خرج أبو مايد مع زوجته يتمشيان على شاطئ البحر الذي طالته يد التعمير بعد أن كان في الماضي نقطة انطلاق رحلات الغوص ولكن الزمن قد تغير والوجوه تبدلت .

أبو مايد : آآآه يا أم مايد ، هل تذكرين هذا المكان عندما كنت أعود من رحلة الغوص وأنت تنتظرينني بكل لهفة وشوق ؟ ألا ليت الشباب يعود يوما !

أم مايد : وهل أنسى تلك الأيام الجميلة ؟ إنه المكان الذي التقينا فيه وكان حبك لي من أول نظرة !

أبو مايد : كان نظري ضعيفا في تلك الأيام !

أم مايد : مااااااااذا ؟!

أبو مايد : أأأأقصد ، أن نظري قد ضعف بعد أن شاهدت جمالك القمري ، لذلك لم أنتظر طويلا وتقدمت لخطبتك .

أم مايد : أهااااا ، كلامك معقول الآن ، هل تعرف يا أبا مايد أنني عاتبة عليك كثيرا لأنك تزوجتني بمهر منخفض جدا مع أنني كنت في تلك الأيام ملكة جمال الحي ! هل هنت عليك إلى هذه الدرجة ؟!

أبو مايد : حاشاك حبيبتي ، ولكنني حصلت على " دسكاوند " خاص من والدك رحمه الله !

أم مايد : ما هذه المصطلحات الغريبة " دسكاوند " ؟! ألم تجد كلمة أفضل منها .

أبو مايد : اسمحي لي حبيبتي ، يخونني التعبير أحيانا ، لقد كان والدك كريما معي ولم يطمع مثل بعض آباء هذه الأيام ، أعطاني " جوهرة " بمهر بسيط لكي أحافظ عليها وها أنت معي الآن .

أم مايد : كم أحبك وأحب مصطلحاتك يا أبا مايد ، هل تصدق حبيبي أنني لو كنت شابة في العشرين هذه الأيام فسوف يتقدم لي آلاف الشبان .

أبو مايد : أمل إبليس في الجنة !

أم مايد : أففففففففف ، عدت للمصطلحات نفسها !

أبو مايد : أأأقصد ، أنه لا أمل لهم في الزواج منك ، لأنني سأكون الشاب الذي سيخطفك منهم بالتأكيد !

أم مايد : حبيييييييييييبي ، هذه العبارات التي تشرح النفس ، أووووه ، نسيت أن أسألك ، متى سنرد على الشاب الذي تقدم لخطبة ابنتك صالحة ؟ بصراحة يقولون إنه وسيم جدا وفي قمة الأخلاق والأدب .

أبو مايد : ممممممممم ، بصراحة كنت أتمنى أن تتوظف البنت ثم تتزوج ، ولكن ليس كل ما يتمناه أبو مايد يدركه .

أم مايد : تتوظف ؟ هاهاااااااي ، في المشمش ، ابنتك تريد أن تصبح مديرة من بداية التعيين من دون أن تندرج في الوظيفة .

أبو مايد : إذا دعينا نتريث قليلا ، قلربما تعينت هذه السنة واستفدنا من راتبها في بناء بيت جديد .

أم مايد : اتق الله يا أبا مايد ، صالحة ستنتهي صلاحيتها إذا ظل تفكيرك بهذه الطريقة ، لماذا كل هذا الطمع ؟ راتبها سيكون ملكا لها فقط .

أبو مايد : إذا هناك خيار استراتيجي واحد لن أتنازل عنه أبدا .

أم مايد : يا سلااااااااام ، وما هو هذا الخيار ؟

أبو مايد : أن يكون زوجها تاجر ( عقارات ) ههههههههههههه !