تابع درجات الصدق
2.أن لا يتمنى الحياة إلا للحق، ولا يشهد من نفسه إلا أثر النقصان، ولا يلتفت إلى ترفيه الرخص.
أي لا يحب العيش إلا لرضى الله وعبادته،
كما قال عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-((لولا ثلاث في الدنيا لما أحببت البقاء:
لولا أن أحمل على جياد الخيل في سبيل الله، ومكابدة الليل،
ومجالسة أقوام ينتقون أطايب الكلام، كما ينتقى أطايب التمر)) الحلية.
يريد بذلك: الجهاد، والصلاة، والعلم.
قوله (ولا يشهد من نفسه إلا أثر النقصان):
أي لا يرى نفسه إلا مقصرا؛ لعظمة الله عنده ومكانته في قلبه، ومعرفته بعيوب نفسه.
وأما قوله: ((ولا يلتفت إلى ترفيه الرخص)).
فلأنه -لكمال صدقه وقوة إرادته، وطلبه للتقدم يحمل نفسه على العزائم ولا يلتفت إلى الرفاهية التي في الرخص.
وهنا تفصيل:
الصادق يعمل على رضى الله تعالى ومحابه
فإذا كانت الرخص أحب إلى الله أخذ بالرخصة مثل اﻹفطار في السفر،والقصر والجمع بين الصلاتين،
وتخفيف الصلاة عند الشغل، ونحوه.
فهذه رخص يحب الله تعالى أن يؤخذ بها ولا ينافي الصدق.
وفي الصحيح ((ماخير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما، مالم يكن إثما))
وﻷن فيهما التعبد باسم (الرفيق، اللطيف).
أما الرخص التأويلية، المستندة إلى اختلاف المذاهب واﻵراء التي تصيب وتخطئ:
فاﻷخذ بها عندهم عين البطالة ومناف للصدق.
مدارج السالكين
ج3 (2133-2129)
المفضلات