خاطرة !

على تلك الأطلال كنا نقف أنا وهو ..يتمازج حب الطفولة مع الشغف الذي كبر معنا .. نعم ,, كان حب صادق وخالد .. لم نكن مجرد أطفال .. نلهو ونلعب مع باقي الأطفال في تلك الحارة الضيقة المسالك .. بل كنا أكثر مما تتخيل .. كنا أنا وهو روحا في جسدا واحدة .. نمشي وفق بعض ونركض معا .. نتخاصم دقائق لنعود ساعات تملأنا المحبة والسعادة .. كنا أطفال ,, لا نعي مفهوم أن يمسك أحدنا يد الآخر .. أو أن يهمس في أذنه " أنت أجمل شخص وأثمن " .. كنا أطفال ,, وكبرنا على هذا المفهوم .. لتصدمنا الحياة فجأة !! بأن طفولتنا الجميلة انتهت .. وما عاد من الجميل أن نقف على تلك الأطلال مرة أخرى .. وكأن دستورا آخر ساد علينا ..
أراها تلك الأطلال المترامية التي تنشج نشيجا لا يسمعه إلا ( أنا وهو ) .. نعم تبكي تلك الأطلال علينا .. وعلى هذه الخيانة التي تركناها لها .. لتنجلي تلك الأيام التي كنا كزهرة واحدة في حقل متسع من الحب والوداد .. كقطرة الندى التي تقبل رقائق الزهر كل صباح ..
وانتهت الحكاية .. لنكون في النهاية .. بلا مذكرة نسرد عليها أيامنا وليالينا .. لتنتهي الضحكة مع القمر .. والجلسة التي كنا نعد فيها نجوم السماء كل ليلة .. ما عدنا كما الأمس .. ما عاد منا يصافح يد الآخر ويذهب به راكضا نحو تلك الأطلال التي تغيب منها الشمس .. انتهت تلك الرواية .. لنكبر .. وينتهي كل شي .. كل حب .. وعشق نما معنا ..
ليرحل هو لبلاد أخرى .. وألتحق أنا بمهمة أخرى وعمل أخر.. والأطلال تبكي وتشجي لفراق من كان يسليها ويقف عليها كل مغيب ..
ولكن غابت تلك الشمس في ذلك اليوم .. لنغيب ونفترق نحن الاثنان معها .. فمتى سنعود كما كنا .. صافحني بيدك .. وضمني لصدرك .. وأخبرني متى سنعود .. متى سنعود .. لتعود الحياة لأطلالنا ..

( رايكم + انتقادكم + ملاحظاتكم) = تهمني !!

معاناه حقيقية !!


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..