ظلم الإنسان في مصارعة الثيران
الرياضة في الإسلام لها غايات سامية نبيلة , فهي بناء للجسم , وترويض للنفس , وإعداد للفرد ليكون جنديا مدافعا عن أمته ودينه ,أما أن تكون الرياضة إهدار للوقت ,إيذاء للحيوان , كما هي في مصارعة الثيران , فهذا حرام , ولا يجوز أن نؤذي الحيوان أو نشق عليه , كما أنها عبث ولهو لا خير فيه , وضياع للوقت والجهد والمال .
إذا كان الثور قوي الجسم , فلا ينبغي أن نبدد قوته في مصارعتة , بل ينبغي الاستفادة من قوته , من غير أن نشق عليه , أو نحمله فوق طاقته , أو نؤذيه بأي نوع من الإيذاء .
أما عن صفات الثور , فإنه ضخم الجسم , ثقيل الوزن , ذو رقبة قصيرة , يتدلى منها لغد , وله خطم عريض رطب عار( الخطم للدابة هو,مقدم أنفها وفمها ) .
الثور له حاسة شم قوية , وتعيش الثيران البرية في قطعان صغيرة , تتألف من 2 إلى 5 ثيران فقط من الإناث والذكور , يقودها ثور ذكر ,وتستريح في الصباح الباكر , وعند الظهيرة بعد الرعي أثناء النهار , وتنام عادة في الليل , إلا إذا أفزعها الإنسان .
ورد ذكر الثور في بعض الأحاديث , نذكر منها ذلك الحديث الذي يبين أن نسبة كبيرة من بني آدم يدخلون النار , وإن أمة محمد صل الله عليه وسلم , هم أحد الأمم الكثيرة السابقة , وأنهم بالنسبة للأمم السابقة , كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود .
قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( يقول الله عز وجل يا أدم فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك قال يقول أخرج بعث النار ) أي أخرج أهل النار وافصلهم وميزهم عن غيرهم ( قال وما بعث النار وافصلهم وميزهم عن غيرهم ( قال وما بعث النار قال من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين..) والمقصود بهذه الأعداد , بيان كثرة الكافرين , وقلة عدد المؤمنين , كل هذه يحدث يوم القيامة , الذي يشيب من هوله الطفل الصغير كما جاء في بقية الحديث : (قال فذاك حين يشيب الصغير , وتضع كل ذات حمل حملها , وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد).
فلما سمع الصحابة ذلك , شعروا بالخوف , وسألوا رسول الله صل الله عليه وسلم :من منهم سيكون ذلك الرجل الذي سيدخل الجنة ؟ فطمأنهم رسول الله صل الله عليه وسلم, بأن هذه النسبة ليست من المسلمين فقط , ولكن يدخل فيها الأمم السابقة , بما فيهم يأجوج ومأجوج, الذين كانوا مفسدين في الأرض ومن كان مثلهم من الكافرين , ولنتابع بقية الحديث .
(فاشتد عليهم قالوا يا رسول الله أينا ذلك الرجل فقال أبشروا فإن من يأجوج ومأجوج ألفا ومنكم رجل قال ثم قال والذي نفسي بيده إني لأطمع أن تكونوا ربع أهل الجنة فحمدنا الله وكبرنا ثم قال والذي نفسي بيده إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة فحمدنا الله وكبرنا ثم قال والذي نفسي بيده إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود أو كالرقمة في ذراع الحمار). ومعنى الرقمة أي: الزائدة الصغيرة البارزة في ذراع الحمار , أي الشيء الصغير جدا .
المفضلات