لا تعليــــــق !! - بقلم حليمة الشحي *
تطرح العديد من القضايا والتجارب الحياتية في إحدى مواقع الإنترنت أو بشكل مباشر مع مجموعة من الأشخاص ،قضايا تستوجب النقاش والتعبير عما يجول في خواطرك اتجاه ما سرد وطرح،بطبيعة الحال قد يستهويك ما كتب فترد بعبارات قد تتجاوز سطوراً عديدة،وكأن أصابع يدك لا تكل ولا تمل بما سطرته من تعليقات اتجاه ما طرحه وكتبه الطرف الأخر،وقد تختصر ما عندك بعبارة موجزة وبسيطة كما تراها ألا وهي عبارة" لا تعليق" فما مضمون هذه العبارة ،وما دلالاتها وكوامنها الخفية؟
عبارة"لا تعليق" تدمج بين الحرف والكلمة فقط، ولكن مدلولها غامض لا نستطيع تحديده تحديداً دقيقاً، وهي بحد ذاتها تعبر عن معانٍ عدة.فكثيراً ما نرى صوراً أو مشاهداً معينة ونهتف بقولنا " لا تعليق"، حيث يعزى السبب إلى أن الصورة أو المشهد بحد ذاته يعبر عما نريد قوله بالفعل، وما نريد التعبير به.ولكن ما نود معرفته هو المدلول الأخر أو الخفي لهذه العبارة ،فحين مخاطبة أحد من الناس أو الرد على فعل قام به أو قول تلفظ به ونقول له "لا تعليق" فإن من نناقشه أو نرد عليه قد تثير لديه هذه العبارة الفضول بما أراد أن يبينه الطرف الأخر،فهي بحد ذاتها تعليق ولكن تعليق غير واضح أو غامض لا نستطيع استيعابه،فبالعبارة هذه نكون قد جعلناه معلقاً لا يعرف ما يدور بداخل الطرف الأخر ولا يجد تعليقاً على ما أدلى به .
فلماذا يستخدم هؤلاء الأشخاص تلك العبارة؟ هل ذلك تخوفاً من الطرف الأخر ومن فقدانه إذا ما أوضح ما أراد التعليق عليه وذلك في حالة أن تعليقه قد يكون بوجهة سلبيه اتجاه ما طرحه؟وربما قد يملك أفكاراً متشعبة لا يستطيع تجميعها للتعبير عما بداخله اتجاه الآخرين وقضاياهم.
وقد يعزى السبب إلى المقولة الشائعة:"الصمت حكمة"،فلا داعي من التعبير عما يجول في الخاطر،،وأن الشيء الحاصل لا يستحق بطبيعة الأمر الإدلاء والإفصاح ،لأن الكلام فيه قد يطول وقد لا يكتب له الفائدة والمنفعة فيما بعد ،أذن تسمع من هنا ولكن لا تطبق فما الجدوى من ذلك. فيكتفي بعضهم بالنظر في القضية المطروحة أو الاستماع بدون أي تجاوب لفظي أو مكتوب ناسجين نسج البيت الشعري التالي الذي يعبر عن ذلك:
إن صمتي لا يعني جهلي لما يدور حولي ***** لكن ما يدور حولي لا يستحق الكلام
ومن ناحية أخرى هناك قضايا وأمور تستوجب علينا التعليق والمشاركة لكي يستفيد منها الآخرين ،ويسيرون على نهجها،كأن تعلق على مقالة نشرها أحد الأشخاص وتبرر آرائك ونقدك تجاهها لكي تستفيد ويستفيد هو منك،وتعليقك قد يكون المفتاح الذي يفتح له الأبواب المقفلة لشخص باحث عن مشكلة ما.
خلاصةً هنالك أمور وقضايا تجعل الفرد ينصرف عن التعليق عليها ويكتفي بعبارة "لا تعليق"،لأن الحديث فيها قد يطول ولا نجد له الفائدة المرجوة،وهنالك أمور نبدي آرائنا وتعليقنا فيها ،لأنها تستحق وبجدارة أن يغوص المرء في أعماقها لاستخراج الدرر التي تضيء دروب الآخرين.
فبعد ما أوردته من حديث سابق لا تقل أيها القارئ "لا تعليق" بل شارك بما يجول في داخلك اتجاه ما سرد...
* بقلم / حليمة بنت سعيد الشحي
28 مارس 2012 م
=======================================
* مقالات يكتبها لشبكة مسندم أبناء و أقلام و مثقفين و وجهاء محافظة مسندم ، تضاف المقالات بشكل متجدد ،
و يمكنكم زيارة بقية المقالات بالـضغط هنـــا .
كما يمكنكم نشر مقالكم الخاص بالتواصل مع ادارة الواجهة العربية للموقع على البريد الالكتروني :
musandam.net@gmail.com
المفضلات