القراءة النفسية للأحداث والقرارات , وربما الأجدر به أيضا أن يلم شمل الجميع دون أن نكون كالجزر المتباعدة والمتنافرة , ومع الأسف البعض أصبح لا يجد أي قبول من قبل الحقل التربوي , لذلك , كيف ستتم ترجمة نشراته أو قراراته ؟ ومع ذلك هناك إصرار على بقائه أمام صمت الجميع , وكأن الصمت نوع من التشجيع له , و لذلك فكرنا التربوي لن ينضج هنا على أيدي تلك النماذج , لن ينضج فكرنا التربوي بإسلوب التهديد أو الوعيد , لن ينضج فكرنا التربوي من خلال السمسرة وشراء الأراضي , لن ينضج فكرنا التربوي من خلال ملاحقة طيور " النورس " وزهور " البنفسج " لن ينضج فكرنا التربوي من خلال قيادة الصغير للكبير والأعمى للبصير والجاهل للمتعلم , لن ينضج فكرنا التربوي إلا على أصحاب الخبرة الواسعة والإبتسامة الجميلة الصادقة والدائمة , لن ينضج فكرنا التربوي إلا على أصحاب القلوب الرحيمة والخاشعة والمتعاطفة , لن ينضج فكرنا التربوي إلا على إيدي أصحاب الفكر التربوي المؤهل والنزيه الذين يجيدون التعامل والإسلوب قبل التهديد أوالوعيد , لذلك , هذا نداء " لبستالوزي " و" ابن عربي " وابن سبعين " وابن جني " والغزالي " وجون ديوي " لإعادة تأهيل أولئك الذين فقدوا الإسلوب والمعاملة , وفقدوا القلوب والعقول , وفقدوا التأهيل التربوي والإنساني , وفقدوا الرحمة والشفقة فهل هناك من مستمع لهذا النداء أو هذا الحوارأو هذه المناشدة ؟


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..